لا شك انَّ المواقع الالكترونية تقوم بدور هام في صناعة صورة أي قضية، من خلال اختلاق صورة جديدة لها، أو تعمل على ترسيخ التصورات الموجودة في وعي الجمهور، أو تحدث تغيير إيجابي أو سلبي فيها، وذلك من خلال انتقاء المعلومات، وتلوينها، والتركيز على جوانب فيها واهمال أخري.
وأدى ظهور المواقع العسكرية إلى تغيير شكل ومضمون الإعلام الحديث، حيث وَفَّر نوعاً جديداً من الإعلام، أُطلق عليه اسم الإعلام الإلكتروني العسكري، وقد بات هذا النوع يشكل نافذة جديدة للحصول على المعلومات، فتميزت المواقع الإلكترونية العسكرية بتأثيراتها الخاصة في بناء العلاقات الاتصالية مع الجمهور؛ بقصد الارتقاء بسهولة الاستخدام، وتلبية الحاجات البصرية للمتلقي في الكشف والتعرف، وتبادل المعلومات على نطاق واسع بحرية تامة.
الباحثة فداء عوني عبيد أعدت دراسة بحثية فريدة هي الأولى من نوعها في مجال رصد الصورة في المواقع العسكرية العربية بعنوان: (صورة المقاومة الفلسطينية في المواقع الالكترونية العسكرية - دراسة تحليلية مقارنة)، لاستكمال درجة الماجستير في الصحافة من الجامعة الإسلامية، بإشراف كريم من أستاذ الإعلام في الجامعة الإسلامية البروفيسور جواد راغب الدلو، ومناقشة كلاً من الدكتور أحمد الترك (مناقشاً داخلياً)، والدكتور خضر الجمالي (مناقشاً خارجياً)، وسط إشادةٍ كبيرةٍ في عنوان الدراسة، ومنهجيتها، ودقة معالجة نتائجها، والتوصيات التي رشحت عنها.
وأوصتْ الدراسة المواقع الالكترونية العسكرية العربية بضرورة عرض الموضوعات المتعلقة بالمقاومة الفلسطينية بشكل موضوعي ومهني، من خلال التوازن في تناول قضايا المقاومة الفلسطينية وموضوعاتها، مع ضرورة بضرورة تبني الاتجاه المؤيد للقضية الفلسطينية والداعم للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال.
كما، وأوصت الدراسة المواقع العسكرية العربية بضرورة تبني المواقع الالكترونية العسكرية العربية للاتجاه المؤيد للقضية الفلسطينية والداعم للمقاومة المشروعة ضد الاحتلال بحيث لا تؤثر أيديولوجيته السياسية والفكرية على خطابها الصحفي نحو المقاومة الفلسطينية.
إلى جانب ذلك، أوصت الدراسة المواقع العسكرية العربية بضرورة التنوع في الأساليب الإقناعية التي تستخدمها للتأثير على الرأي العام، من خلال طرح الموضوعات التي تعزز من صورة المقاومة الفلسطينية.
وهدف الدراسة التعرف علي طبيعة صوره المقاومة الفلسطينية في المواقع العسكرية العربية، وذلك من خلال التعرف إلى قضاياها وموضوعاتها وسماتها وصفاتها ، والأدوار المنسوبة إليها في، وتقع هذه الدراسة ضمن البحوث الوصفية، واستخدمت منهج: الدراسات المسحية وفي إطاره أسلوب تحليل المضمون ، ومنهج دراسة العلاقات المتبادلة ومن خلاله أسلوب المقارنة المنهجية ، أما أداتها فهي استمارة تحليل المضمون ، وعينتها هي: موقع وزارة الدفاع المصرية ، وموفع الامن والدفاع العربي، وموفع الرصد العسكري، وموقع الدفاع العربي ،خلال الفترة الزمنية الممتدة ما بين1/1/2020م وحتى31/6/2021م ، معتمدة على نظرية ترتيب الأولويات " الأجندة"، وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أبرزها:
أ. حازت قضايا المقاومة الشعبية، حيث حازت على نسبة (52.4%)، مقابل (29.7%) المقاومة المسلحة والشعبية، ونسبة (17.8%) للمقاومة للمسلحة.
ب. جاءت الصفة الوطنية على المرتبة الأولى في فئة صفات المقاومة بنسبة (21.9%)، وطبيعة صفة المقاومة الصفة القوية جداً بنسبة (32.3%)، وغلب دور مقاومة الاحتلال الإسرائيلي في الأدوار المنسوبة للمقاومة الفلسطينية بنسبة (18.5%)، والدور الايجابي للمقاومة الفلسطينية في أدوار المقاومة الفلسطينية بنسبة (40.5%)، وطبيعة العلاقة بين فصائل المقاومة تقوم على التحالف بنسبة (29%).
ت. تصدرت الصور الموضوعية موضوعات المقاومة الفلسطينية في مواقع الدراسة، إذ حصلت على نسبة (28.1%)، واهتمام مواقع الدراسة في تغطية الموضوعات الخاصة بالمقاومة الفلسطينية بفن الخبر الصحفي بنسبة (46.2%).
وتأتي هذه الدراسة للوقوف على سمات مضمون وشكل الصورة التي تناولت أحداث المقاومة الفلسطينية في المواقع العسكرية العربية، من خلال التعرف على الموضوعات التي تناولتها اتجاهها ومصادرها وشخصياتها المحورية وسمات صورتها وأدوارها، ونطاقها الجغرافي والتعرف أيضاً على درجة اهتمامها والفنون التي استخدمتها، وأهم الخدمات التفاعلية التي صاحبتها والوقوف على جوانب الاتفاق والاختلاف بينها للوصول إلى نتائج وتعميمات تفيد في أدائها.