في رسالة واضحة لمن حاول "دق الأسافين" بين حركتي الجهاد الإسلامي وحماس وعلى رأسهم الاحتلال الإسرائيلي، بعد معركة "وحدة الساحات" التي خاضتها سرايا القدس وعدد من فصائل المقاومة ردًا على اغتيال القيادي تيسير الجعبري، عقدت حركتا حماس والجهاد اجتماعا قياديا كبيرا في قطاع غزة.
وأكدت الحركتان في بيان مشترك عقب الاجتماع، على قوة التوافق والتنسيق على أعلى المستويات بين القيادات السياسية والعسكرية؛ الأمر الذي اعتبره مراقبون دليلا على وحدة وتعزيز مكانة المقاومة كخيار وحدوي لمواجهة العدو الإسرائيلي.
الكاتب والمحلل السياسي حسن عبدو أشار إلى أن الاجتماع والبيان يؤكدان أن الحركتين نجحتا في وأد أي محاولة لضرب العلاقة بينهما، وأثبتت أنها أقوى من محاولات الاحتلال زرع الشقاق بينهما كأحد منجزات معركة "وحدة الساحات".
وقال عبدو: "هذا الاجتماع، وما صدر عنه أثبت أن العلاقة أقوى من أي جهد للعدو لتخريبها، وتجاوزت الحركتان من هذا الامتحان دون أن يحقق الاحتلال هدفه بعزل الحركتين عن بعضهما البعض، وزرع الشقاق والاقتتال بينهما".
ولفت إلى أن هذا الاجتماع هو تأكيد لما حملته معركة وحدة الساحات، بتبني المقاومة كخيار استراتيجي لشعبنا، مضيفًا "البيان الختامي حذر العدو من أن أي عدوان على غزة سيقابل برد موحد، وهذا تأكيد مهم جدا".
وبحسب ما يرى فإن الاجتماع يعزز الوحدة الداخلية، ويفوت الفرصة على الاحتلال الذي كان يستهدف العلاقات، متابعًا "البيان يلتقي تمامًا مع ما أنجزته معركة وحدة الساحات".
حديث عبدو أكمله الكاتب والمحلل السياسي أسعد جودة، إذ أشار إلى أن الاجتماع جاء في توقيت مهم، معتبرًا البيان ردا صاروخياً على العدو وذيوله، وانتصاراً لوحدة الموقف مع الشركاء الحقيقيين والاستراتيجيين.
وقال جودة: "هذا اللقاء أسس لتعزيز وتمتين وتطوير كل المشترك؛ حتى نصل إلى تحقيق الرؤية الاستراتيجية بالتحرير والعودة مع شركائنا وأبناء أمتنا وأحرار العالم"
أما الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، فلم يبتعد بحديثه عن سابقيه، قائلًا: "لقاء اليوم يؤكد فشل الاحتلال، والمتربصين بالبحث عن مدخل لضرب الوحدة فشلًا ذريعا".
وأضاف الصواف "لابد من مثل هذا اللقاء ودراسة ما حدث، ووضع الأمور على طاولة البحث والنقاش، واستخلاص العبر، والبناء على ما حدث؛ لتمتين الصف، والتأكيد على وحدة الموقف ومسعى الحركتين لمزيد من اللحمة والتشارك بما يحقق ما تسعى إليه الحركتان للوصول إليه وهو التحرير".
وأكد أن الوحدة والتوحد حول البندقية والمقاومة هو أول الطريق نحو التحرير، مضيفًا "هذه الوحدة حول المقاومة وبرنامجها ما نأمل أن نشاهدها بين الكل الفلسطيني، والتي أكدتها غرفة العمليات المشتركة".
وأعرب الصواف عن أمله بأن تتشكل غرفة عمليات سياسية موحدة حول برنامج سياسي مشترك بين الجميع؛ ما يعزز خيار المقاومة والوحدة حولها كطريق نحو التحرير.