استشهد، اليوم الجمعة، 10 فلسطينيين على رأسهم قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس، تيسير الجعبري وبينهم طفلة وسيدة، وأصيب مدنيون بينهم أطفال بجروح، في سلسلة غارات شنتها طائرات الاحتلال الإسرائيلي على قطاع غزة.
واستهدفت الغارات الإسرائيلية، التي بدأت فيها قوات الاحتلال عمليتها في غزة والتي أطلقت عليها مسمى "الفجر الصادق" شققا سكنية ومركبة ومواقع للمقاومة الفلسطينية في أنحاء قطاع غزة.
وتواصل قوات الاحتلال الإسرائيلي، شن غارات على مناطق متفرقة من قطاع غزة، الأمر الذي يجعل حصيلة الضحايا قابلة للزيادة في أي لحظة.
وفي آخر تحديث لإجمالي ضحايا الاستهداف الاسرائيلي لقطاع غزة، قالت وزارة الصحة إن الحصيلة بلغت 10 شهداء من بينهم طفلة تبلغ من العمر 5 اعوام وسيدة تبلغ من العمر 23 عام واصابة75 مواطن بجراح مختلفة.
وأعلنت وزارة الصحة في غزة عن رفع حالة الجهوزية والاستعداد في كافة المستشفيات ومحطات الإسعاف في القطاع، مشيرًة إلى، أن الطواقم الطبية لا تزال في غرف العمليات والعناية المركزة تقوم بالرعاية الطبية الفائقة والتعامل مع مختلف الاصابات الحرجة.
وذكرت الوزارة أن الاحتلال الاسرائيلي يركز في استهداف المناطق السكنية مما رفع عدد الضحايا من الاطفال والنساء والمدنيين والاصابات الحرجة
وقالت الوزارة إن العدوان الاسرائيلي يتزامن مع استمرار الحصار الذي يهدف الى إنهاك المنظومة الصحية وجعلها تعاني من نقص حاد في 40 % من الأدوية الاساسية و32% من والمستهلكات الطبية و 60% من لوازم المختبرات وبنوك الدم.
وأضافت أن العدوان الاسرائيلي يتزامن مع منع الاحتلال لإدخال 14 جهاز اشعة ومنع ادخال قطع الغيار للأجهزة الطبية والتشخيصية مما يؤثر على عمل الطواقم الطبية في الاقسام الحساسة.
ودعت الصحة، كافة الشركاء من المؤسسات الدولية والاغاثية والاشقاء في قطر الخير وكافة محبي الشعب الفلسطيني الى سرعة تلبية احتياجاتنا الصحية.
المقاومة ترد
وردت المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، مساء اليوم الجمعة، على جريمة الاحتلال التي أدت لاستشهاد 10 فلسطينيين أبرزهم القائد في سرايا القدس تيسير الجعبري.
وفي بلاغ عسكري، أعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، مسؤوليتها عن قصف مدينة "تل أبيب" ومدن المركز والغلاف بأكثر من 100 صاروخ.
وقالت السرايا:" في إطار الرد الأولي على جريمة اغتيال القائد الكبير "تيسير الجعبري" وإخوانه الشهداء... سرايا القدس تدك تل أبيب ومدن المركز والغلاف بأكثر من 100 صاروخ".
وفي بلاغ عسكري آخر، صدر عند الساعة 11:02م قالت السرايا إنه وفي إطار ردها المتواصل على العدوان، دكت تدك المدن والمستوطنات المحتلة (أسدود، وسديروت، وعسقلان) برشقات صاروخية مكثفة.
في ذات السياق، اعلنت كتائب شهداء الأقصى - فلسطين، لواء الشهيد القائد نضال العامودي مسؤوليتها عن قصف "نتيف هعتسرا وقاعدة نيريم العسكرية وموقع كوسفيم" برشقات صاروخية مكثفة ، اليوم الجمعة 5 أغسطس 2022م وفي تمام الساعة 10:15م.
كما أعلنت كتائب المجاهدين قصفها برشقات صاروخية، مغتصبة علوميم في تمام الساعة ١١:١٠م، وموقع نحل عوز العسكري في تمام الساعة ١١:٣٠م.
وأفادت وسائل إعلام عبرية، بان صافرات الإنذار دوت في مناطق مختلفة الأرض المحتلة، في حين قناة "كان" العبرية إنه وبينما غانتس ولابيد في مؤتمر صحفي انهالت الصواريخ على حولون وريشون لتسيون وبيت يام.
اصابات في صفوف المستوطنين
وأصيب ثمانية مستوطنين، الجمعة، في إطلاق صواريخ من قطاع غزة، ردًا على عدوان الاحتلال بحق القطاع.
ووفق نجمة داود الحمراء فإن 8 إصابات وقعت في صفوف المستوطنين جراء إطلاق الصواريخ من غزة، 5 منهم نقلوا إلى مستشفيات أسوتا، وبرزيلاي.
لا خطوط حمر
من جهته، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، أن الاحتلال سيدفع غاليا ثمن عدوانه الذي استهدف قطاع غزة، مشددا على أن (لا خطوط حمراء بعد اليوم)، وموعزا لمقاتلي سرايا القدس بالتحرك للرد على العدوان.
وقال القائد النخالة في تصريح لقناة الميادين تعقيبا على العدوان الصهيوني الجديد الذي استهدف قيادات في الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري: هذا يوم للقتال وللنصر طويل، العدو ابتدأ العدوان وعليه أن يترقب ردنا".
وأضاف: اليوم اختبار للمقاومة الفلسطينية وصمودها، وسيثبت مقاتلونا أنهم على قدر المسؤولية في مواجهة الصلف الصهيوني".
وتابع القائد النخالة: لا مهادنة بعد هذا القصف وعلى كل مقاتلي الشعب الفلسطيني أن يقفوا وقفة واحدة.. والمقاومة ستكون موحدة"، مؤكدا أنه لا وساطات بعد اليوم.
وزاد قائلا: ليس هناك خطوط حمراء لرد الجهاد الإسلامي على هذا العدوان.. لا وساطات الآن.. وعلى العدو الإسرائيلي أن يتحمل مسؤولية عدوانه".
واستطرد القائد النخالة: سيثبت الشعب الفلسطيني أنه على قدر المسؤولية في مواجهة هذا العدوان.. ونحن ذاهبون للقتال".
وخلال اللقاء المباشر عبر قناة الميادين، أوعز القائد النخالة لمقاتلي سرايا القدس ببدء ضرب الاحتلال، حسب الخطة المرسومة للرد، مبينا أن تل أبيب ستكون هدفا للصواريخ.
الاحتلال يستدعي الاحتياط
وصادق وزير الأمن الإسرائيلي، بيني غانتس، على استدعاء 25 ألف جندي من قوات الاحتياط، تحسيا لأي رد من فصائل المقاومة.
واتخذ جيش الاحتلال تدابير خاصة في "غلاف غزة" تتضمن منع التجمهر وفتح الملاجئ على بعد 80 كم من قطاع غزة، وذلك بدءا من اليوم الجمعة ولغاية الساعة الثامنة من مساء غد السبت؛ وفقا لما جاء في بيان للناطق بلسان جيش الاحتلال.
وحسب ما أوردت وسائل إعلام إسرائيلية، فإن جيش الاحتلال قام بنشر القبة الحديدية على المنطقة الحدودية مع قطاع غزة بالإضافة إلى منطقة تل أبيب.
وذكر رئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلية، يائير لبيد، أن "الحكومة الإسرائيلية لن تسمح بالتهديدات على المواطنين الإسرائيليين، وسيعمل الجيش ضد حركة الجهاد الإسلامي وسنصل إلى كل من يهدد أمن إسرائيل"
وقال غانتس، إن "المهمة هي الدفاع عن إسرائيل ومواطنيها، ولن نسمح لأي طرف التهديد أو المساس بالمواطنين الإسرائيليين".
وأطلق الجيش الإسرائيلي على العملية العسكرية اسم "الفجر الصادق"، معلنًا أنها استهدفت الجهاد الإسلامي وتيسير الجعبري قائد المنطقة الشمالية في حركة الجهاد الإسلامي وعبد الله قدوم قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في شمال قطاع غزة في الجهاد الإسلامي؛ حسب ما ورد في بيان له.
ويأتي العدوان الإسرائيلي على غزة اليوم بعد أيام من الاستنفار والتأهب في مستوطنات "غلاف غزة" وفي محيط قطاع غزة، وذلك مع استمرار إغلاق معابر القطاع التجارية والمدنية، وذلك بزعم عمليات قد تنفذها حركة الجهاد الإسلامي ردا على اعتقال القيادي بالحركة، بسام السعدي، مساء الإثنين الماضي في جنين.