غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

موسم المدارس.. أسعارٌ متذبذبة وجيوب تشتكي "قلة الحيلة"

الزي المدرسي في غزة
شمس نيوز - مطر الزق

وسط الضجيج وزحمة النساء والأطفال يُنادي عاصم بأعلى صوته "لحق حالك العرض قرب يخلص"، كان عاصم يقف أمام بسطته المرتبة بشكل جذاب، والمليئة بالملابس المزينة بألوان مختلفة، محاولًا استغلال آخر أيام موسم المدارس، إذ أن بداية العام الدراسي ستكون في منتصف الأسبوع القادم.

تتجمع النسوة برفقتهن الأطفال حول بسطة عاصم الذي انهمك في تمزيق أغلفة النايلون عن الزي المدرسي، قائلًا: "الأسعار مناسبة للجميع وخامة الملابس مميزة من تركيا والصين والقياسات من صف أول حتى الثانوية العامة".

وفي غضون لحظات انقلبت أحوال البسطة رأسًا على عقب، فلم تعُد مرتبة كالسابق؛ وعمت الفوضى وتكدست الملابس فوق بعضها البعض، وزاد الضجيج، يقول عاصم لـ"شمس نيوز" محاولًا التقاط أنفاسه: "هناك حركة بيع وشراء في السوق، وأحاول استغلال الفرصة قدر المستطاع، لأن مواسم البيع أصبحت ضئيلة خلال السنوات الماضية؛ نظرًا للأوضاع الاقتصادية السيئة التي يعيشها المواطن".

التفت عاصم إلى إحدى النساء التي سألته عن سعر "بلوزة" المدرسة الصف الأول؛ ليجيبها بسرعة: "العرض مستمر بـ 15 شيكل لكل بلوزتين، والقميص بـ 25 شيكل، وهناك بلوزة خامة تركية بـ 25 شيكل الواحدة".

سرد عاصم أسعار ما يعرضه على بسطته بسرعة ليُعيد نظره إلى مراسلنا ويقول: "الحمد لله الموسم الحال أفضل من الماضي، بعض العائلات أعرفها جيدًا اشترت لجميع أبنائها في هذا الموسم؛ لتحسن دخلها المادي".

انشغل عاصم مع النساء الجدد اللاتي سألنه عن الأسعار مرة أخرى؛ فكانت الأجواء جميلة بالقرب من بسطته؛ لكن تلك الأجواء كانت بعيدة عن المحل التجاري لأبو حازم الذي كان ينظر يمينًا ويسارًا منتظرًا "رزقه".

لا يختلف المحل التجاري لأبي حازم عن بسطة جاره فيما يتعلق بالزي المدرسي المعروض؛ إلا أن التفاف النسوة حول بسطة عاصم وفقًا لأبو حازم: "قد يكون لأسباب متعددة أبرزها أن الأسعار شعبية أو لأن جميع المشترين هم من عائلته، إضافة إلى سرعة استجابته ولسانه الذي يوصف بـ"الحلو"، إذ يقوم بالمناداة على النسوة بشكل مستمر دون توقف".

يقول أبو حازم لمراسلنا: "قد يكون موسم بيع الزي المدرسي جيد عند بعض الباعة؛ لكن صعبة جدًا للبعض الآخر، خاصة لدى بعض المحال التجارية التي تدفع الضرائب والإيجارات متعددة"، لافتًا إلى أن تحسن البيع مرتبط بتحسن دخل الأسرة خاصة العمال وأبنائهم.

على جانب آخر من السوق يقف الطفل نسيم (6 أعوام) مبتسمًا يحمل في يديه "الحذاء المدرسي" وملابسه الجديدة، فقد كانت نظراته مشتتة، مرة ينظر إلى الحذاء ومرة أخرى ينظر على ملابسه غير مصدق ما يرى، وعلى يمينه كان شقيقه ينتظر دوره لقياس الحذاء.

"قفزت الفرحة في قلب الطفل نسيم؛ فحرك قدميه مسرعًا صوب خزانة الملابس، وأخرج ملابسه محدثًا فوضى كبيرة في الغرفة، فقط لأن والدته أخبرته باصطحابه إلى السوق وشراء الزي المدرسي الجديد"، وفقًا لوالدته.

وتُشير والدته وهي تبتسم: "نسيم في الصف الأول وأحمد في الصف الثالث وكلاهما يحتاجان زيًا جديدًا للمدرسة"، وعن الأسعار قالت: "هناك تذبذب في الأسعار بعض الملابس رخيصة الثمن وهناك ملابس غالية لا يستطيع شراءها إلا المقتدرون".

قطع صاحب محل "الأحذية" حديثنا مع والدة نسيم ليقول لها: "حذاء الطفلين بـ 50 شيكلًا"، وبعد جدل على الأسعار وافق على بيعها الحذائين بـ 40 شيكلًا"، فعمت الفرحة عائلة أم نسيم وغادروا محل الأحذية وهم يشعرون بفرحة عالية.

وعلى جانب آخر من السوق، تقف رجاء (13 عامًا) باكية والدتها لعدم شراء "مريول المدرسة" الذي أعجبها، فتُصر والدتها على أسنانها معبرة عن غضبها وتقول: "هذا المريول أحلى مزركش وعليه شبرة الكل بشتري منه".

حاولت الوالدة إقناع ابنتها إلا أن رجاء لم توافق، فقد سألها مراسلنا عن سبب بكائها لتقول: "والدتي لا تريد شراء هذا المريول علشان سعره غالي 35 شيكل"، لترد والدتها: "الأوضاع الاقتصادية صعبة جدًا ونحاول قدر المستطاع العيش بأقل الموجود فهناك زي مدرسي (مريول) بـ 25 شيكل..