إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بدمائهم الطاهرة، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

ميلاد فارس: كانت بلدة قباطية على موعد مع فارسها محمـد محمـود نـصر في 19 أكتوبر 1973م، لعائلة كريمة من عوائل فلسطين، مكونة من ثلاثة عشر فرداً، وكان ترتيبه الثامن، وعاش يتيم الأم، وتلقى تعليمه في مدارس البلدة حتى أنهى المرحلة الإعدادية، ثم عمل في سلك الشرطة الوطنية.

في صفوف الجهاد: كان من أوائل الشبان المشاركين في فعاليات انتفاضة الحجارة، ومواجهة جنود الاحتلال بما يمتلك من أدوات التصدي، وأصيب بعيار ناري في الساق في إحدى المواجهات.

وفي انتفاضة الأقصى، التحق بصفوف حركة الجهاد الإسلامي وجناحها العسكري سرايا القدس، بعد أن تعرف إلى الشهيد القائد الكبير إياد حردان وتأثر به وبمسيرته الجهادية المباركة.

شهيداً على طريق القدس: عقب استشهاد القائد المهندس إياد حردان، قررت سرايا القدس الرد والانتقام في قلب الكيان المحتل، حيث قرر الاستشهادي المجاهد محمد نصر أن يكون من أوائل المنتقمين لدم قائدهم، وتوجه لمدينة حيفا المحتلة، وفجَّر نفسه في مطعم "وول ستريت"، وأدت العملية لمقتل وإصابة العشرات من الصهيونية في 12 أغسطس 2001م.

وأعلنت سرايـا القـدس مسئوليتها عن العملية البطولية والتي قام بتنفيذهـا الاستشهادي المجاهد محمـد نـصر.