غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الأخضر والأسمر في قلب المعركة

كتائب القسام وسرايا القدس.jpg
ماهر سامي الحلبي

يسعى الاحتلال الصهيوني إلى زرع بذور الفرقة والشقاق بين فصائل المقاومة الفلسطينية للنيل منهم، وظهر ذلك واضحاً منذ اللحظة الأولى التي ارتكب فيها العدو حماقته واغتال المجاهد تيسير الجعبري قائد سرايا القدس في المنطقة الشمالية بقطاع غزة، حيث أقدم العدو الغادر على قصف مواقع ومراصد، واستهدف عناصر وقيادات يتبعوا لسرايا القدس، أراد من خلال ذلك إيصال رسائل أن المُستهدف في هذه المعركة هم فقط أعضاء وقيادات في السرايا، وأن أيّاً كان من الفصائل سيتدخل يُصبح ضمن أهدافه، وكان العدو الصهيوني وجه تهديداته على وجه الخصوص إلى حركة حماس؛ بأنها في حال دخلت المعركة سيقوم بتوسيع أهدافه لتطال قيادات في حركة حماس.

لكن ما يجهله الاحتلال الصهيوني، أن حماس لا تعمل لوحدها في الميدان وكذلك الجهاد الإسلامي وباقي الفصائل، بل تجمعهم مظلة غرفة العمليات المشتركة التي تضم الأذرع العسكرية لفصائل المقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، وهم فيها جميعاً على قلب رجل واحد، تجمعهم فلسطين وأرضها ومقدساتها، يقف جميعهم في خندق واحد لمواجهة الاحتلال الصهيوني خلال المعارك والحروب.

ولا يقف الأمر عند هذا الحد، بل تخرج علينا فئة ضالة متصهينة من أعوان الاحتلال للمزاودة والتشكيك في أن الأخضر ترك الأسمر وحيداً في معركته، الأمر الذي أدى إلى استفراد العدو الصهيوني به. ونسي أولئك المشككين أن هناك غرفة مشتركة للمقاومة الفلسطينية، تعمل جميع الفصائل من خلالها وفق تنسيق ولكل منهم عمله الموكل له. إن الألسن التي تتطاول على رجالات المقاومة وتسعى إلى زرع الفتنة بين أبناء الشعب الواحد، نقول لهم حتى لا يزاود أحد منهم: "لا تحسبوا أن الكتائب لا تُشارك في القتال.. هي تضرب المُحتل في أوكارهِ وتُساند الأبطال في ساح النِزال.. في حكمةٍ ترمي اللَّظى وتدُك عمق الاحتلال.. هي في شموخٍ حالها مثل الجبال.. هي مع سرايا القدس جيشٌ واحدٌ.. ولذا فإن النصر آتٍ لا محال".

إن ميدان المعركة لا يقتصر على فصيل بعينة، بل إن جميع فصائل المقاومة الفلسطينية تُشارك فيه. فكل منهم له دوره وعمله المنوط به يؤديه على أكمل وجه، وللعلم ما انتصرنا في المعارك السابقة ضد عدونا الصهيوني إلا بفضل الله تعالى أولاً ثم مقاومتنا الباسلة المتحدة ثانياً، ومن هنا يجب علينا أن نستمر على نفس النهج في وحدتنا حتى نستطيع أن نقارع الاحتلال الصهيـوني وندحره عن كامل تراب فلسطين الحبيبة.

إن فلسطين تستحق منا الغالي والنفيس، لأنها أكبر من الجميع، ومشوار التحرير طويل وبحاجة منا أن نكون فيه متحدين، وهذه الوحدة تتمثل في مقاومة توحدنا. وهنا لا بد من وضع سهم في عين كل من يزاود على مقاومتنا، علماً أن الغرفة المشتركة تخطت حدود غزة، وتعمل الآن في محافظات الضفة الغربية بنفس النهج والطريقة المتبعة في غزة. ونقول لمن يشكك ويزاود بأن الجميع إخوة بندقية وأصحاب مشروع، والأخضر والأسمر في خندق واحد يا سادة.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".