في الوقت الذي يسوق فيه الاحتلال الصهيوني لتحقيقة انتصاراً مدوياً على الجهاد الإسلامي وفصائل المقاومة الفلسطينية، وفي الوقت الذي أوحى فيه الاحتلال للإسرائيليين انه جلب لهم الامن والأمان وقضى على كبار قادة المقاومة الفلسطينية الذين يحرضون ضد الاحتلال ويوترون الميدان ويزعزعون الامن والاستقرار، كانت القدس تشهد عمليا على كذب الاحتلال وادعاءاته، وكان رصاص مجاهد فلسطيني تكسر هذا الصمت الرسمي المريب وترد على جرائم الاحتلال في غزة ونابلس وجنين والخليل باللغة التي يفهمها الاحتلال وبالطريقة التي تؤلمه، ليظهر الاحتلال وللمرة الالف انه يكذب على جبهته الداخلية, ويروج لتلك الأكاذيب لأجل الحصول على أصوات الناخب الصهيوني, عملية القدس أدت لإصابة عشرة إسرائيليين بعضهم في حال الخطر, وقالت قناة «كان» العبرية إن عملية القدس نفذها مسلح واحد وأطلق 10 رصاصات خلال 10-15 ثانية، مستهدفاً حافلة ومركبتين وانسحب من المكان», وهذا يمثل اختراقاً لمنظومة الامن الصهيونية, فالقدس عبارة عن ثكنة عسكرية, وتنصب فيها كاميرات مراقبة في كل جانب, وتنتشر فيها عناصر الامن الصهيوني بكثافة, سواء كانوا بلباس مدني «متخفين» او بلباس عسكري, لكن العملية البطولية وقعت في قلب القدس واستطاع منفذ العملية الانسحاب من المكان, الامر الذي أدى لتوجيه انتقادات لاذعة للحكومة الصهيونية, ولأداء الشرطة وما يسمى بحرس الحدود, خاصة ان كل التقديرات الأمنية كانت تشير الى إمكانية القيام بعمليات «انتقامية» ردا على انتهاكات الاحتلال اليومية لحرمة المسجد الأقصى المبارك, وردا على حملة التهويد والتهجير المتصاعدة في القدس.
القناة الـ13العبرية زعمت، أنّ قوات الاحتلال اعتقلت منفذ عملية إطلاق النار في القدس وهو أمير صيداوي «28 عامًا»، من سكان شرق مدينة القدس، ولو كان ذلك صحيحا فإننا نؤكد على ان المقدسيين لن يتركوا قدسهم واقصاهم فريسة للاحتلال مهما بلغت حالة القمع والتغول ضدهم، فالله عز وجل يسخر جنوده للدفاع عن الأقصى والمقدسات, وما يعلم جنود ربك الا هو, وليعلم الاحتلال ان وحدة الساحات تتجسد من خلال هذا الفعل المقاوم الذي جاء بالإضافة الى ما تتعرض له القدس من انتهاكات, جاء انتقاما لعدوان الاحتلال الهمجي والدموي على غزة, وجاء انتقاما لدماء شهداء نابلس, فوحدة الساحات تحققت, وفشلت «إسرائيل» مرة أخرى في الفصل الجغرافي لغزة عن الضفة عن القدس عن الأراضي المحتلة عام 1948م فالجهاد اطلق على عمليته العسكرية اسم وحدة الساحات لأنه كان يعلم يقينا ان شعبنا سيتحرك في القدس والأراضي المحتلة عام 1948م وفي الضفة تضامنا مع غزة, ولم يخسر الجهاد الإسلامي رهاناته انما يخسرها الاحتلال, ولا يجب ان يعتقد الاحتلال ان العمليات الفدائية سواء المنظمة او الفردية من الممكن ان تتوقف بفعل الإجراءات القمعية الصهيونية, انما ستتزايد وتتعدد وتنتشر في مناطق عدة, فالشعب الفلسطيني ينتظر اللحظة المناسبة للانقضاض على الاحتلال في أي وقت او زمان او مكان, رغم كل ما يتخذه الاحتلال من تحصينات ووسائل حماية, واستخدامه للتكنولوجيا الحديثة والتعاون الأمني, لكن كل ذلك لن يحول دون الاستمرار في مقاومته والرد على جرائمه واسقاط نظرياته الأمنية تباعا, كي يدرك الاحتلال انه لا مكان له بيننا, وان القتل والقمع لن يكون رادعا لنا عن مقارعته واستنزافه.
وما يعلم جنود ربك الا هو, بالأمس كانت الصواريخ تضرب نتانيا وتل ابيب وبئر السبع واسدود, واليوم الرصاص يضرب الصهاينة في القدس المحتلة, وغدا لا يعلم الاحتلال ما الذي يمكن ان يحدث في الأراضي الفلسطينية المحتلة عام 48 من عمليات وبأي شكل ستكون, وان كان لابيد وغانتس وكوخافي والكابينت الأمني الصهيوني المصغر قادرين على منع جنود الله عز وجل, فليرونا قوتهم وقدرتهم امام قوة وقدرة الله عز وجل, هؤلاء يخدعون الإسرائيليين, ويحاولون اقناعهم وإقناع انفسهم انهم يعيشون في امن وامان, واعتقدوا ان التطبيع والتحالفات في المنطقة سيجلب لهم السلام, لكنهم في كل مرة يفاجأون بقدرة الفلسطينيين على الرد على جرائم الاحتلال, وقدرتهم على الخروج من بين الأنقاض ليواصلوا نضالاتهم وتضحياتهم, فلا خيار امامهم سوى المواجهة, صراعنا مع الاحتلال لا ينتهي بجولة قتال هنا او هناك, انما هو صراع ممتد, لن يتوقف ما بقى الاحتلال جاثما فوق صدورنا, وكلما سوق الاحتلال الصهيوني الى انتصار وهمي على الفلسطينيين, والى مكاسب يحققها, يأتيه الرد من حيث لا يحتسب, ويقذف الله عز وجل في قلوب اليهود الرعب, ويتحول النصر الوهمي الى لعنة على الحكومة الصهيونية, فتتصاعد عمليات الهجرة العكسية, وتهاجر رؤوس الأموال الى مناطق اكثر امانا واستقرارا, وتتزعزع ثقة الإسرائيليين في حكومتهم وجيشهم الذي وصفوه انه لا يقهر, القدس استجابت للنداء وانتفضت كما نابلس وجنين, وتوحدت ساحات الوطن في الرد على العدوان الصهيوني الهمجي على قطاع غزة, وجنود الله عز وجل ستخرج للاحتلال الصهيوني في كل مكان لان الذلة ضربت على بني إسرائيل أينما كانوا.