أكد الخبير في مكافحة الصهيونية، وعضو لجنة فلسطين ومقاومة التطبيع باتحاد المحامين العرب بالقاهرة العميد حسين حمودة مصطفى، أن سريا القدس ومن خلال معركة "وحدة الساحات" أظهرت تطورًا نوعيًا في عمل المقاومة ودقة صواريخها.

وقال العميد مصطفى في حوار مع "شمس نيوز": "المعركة شهدت تطورًا نوعيًا في التسليح غير مسبوق من حيث الصواريخ ذات الكفاءة العالية".

وأشار إلى أن فصائل المقاومة تزداد يومًا بعد يوم بفضل الله، ودعم الدول المقاومة للعدو، مضيفًا "هنا تبرز أهمية الاسم العبقري للعملية الذي أسمتها الجهاد الإسلامي "وحدة الساحات".

واعتبر مصطفى أن هذا الاسم امتداد لمفهوم معركة "سيف القدس" في توحيد الصف الفلسطيني، مبينًا أن هذه المعركة جعلت من القدس والضفة المحتلة وقطاع غزة وأراضي ال48 متناغمة بشكل غير مسبوق ووحدة الساحات.

ويرى أن المقاومة الفلسطينية وسرايا القدس استطاعت على مدار الأعوام الماضية إفشال استراتيجيات حرب العدو.

وأوضح مصطفى أن العدو قائم منذ عام 2008 في حربه على استراتيجية جز العشب، من خلال اغتيال قادة مؤثرين في المقاومة لتقويد إنجازاتها وفعالياتها، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية لها أساسين.

وأضاف "الأساس الأول لهذه الاستراتيجة هو نقل المعركة لأرض الخصم، وهذا ما لم ينجح به، وبقي هو من يختبئ في الملاجئ".

وأكمل مصطفى "الأساس الثاني قائم على الحرب الخاطفة، قصيرة الأمد تكون حسب اعتقادهم أنهم يحددون موعد بدايتها ونهايتها، وتكرارها بعد عامين مرة أخرى بحيث لا تستطيع المقاومة ترميم قوتها".

واستدرك "العدو لم ينجح بهذا الأساس أيضًا، فهو يبدأ الحرب، ولا يستطيع إنهاءها بفعل قوة وصلابة المقاومة، والشعب الفلسطيني، التي تجبره على استجداء الوساطة للوصول إلى هدنة".

ويرى مصطفى أن المقاومة أفسدت الأساسين، وحققت نجاحًا، مبينًا أنها من تحدد الموعد النهائي بالتفاوض، ووضع الشروط، وإن كان المجتمع الدولي لا يساعدها بذلك.

ودعا مصطفى من أرادوا أن يكون لهم مستقبلًا في المنطقة إلى استثمار هذه المعركة وتوسيعها؛ لاستئصال السرطان الإسرائيلي في المنطقة.

وقال: "إلى الذين يأملون بأن يكون لهم موضعًا في عالم المستقبل يجب أن يسعوا حثيثًا لجعل قاعدة لهم على أرض الواقع".

وبيَّن أن قاعدة انطلاقنا كعرب ومسلمين هي منطقة الجوار، ومنطقة منابع حوض النيل، مبينًا أن الخلايا السرطانية الشيطانية تغلغلت في الجسد العربي والأفريقي المعتل والمنهك عبر سنين صراعنا من بؤرة مركزها فلسطين العربية المحتلة".

وبحسب ما يرى مصطفى، فإن العلاج الناجح يجب أن يكون من خلال القوة الناعمة للدول العربية؛ حتى يمكن محاصرة هذه الخلايا وتدميرها جزئيًا، وصولًا إلى استئصالها بشكل كامل وإنهاء "إسرائيل" من المنطقة من خلال القوة الخشنة.

وختم مصطفى حديثه "هذا هو العمل بالأسباب الذي يجب ألا ينسينا اللجوء إلى مسبب الأسباب، الذي وعدنا النصر على أعدائه وأعدائنا".