شمس نيوز / عبدالله عبيد
يرى خبراء في الشأن الإسرائيلي والعسكري أن المناورات التي يجريها الجيش الإسرائيلي في محيط قطاع غزة ما هي إلا تدريبات روتينية من أجل تحقيق مستوى معين من الكفاءة والاستعداد، مشيرين إلى أن الجيش الإسرائيلي يجري مناورات متتابعة منذ أن وضعت الحرب الأخيرة على غزة أوزارها.
واعتبر الخبراء خلال أحاديث منفصلة لـ"شمس نيوز" أن توقيت المناورات جاء ليوصل رسائل سياسية وأمنية، في الوقت الذي تطلق فيه المقاومة بغزة وبالأخص "كتائب القسام" الجناح العسكري لحركة حماس، صواريخ تجريبية تجاه البحر، مستبعدين في الوقت ذاته أن تكون هذه المناورات بداية لمواجهة جديدة مع قطاع غزة.
وكان جيش الاحتلال الإسرائيلي قد بدأ صباح الأحد (22/3) مناورة عسكرية مفاجئة بمنطقة غلاف قطاع غزة على أن تستمر حتى ساعات المساء.
وذكر الناطق بلسان الجيش الإسرائيلي، موتي ألموز، أنه سيلاحظ خلال التمرين حركة نشطة لقوات الجيش والطائرات بالإضافة لسماع أصوات انفجارات.
وأوضحت مصادر عسكرية إسرائيلية أن المناورات ستكون على طول الحدود وأن الهدف منها التحقق من الكفاءة والاستعداد لدى قوات الجيش، وسيشرف عليها ما تسمى بقيادة المنطقة الجنوبية بالإضافة إلى متابعة من قبل رئيس الأركان الجديد غادي ايزنكوت.
التدرب لمواجهة قادمة
وأوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، د. وديع أبو نصار أن الجيش الإسرائيلي يجري مناورات منذ نهاية الحرب على غزة، من أجل تدريب قواته على مواجهة قادمة، ليس بالضرورة أن تكون قريبة، لافتاً إلى أن الاحتلال أجرى تدريبا مفاجئا قبل بضعة أسابيع في الجولان أيضاً.
وأكد أبو نصار أن الجيش الإسرائيلي يفحص ويحاول تطوير جاهزيته على جميع الجبهات، لأنه يدرك بأن كل هذه الجبهات مفتوحة للانفجار في أي وقت، وبالتالي يحاول تحضير قواته للطوارئ وللمفاجئات.
ويرى المتابع للشؤون الإسرائيلية أن توقيت التدريبات قد يحمل رسائل سياسية وأمنية. وتابع: أعتقد أن الجيش الإسرائيلي يبعث رسائل بالذخيرة الحية، إلى حركة حماس التي تطلق صواريخ باتجاه البحر وتعد العدة لمواجهة محتملة، ليقول للمقاومة إنه على أهبة الاستعداد لكل السيناريوهات".
وقال أبو نصار: لا شك بأن الجيش الإسرائيلي كان معنيا بإنهاء الحرب الأخيرة على غزة في وقت أقل، وهو يدرك بأن المواجهة مع فصائل أكثر تعقيدا من المواجهة مع دول منظمة أكثر تعقيداً"، موضحاً أن الجيش الإسرائيلي الذي طالما تدرب على مواجهة دول وجيوش منظمة، هو الآن معني بتدريب قواته على مواجهة مليشيات وكتائب وليس جيوشا نظامية" بحسب تعبيره.
وبيّن أن الجيش الإسرائيلي يدرك بأن لديه خللا واتضح ذلك في لبنان وغزة، لأن الجيش غير ملم كفاية بإدارة حرب العصابات، مشيراً إلى أنه يحاول أقلمة نفسه من خلال هذه المناورات على التحديات المتعاظمة التي تواجهه على جميع الجبهات.
مناورات روتينية
أما الخبير في الشؤون العسكرية، واصف عريقات، فيعتقد أن هذه المناورات روتينية، هدفها التحقق من الكفاءة والاستعداد من جانب، ومن جانب آخر لتثبت قوة الردع لدى الجيش الإسرائيلي".
وأضاف عريقات لـ"شمس نيوز": إسرائيل في مرحلة صعبة، خاصة بعد تصريحات معظم قياداتها بتآكل قوة ردع الجيش الإسرائيلي، بالإضافة إلى تصريحات يعالون وزير الحرب حينما قال إن الخطر الأكبر على إسرائيل يتمثل في انحسار قوة الردع العسكري".
ونوه إلى أن هناك الكثير من التصريحات تؤكد أن معنويات جنود الاحتلال في الحضيض، وإمكانياتهم الميدانية في تراجع، مبيّناً أن المناورات تؤدي إلى طمأنة الجبهة الداخلية، حسب قوله.
وعن إمكانية ضرب غزة في ظل هذه المناورات، أشار الخبير في الشأن العسكري إلى أن بنيامين نتنياهو أكثر من جرب العمل العسكري على غزة، مستبعداً في الوقت ذاته أن يخوض حرباً جديدة على غزة بهذا الوقت.
وأردف بالقول: نتنياهو أكثر من جرب ولا أعتقد بأنه سيجرب مرة أخرى، لأن العمل العسكري لم يكن مجدياً في تصدير أزماته، وبالتالي من الصعب على نتنياهو أو حتى أي قيادة إسرائيلية التقدم في غزة".
واعتبر عريقات أن هذه المرحلة مرحلة ضياع عند القيادة الإسرائيلية حتى تشكيل الحكومة وبعد تشكيلها، مشدداً على أن هناك قناعة عند الكل الإسرائيلي بأن العمل العسكري لا يأتي بإنجازات، معربا عن اعتقاده بأن إسرائيل قد تقدم على اعتداءات من خلال الطائرات أو المدفعية، أما الحرب بمعنى الحرب ذات الأهداف السياسية فهي بعيدة، بحسب قوله.
ويشارك سلاح الجو الإسرائيلي في المناورات، كما أنه سيشعر بتحركات عسكرية كبيرة وسيسمع أصوات انفجارات،بحسب مصادر إسرائيلية، مبينةً أنها المناورات الأكبر منذ انتهاء العدوان الأخير على قطاع غزة قبل نحو 7 أشهر.
وفي السياق أعلنت الجبهة الداخلية الإسرائيلية عن إجرائها لتمرين يحاكي سقوط صواريخ في مناطق وسط الكيان بما في ذلك مدن "رأس العين، جنوبي الشارون، موديعين"، وسيلاحظ حركة نشطة لقوات الأمن خلال التمرين، بحسب مصادر صحفية إسرائيلية.