غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

القراءة التقديرية للمعركة

سرايا القدس تقصف اسرائيل صواريخ سرايا القدس.jfif
بقلم/ ياسر عرفات الخواجا

بعد أيام من الاستنفار لدى مقاتلي سرايا القدس والتأهب الصهيوني على حدود القطاع وتدخل الوساطة المصرية من أجل احتواء الموقف الذى أبدى فيها الجهاد الإسلامي المرونة والتوافق الكاملين مع هذه الوساطة دون أن يطلق ولو طلقة واحدة.

إلا أن الصهاينة كعادتهم الغادرة قاموا باغتيال القائد الأبرز في سرايا القدس الشهيد تيسير الجعبري، والذى جاء خلفاً للشهيد القائد بهاء أبو العطا، فإسرائيل هي من تجاوزت كل الخطوط الحمراء وكل

قواعد الاشتباك باغتيالها لقائد سرايا القدس الجعبري..

والسؤال هنا: لماذا أقدمت إسرائيل على هذه العملية في ظل استمرار جهود الوسيط المصري؟، وهل كانت العملية مبيتة؟.

بالتأكيد إسرائيل عندما تقدم على عملية اغتيال من هذا النوع فإنها تدرس أبعادها وارتداداتها، فأي جريمة يقدم عليها الاحتلال لها ثمن، ولابد أن تواجه بفعل مقاوم، وهذه هي طبيعة الصراع الذى لا

ينتهى إلا بزوال المحتل عن أرضنا ومقدساتنا..

أما لماذا أقدمت إسرائيل على هذه العملية!، فالأمر في تقديري يرجع لسببين هامين:

السبب الأول: في الآونة الأخيرة والتي ازدادت فيها قوة ونشاط سرايا القدس في غزة والضفة الغربية وبشكل لافت ومقلق للإسرائيليين، الأمر الذى لم يرق للصهاينة، فبدت بملاحقة المقاتلين واغتيالهم في مخيم جنين وعموم الضفة الغربية، في محاولة يائسة للقضاء على هذه الظاهرة المتنامية، حيث شكل هذا التنامي كابوساً وفشلاً للمنظومة الأمنية والعسكرية التي لم تستطع القضاء على هذه الظاهرة؛ لذلك الأجهزة الأمنية الإسرائيلية تشعر بقلق حقيقي تجاه تعاظم قوة سرايا القدس في الضفة الغربية وقطاع غزة، وتقدم على مواجهتها بخطى متخبطة، والتي كان آخرها اغتيال القائد الجعبري، وحتمًا هذا الاغتيال الجبان لن يؤثر على استمرار وقدرة وتنامى سرايا القدس.

السبب الثانى: وهو أن العدو اعتاد عند قرب كل انتخابات إسرائيلية أن يقدم على عمليات إجرامية بحق شعبنا ومقاومته؛ لزيادة رصيده الانتخابي الذي يأتي على حساب الدم الفلسطيني، وفى كل مرة يُسقِطُ الدم الفلسطيني كل الرهانات والحسابات الانتخابية، وينتصر على الموقف الصهيوني.

أم بخصوص التقديرات المتوقعة للمعركة:

التقدير الأول: أن المعركة ربما تأخذ أيامًا تقوم من خلالها سرايا القدس بردها على الاستهداف، والانتقام للشهيد القائد الجعبري كما حدث إبان اغتيال الشهيد بهاء أبو العطا، حيث انفرد الجهاد بالمعركة، وأمطر فيها دولة الاحتلال بعدد كبير من الصواريخ المتوسطة وطويلة المدى التي طالت كل المدن الصهيونية، وتم إعلان وقف إطلاق النار حينها بواسطة مصرية.

التقدير الثانى: وهى أن تتوسع رقعة المعركة بسبب تطور ميداني يتجاوز فيه الاحتلال كل الحدود بفعل إجرامي كبير، تضطر فيه المقاومة مجتمعة الدخول في معركة مفتوحة.

وأخيرًا: يجب أن تتمسك سرايا القدس بالإضافة لردها على الجريمة النكراء، أن تتمسك بمطالبها السابقة المتمثلة بالإفراج عن القيادي السعدي والأسير البطل المضرب عن الطعام خليل العواودة، وذلك من أجل إعادة العدو للمربع الأول وإظهار فشله في تحقيق أهدافه وإفساد نشوة الانتصار عنده باغتيال الجعبري، وجعل كلمة السرايا هي العليا في هذه الجولة وهي التي حققت أهدافها.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".