ارتفعت حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة لليوم الثاني على التوالي، إلى 43 شهيداً، بينهم 15 طفلًا و4 سيدات، وإصابة نحو 311 بجروح مختلفة، في حين تواصل المقاومة ردها على جرائم الاحتلال من خلال عملية "وحدة الساحات" التي أعلنت عنها سرايا القدس، واستهدفت خلالها القدس المحتلة و"تل أبيب" ومطار "بن غوريون" ومناطق أخرى.
وأعلن، فجر السبت، استشهاد قائد المنطقة الشمالية في سرايا القدس القائد خالد منصور في عملية اغتيال نفذتها طائرات الاحتلال في رفح جنوب قطاع غزة، ليكون منصور القائد البارز الثاني في سرايا القدس والذي تغتاله "إسرائيل" خلال أيام، وذلك بعد اغتيال قائد المنطقة الجنوبية تيسير الجعبري.
وصباح اليوم، أعلن الدفاع المدني في رفح جنوبي القطاع أن عناصره انتشلوا جثث 8 شهداء من تحت أنقاض بناية سكنية دمرتها غارة إسرائيلية، مشيرا إلى أن بين من جرى انتشال جثثهم خالد منصور قائد المنطقة الجنوبية بسرايا القدس.
العدوان متواصل
وتواصل طائرات الاحتلال غاراتها المكثفة على مناطق متفرقة من قطاع غزة، في إطار عملية أطلقت عليها مسمى "الفجر الصادق"، إذ استهدفت خلالها شققاً سكنية ودمرت منازل للمواطنين وسيارات ومواقع للمقاومة الفلسطينية في أنحاء متفرقة قطاع غزة.
وبعد ساعات من الهدوء صباح أمس السبت، كثفت طائرات الاحتلال الإسرائيلي قصفها على قطاع غزة، واستهدفت مناطق متفرقة، كما دمرت منازل في مناطق متفرقة بالقطاع.
وارتكبت "إسرائيل" مجازر في قطاع غزة، إذ قصفت منزلًا في رفح أدى القصف إلى استشهاد ثمانية مواطنين، كما استهدفن مجموعة من المواطنين في جباليا ما أدى لاستشهاد خمسة أطفال.
أزمة إنسانية
في السياق ذاته، أعلن الناطق باسم وزارة الصحة في قطاع غزة أشرف القدرة أن العد التنازلي لوقف عمل المستشفيات قد بدأ بعد توقف محطة الكهرباء في غزة، ما ينذر بأزمة إنسانية.
كما قال مدير المكتب الإعلامي الحكومي في غزة سلامة معروف خلال مؤتمر صحفي، إن العدوان الإسرائيلي الجاري على قطاع غزة، سيزيد من سوء الوضع الإنساني الذي كان يعانيه القطاع، بسبب الحصار على مدى 15 عاما.
وأضاف أن محطة الكهرباء في غزة قد توقفت عن العمل بسبب وقف وصول الوقود إلى غزة.
مواصلة الهجمات
في ذات السياق، وجّه وزير جيش الاحتلال الإسرائيلي بيني غانتس، السبت، بمواصلة الهجمات ضد حركة الجهاد الإسلامي بقطاع غزة، فيما لوّح متحدث باسم الجيش بالتوسع برا وجوا داخل القطاع، بحسب وسائل إعلام عبرية.
وقالت صحيفة يديعوت أحرونوت إن غانتس أجرى تقييما للوضع بمشاركة مسؤولين عسكريين، وأنه وجّه غانتس بمواصلة الجهود الهجومية ضد الجهاد الإسلامي، مع التشديد على إجراءات لإحباط إطلاق الصواريخ تجاه "إسرائيل".
فيما نقلت قناة كان الرسمية عن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي العميد ران كوخاف قوله "نحن في حملة مركزة ضد الجهاد الإسلامي، وسنواصل الهجمات واسعة النطاق من البر والجو".
وأضاف كوخاف إذا احتجنا إلى التوسع برا وجوا أو بأي وسيلة أخرى، سنفعل ذلك، ولن يُهدد أحد أو يُقيّد، لا غلاف ولا أي مدينة أو مواطن.
المقاومة ترد
وتواصل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، منذ مساء الجمعة، ردها على جريمة الاحتلال التي إلى استشهاد القائد في سرايا القدس تيسير الجعبري، فيما أعلنت السبت اسم العملية وهي "وحدة الساحات".
وقالت سرايا القدس إنها قصفت "تل أبيب" ومطار بن غوريون وأسدود وبئر السبع وعسقلان ونتيفوت وسديروت بـ 60 صاروخا، فيما أعلنت مصادر عبرية سقوط صواريخ على مباني ومصانع.
وفي سياق الرد المشترك، أعلنت سرايا القدس تنفيذ عملية مشتركة مع كتائب المقاومة الوطنية وكتائب المجاهدين وكتائب شهداء الأقصى.
وقالت سرايا القدس إن العملية المشتركة استهدفت مستوطنات تيفوت وسديروت وكيسوفيم والعين الثالثة وصوفا بقذائف صاروخية.
وقال الجيش الإسرائيلي إن 350 صاروخا وقذيفة هاون أطلقت من قطاع غزة نحو "إسرائيل" منذ بدء العملية.
وقالت مصادر عبرية، إن 40 إسرائيليا تم إسعافهم خلال الساعات الماضية، ولكن معظمهم أصيب إما نتيجة التدافع خلال الركض إلى الملاجئ، أو بسبب الرعب.
وصباح اليوم الأحد، أعلنت سرايا القدس إطلاق رشقة صاروخية تجاه القدس المحتلة، فيما قال مواطنون من الضفة المحتلة إنهم سمعوا أصوات الانفجارات.
لا خطوط حمر
من جهته، أكد الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، أن الاحتلال سيدفع غاليا ثمن عدوانه الذي استهدف قطاع غزة، مشددا على أن (لا خطوط حمراء بعد اليوم)، وموعزا لمقاتلي سرايا القدس بالتحرك للرد على العدوان.
وقال القائد النخالة في تصريح لقناة الميادين تعقيبا على العدوان الصهيوني الجديد الذي استهدف قيادات في الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري: هذا يوم للقتال وللنصر طويل، العدو ابتدأ العدوان وعليه أن يترقب ردنا".
وأضاف: اليوم اختبار للمقاومة الفلسطينية وصمودها، وسيثبت مقاتلونا أنهم على قدر المسؤولية في مواجهة الصلف الصهيوني".
وتابع القائد النخالة: لا مهادنة بعد هذا القصف وعلى كل مقاتلي الشعب الفلسطيني أن يقفوا وقفة واحدة.. والمقاومة ستكون موحدة"، مؤكدا أنه لا وساطات بعد اليوم.
وزاد قائلا: ليس هناك خطوط حمراء لرد الجهاد الإسلامي على هذا العدوان.. لا وساطات الآن.. وعلى العدو الإسرائيلي أن يتحمل مسؤولية عدوانه".
واستطرد القائد النخالة: سيثبت الشعب الفلسطيني أنه على قدر المسؤولية في مواجهة هذا العدوان.. ونحن ذاهبون للقتال".
وخلال اللقاء المباشر عبر قناة الميادين، أوعز القائد النخالة لمقاتلي سرايا القدس ببدء ضرب الاحتلال، حسب الخطة المرسومة للرد، مبينا أن تل أبيب ستكون هدفا للصواريخ.
ويأتي العدوان الإسرائيلي على غزة اليوم بعد أيام من الاستنفار والتأهب في مستوطنات "غلاف غزة" وفي محيط قطاع غزة، وذلك مع استمرار إغلاق معابر القطاع التجارية والمدنية، وذلك بزعم عمليات قد تنفذها حركة الجهاد الإسلامي ردا على اعتقال القيادي بالحركة، بسام السعدي، مساء الإثنين الماضي في جنين.