غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الكيل بمكيالين

"إسرائيل شيء آخر": لماذا لا يلوم أحد الكيان على قتل المدنيين في غزة؟

آلاء قدوم
شمس نيوز - بشرى حفيظ

في أعقابِ العدوانِ العنيف الذي شنه جيش الاحتلال خلال ثلاثة أيام من الأسبوع الماضي على قطاع غزة، شهد انتقال القوات الإسرائيلية إلى استراتيجية استهداف منازل المدنيين بالصواريخ وتدميرها بالكامل؛ وهو ما تسبب في إطالة أمد القتال، وإجبار الفصائل الفلسطينية على توسيع الرد.

ومع بداية الحرب ظهر يوم الجمعة الماضي، قصفت طائرات إسرائيلية عدداً من المنازل المدنية، وتسببت في تدميرها بالكامل، وهو ما أكده رئيس المكتب الإعلامي الحكومي بغزة، سلامة معروف، والذي قال "إن عدوان الاحتلال على قطاع غزة ألحق أضراراً بالعديد من المؤسسات الأهلية، بينها الإعلامية والحقوقية، ومنازل المواطنين التي كان آخرها قصف إحدى البنايات غربي مدينة غزة، في انتهاك واضح للقوانين الدولية، و تأكيد واضح للعقلية الإجرامية التي تحكم الكيان".

وفي نفس السياق، أشار مركز شمس في تقريرٍ صادرٍ عنه أنَّ العدوان على المدنيين "تأكيد على السياسة الإسرائيلية الممنهجة تجاه الشعب الفلسطيني"، مع إشارته إلى أن العدوان يدل على انتهاك الكيان لحقوق الإنسان بالقتل والخراب وسفك الدماء، وأن العقيدة العسكرية لجيشه مجبول على ذلك.

ومنذ بداية العام الجاري 2022 وصلت حصيلة الشهداء في الضفة الغربية وقطاع غزة إلى 129 شهيداً، بينهم 46 شهيداً استشهدوا خلال العدوان الأخير في آب على قطاع غزة.

وقال المركز إن قوات الاحتلال الإسرائيلي تنفذ جرائمها وانتهاكاتها ضد المدنيين الفلسطينيين وممتلكاتهم، بما في ذلك اقتحام المدن والقرى والمخيمات الفلسطينية، وقال مركز "شمس" إن جرائم الاحتلال الإسرائيلي تستدعي المساءلة والملاحقة الجنائية الدولية من المجتمع الدولي .

الأطفال الفلسطينيون كانوا من أوائل ضحايا العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة الذي شنته قوات الاحتلال يوم الجمعة الماضي 5/8/2022 والذي استمر لمدة 3 أيام، فقد استشهدت الطفلة آلاء عبد الله قدوم (5 سنوات) عندما كانت تلهو أمام منزلها في حي الشجاعية شرق غزة لحظة قصف طائرات الاحتلال، دون أي سابق إنذار، لتصاب بشظية وترتقي شهيدة متأثرة بإصابتها في جريمة حرب جديدة تضاف إلى قائمة جرائم الاحتلال بحق شعبنا. وقال جد الشهيدة رياض قدوم: “كانت آلاء تحضّر للروضة…طلبت منّا حقيبة وملابس جديدة.. وأضاف بأي ذنب قتلت هذه الطفلة البريئة…”.

وهو ما يؤكد أن الاحتلال الإسرائيلي يستهدف المدنيين بالدرجة الأولى وفق ما عبر عنه المحامي علي أبوهلال والذي قال إن اسرائيل لا تعير انتباها للضحايا المدنيين، وهي بذلك تنتهك القانون الدولي الإنساني، وقانون حقوق الانسان، ولا تلتزم حتى بقوانين الحروب والنزاعات المسلحة التي تؤكد على ضرورة عدم التعرض للمدنيين، والأعيان المدنية، ولا تلتزم بمبدأ التناسب في استخدام القوة المسلحة الذي ينص عليه القانون الإنساني الدولي، وقوانين الحروب والنزاعات المسلحة، طالما أنها لا تتعرض للمحاسبة ولا تفرض عليها أي عقوبة من المجتمع الدولي.

وقد قصفت طائرات الاحتلال تجمعًا للمواطنين الهاربين من حر الصيف في ظل انقطاع التيار الكهربائي؛ ما أوقع أعدادًا كبيرة من الشهداء والجرحى، وأيضًا العرس الذي حوّلته طائرات العدوان إلى مأتم، فقد استشهدت مسنة فلسطينية في غارة إسرائيلية قرب «مخيم جباليا» للاجئين شمالي القطاع، كما استشهدت سيدة أخرى وأصيب آخرون جراء استهداف مركبة مدنية بالقرب من حاجز «بيت حانون» شمالي غزة، أثناء نقل عروس إلى بيت زوجها.

صمتٌ دولي .. وكيلٌ بمكيلين!

ومع ذلك شهد العدوان على قطاع غزة، صمتاً دولياً على الجرائم التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي بحق المدنيين الفلسطينيين، في حين فضل الاتحاد الأوروبي وبريطانيا دعم ما قالوا إنه "حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

واكتفت دول أخرى بالدعوة إلى "ضبط النفس" و"عدم التصعيد"، من الجانبين، الإسرائيلي وحركة الجهاد الإسلامي في غزة.

وعلى المقلب الآخر، تمسكت الولايات المتحدة بسياسة (الكيل بمكيلين)، إذ حثَ المتحدث باسم مجلس الأمن القومي جون كيربي الجانبين على الهدوء، معتبراً أن "إسرائيل حليفة الولايات المتحدة ولها الحق في الدفاع عن نفسها"، إذ قال "نحن بالتأكيد نحض جميع الأطراف على تجنب مزيد من التصعيد... نحن نؤيد تماما حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها".

وهو نفس الموقف الذي تبنته المملكة المتحدة حيث أعلنت وزيرة الخارجية البريطانية ليز تراس السبت أنها تدعم حق إسرائيل في "الدفاع عن نفسها". وأضافت تراس التي تسعى لخلافة بوريس جونسون على رأس الحكومة البريطانية "ندين المجموعات الإرهابية التي تطلق النار على مدنيين والعنف الذي أسفر عن ضحايا من الجانبين" داعية في نفس الوقت إلى "نهاية سريعة للعنف"، وهنا تتضح سياسة الكيل بمكيالين بشكلها الواضح والفج.

مطالبات بالمحاسبة

في خضم هذا طالبت صحيفة سوليدير الفرنسية بإنهاء التعاون العسكري بين فرنسا وإسرائيل، وتنفيذ العقوبات المنصوص عليها في اتفاقيات الشراكة المختلفة مع الاتحاد الأوروبي، والاستمرار في العدالة من قبل اللجنة الدولية. والمحكمة الجنائية للمسؤولين عن جرائم الحروب الحالية والسابقة.

وقالت الصحيفة "كفى كلاماً ، نحن بحاجة إلى أفعال ولنوقف إفلات إسرائيل من العقاب"

فيما نقل الموقع الرسمي للأمم المتحدة الناطق بالفرنسية على لسان المراقب الدائم لدولة فلسطين، انتقاده لمطالب "إسرائيل" بحماية شعبها رغم أنها تنتهك هذا الحق مع الإفلات التام من العقاب عندما يتعلق الأمر بالفلسطينيين -حسب قوله .

وأضاف أن الانتخابات التشريعية الإسرائيلية المقبلة والرغبة في استرضاء المتطرفين الإسرائيليين هما سبب تصعيد التوترات لهذا الحد. حيث قال "ما قيمة الحياة الفلسطينية مقارنة بالحياة الإسرائيلية؟" مشيرًا إلى أنه لا القانون الدولي ولا القانون الإنساني ولا ميثاق الأمم المتحدة ينطبقون على إسرائيل.

من جهتها أدانت جنوب أفريقيا بشدة الغارات التي تشنها "إسرائيل" التي استمرت لثلاثة أيام على التوالي.

وأفادت وزارة الخارجية الجنوب إفريقية في بيان أن الهجمات المستمرة تعرض المدنيين الأبرياء لخطر شديد، وتعدُّ انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي والإنساني وأشارت إلى أنَّ المجتمعَ الدولي ملزمٌ بضمان عدم انتهاك القانون الدولي بشكل عشوائي، داعياً إلى الوقف العاجل للهجمات المتكررة من قبل جيش المحتل الصهيوني ضد المدنيين، وخصوصاً النساء والأطفال، وكذلك الحصار غير القانوني على غزة.

ومن جانبها، دانت باكستان، "بشدة" الهجمات الإسرائيلية على قطاع غزة، ووصفتها بـ"العمل الإرهابي". واعتبر رئيس الوزراء الباكستاني، شهباز شريف، في تغريدة الهجوم الإسرائيلي على غزة بأنه "عمل إرهابي"، مضيفاً "لو كان للهمجية والإفلات من العقاب وجه، لكان ذلك هو وجه إسرائيل التي تستهدف الفلسطينيين بدون أي اكتراث للعواقب". وتابع أن "باكستان تدين بشدة الهجمات الإسرائيلية".

من جهة أخرى أشارت المنظمة الحقوقية الدولية "​هيومن رايتس ووتش​"، إلى أن "دوامة التصعيد الإسرائيلي ستستمر طالما استمر الإفلات من العقاب".