غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بلا مساحيق.. الوحدة الوطنية بين الموجود والمنشود

علم فلسطين - الفصائل.jpg
بقلم /أسعد جودة

إنّ مفهوم الوحدة يجسّدها القرآن الكريم بأروع وأجمل صورة، فحينما نتأمل بمفردات آياته جل وعلا نجد هذا المفهوم واضحاً جلياً فعندما يخاطبنا، بقوله تعالى تعالى:

﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاتَّقُونِ﴾

أو قوله تعالى:

﴿إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ﴾

فالقرآن يصوغ ويؤكد على مفهوم الأمة الواحدة، القادرة على التعايش والتكيّف فيما بينها،

الوحدة الوطنية ركيزة أساسيّة وكلمة السر وصمام أمان في الحفاظ على الثوابت والمجتمعات والأوطان.

وعليه لم اكل ولن امل في الحديث عن الوحدة مقروءا ومسموعا ومرئيا منذ عقود

وإليكم المقال التالي:

فمصطلح الوحدة الوطنية تكاد لا تسمع به إلا في الحالة الفلسطينية وعلى ألسنة قادة الحركات أو الأحزاب والبرلمانيين وحتى السياسيين والأكاديميين والحقوقيين والوجهاء على اختلاف انتماءاتهم السياسية والفكرية والأيدولوجية.

الحديث عن الوحدة الوطنية يجب أن يخرج من دائرة الهروب وشماعه يحمل عليه وزر الواقع وما آل إليه، بل التوقف عند المحطات المفصلية في مسيرة النضال الفلسطيني الممتدة لقرن متواصل وما نتج من جراء غياب مفهوم وتجسيد مضمون الوحدة الوطنية الحقيقية، اذن ليس المقال جلد للذات ولا اتهامات ولا نبش في القبور بقدر ما يمكن أن يساهم في قفل الفجوة للوصول للمنشود في تعزيز وتطبيق الوحدة الوطنية

ما حصل في فلسطين ليس احتلال ما حصل هو إحلال واستئصال لشعب تحت مقولة شعب بلا أرض لأرض بلا شعب وعلية تم استنبات هذه الغدة السرطانية والمستوطنة الملعونة المسماة إسرائيل في قلب الجسد العربي الإسلامي لتكون ركيزة للاستعمار الغربي الإمبريالي الحديث وحاجزا بشريا يحول دون التواصل الجغرافي واستئناف حالة النهوض وممارسة دور للأمة صاحبة الرسالة الخالدة "خير أمة اخرجت للناس تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر وتؤمن بالله".

لذا عمد العدو على تغيير ملامح البلاد على مستوى الجغرافيا والطوبوغرافيا من خلال ارتكاب المجاز لترويع الناس لإجبارهم على ترك الأرض ثم عمد على والتضيق عليهم وخنقهم في كل مناحي الحياة أيضا على استراتيجية تغيير ملامح البلاد كأسماء المدن والشوارع ووسم البلاد بالطابع الغربي، وعاد الفلسطيني موجود في معازل ومحروم من ممارسة أبسط حقوقه في وطنه بل مقيم بإقامة ممنوحة من قبل الاحتلال، فقط سوق عمالة، ومع سلطة لا يربطه فيها إلا حفظ أمنه وعدم السماح بالاحتكاك به أو التمرد عليه. ومقاومة تحفر في الصخر وتحاول أن تشاغل وتراكم وعدم القبول بقفل باب الصراع وعليها تأليب عالمي ومصنفه على قوائم الإرهاب كون السلطة معترفة بالكيان الصهيوني وتحت ذرائع يوجد عمليه سلام.

الكيان الصهيوني يتطلع إلى الاندماج والتطبيع والسلام مع المحيط، لم تتغير نظرته وهي السيطرة والتحكم في المنطقة وتحقيق رؤيته من النيل للفرات بل يرى أنه اقترب من هذا الواقع والمنطقة مهيأة والواقع الفلسطيني مشرذم ومتقاتل ونسيجه الاجتماعي مفكك وفقر مطقع وحصار مطبق ومشروع سياسي لا أفق له وانقسام فلسطيني عمودي.

إذا كان هذا الواقع، لذا الحديث عن الوحدة الوطنية بعد كل هذا التيه السياسي والتشرذم المجتمعي.

هل المطلوب أن يتوحد الشعب مع خيار السلطة الذي ثبت عمليا بعد ثلاثة عقود أنه كان خيارا كارثيا ويستمر مسلسل التهجين ويتحول الحلم الفلسطيني إلى قضية انسانية وتسهيلات اقتصادية معيشية؟

أم يتوحد ليقاوم ويشاغل ويستنزف العدو على مدار الساعة ليعرف أنه في المكان الخطأ ويتحمل كلفة احتلاله الذي عاد احتلال سبع نجوم؟

أو أن يتعايش مع الاحتلال دون اعتراف ويهتم ببقاء الانسان على الأرض ويحسن من شروط حياته؟

مجموعة من التصورات يمكن أن تساهم وأكيد الواقع الفكري والسياسي الفلسطيني زاخر بالكنوز للمساهمة للخروج من هذا النفق المظلم وتجسيد معنى ملموس وحقيقي للوحدة الوطنية:

قبل الولوج في الطرح والنقاش الواجب التوافق على ميثاق شرف.

-إمتلاك الجرأة والشجاعة لتأصيل قناعة راسخة رسوخ الجبال بأن الوطن ليس ملك لفصيل ولا حقل تجارب ولا مزرعة بل هو ملك الشعب وأن الاجتهاد محمود والاختلاف الذي يقود للإثراء والتنوع للحفاظ على القضية حيه ونابضة محمود ومشروع.

-أن الخصومة السياسية مهما بلغت درجتها لا تقود إلى اقتتال بل ظاهرة صحية.

- التوافق الوطني على إجراء مؤتمر وطني عام غير مسبوق على أجندته نقطتين:

- تقويم ومراجعة شاملة وأمينة لكل المحطات التي مرت بها القضية تشخيصا أمينا والخروج بتوافق على التشخيص.

بعض التصورات:

1- التوافق على

تطبيق قرارات المجلسين الوطني والمركزي بإلغاء الاعتراف بالكيان وإلغاء اتفاق اوسلوا "الذي قال عنه مهندسة وراعيه الرئيس أبو مازن بأنه "سلطة بلا سلطة واحتلال بلا كلفة وبدي أسلم المفاتيح"

 وإعادة الاعتبار لميثاق منظمة التحرير لعام ١٩٦٤م ويكون هو الناظم والمحدد والموجه لأنه للأسف معطل بل تم القفز عنه مبكرا مع انه لم يغفل اي جزئية عن القضية وامتداتها ومركزيتها

عامل مهم يجب ان يوظف وفي زمن ابو مازن الظروف مهيأة عربيا وعالميا لإعلان فشل مشروع التسوية ثلاثة عقود من عملية سلام، العدو فرغها من مضمونها نهائيا ووضعها في الإنعاش وانقض على الأرض وابتعلها وعلى القدس وهودها وجمد كل القضايا الى أجل غير مسمى وأقصى ما لديه هو حكم ذاتي فقط على السكان على أقل مساحة من الأرض.

2- إجراء انتخابات مجلس وطني جديد ليضخ دماء جديدة وكفاءات علمية ووطنية من كل أصقاع الأرض.

3- العمل بروح وحدوية لإنتاج مجتمع فلسطيني مقاوم بكل ما تعني الكلمة تعليم مقاوم اقتصاد مقاوم زراعة صناعة، وهذا يستدعي تعزيز روح الأخوة والإيثار والتعاضد والتآزر والتآلف وبالفعل يكون نموذجيا وتتشكل على غرار الوكالة اليهودية، الوكالة المسلمة لكل مؤمن أن فلسطين آية والمسجد الاقصى واحد من المساجد للثلاثة التي تشد الرحال اليها.

4-إعتبار قطاع غزة اقليم محرر وبمشاركة من الكل الوطني وإعادة مفهوم حكومة عموم فلسطين وولاية إدارية على غزة وولاية قانونية على كل فلسطين المحتلة بما فيها ١٩٤٨م، وتشكيل مجلس تشريعي وكل الاذرع العسكرية لقوى المقاومة تصبح جيش وطني سند لكل فلسطين.

5-كل فلسطين مغتصبة وحق المقاومة الشامل في كل ربوع فلسطين من خلال تشكيل جبهة مقاومة وطنية عريضة تشرف على اعمال المقاومة في الأرض المحتلة.

6- العالم الغربي مطالب ليس بالاعتذار بل القيام بإجراء فعلي لتصحيح الخطأ التاريخي والظلم الذي لحق بالشعب الفلسطيني من قراراته وظلمه وتمكينه من العودة وبناء دولته.

7-إستحضار البعد العربي والإسلامي للقضية ولمكانتها الدينية عند المسلمين والمسيحيين.

8- الحفاظ على الاونروا كونها الشاهد الوحيد والحي على النكبة.

9- متابعة ما يجري في العالم من تغيرات سريعة على مستوى الاحلاف وولادة اقطاب وقد تصل الامور إلى نقطة الصدام المدمر وحرب عالمية ثالثة لا تبقي ولا تذر وانعكاس ذلك على القضية لأن هذا الكيان مرتبط بحبال مع تلك القوى ولاسيما الولايات المتحدة الامريكية المستهدف الاول.

إن كلفة التحرر وتجسيد الوحدة الوطنية أقل بكثير من القبول بالعيش تحت بساطير الاحتلال ومن الحكم المسبق على أجيال تلد في الحرمان والضياع وواقع هوان وذل وانكسار.

واستحضر هنا ما قاله الشاعر العربي المسلم الفلسطيني عبد الرحيم محمود 

سأحمل روحي على راحتي ... وألقي بها في مهاوي الردى...

فإمّا حياة تسرّ الصديق...

وإمّا مماتٌ يغيظ العدى...

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".