غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"كتيبة جنين".. البداية جلبوع والنهاية ليس أقل من الحرية

عملية انتزاع
شمس نيوز - محمد الخطيب

حين سأل محقق مخابرات الاحتلال الإسرائيلي محمود العارضة قائد مجموعة انتزاع الحرية من سجن "جلبوع"، كيف عرفت أنك وصلت إلى نهاية النفق؟ أجابه العارضة: "رأيت الشمس وهكذا أدركت أنها النهاية"، هذه الكلمات كانت خبراً ليس عادياً في صباح يوم طلعت الشمس ساطعة حادة، ليست كالشمس التي اعتدناها.

عام على انتزاع حريتهم، إذ عَلا صوت البلاد مرة واحدة، هاتفاً بأسمائهم: محمود العارضة، محمد العارضة، زكريا الزبيدي، أيهم كممجي، مناضل انفيعات، يعقوب قادري، ستة أسرى انتزعوا حريتهم بملعقة حفروا صخور النفق في داخل أكثر سجون الاحتلال تحصينا وحراسة سجن "جلبوع"، أو الخزنة الحديدة.

ويوم أُعلن انتصار الأسرى بكسرهم قيود السجان، أطلق الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة اسم "كتيبة جنين" على الأسرى الستة، ليصبح هذا الاسم كابوسا يلاحق المحتل بعدما تشكلت مجموعة عسكرية في جنين حملت اسم "كتيبة جنين".

نفذت الكتيبة سلسلة عمليات ضد قوات الاحتلال وتصدت لاقتحامات واعتداءات الاحتلال، وامتدت الكتائب إلى بقية المحافظات بالضفة المحتلة، لتصل طولكرم ونابلس وطوباس، وهنا صفحة جديدة في صفحات مشاغلة المحتل.

القيادي في حركة الجهاد الإسلامي د. محمد شلح، أكد أن عملية "نفق الحرية" غيرت وجه الساحة الفلسطينية بشكل جذري؛ إذ أدخلت المعركة ضد العدو الصهيوني بجدارة في الضفة الغربية ومن ساحة السجون.

وقال شلح لـ"شمس نيوز": إن "العملية البطولية التي نجح فيها أبطال الجهاد الإسلامي برفقة زكريا الزبيدي، استطاعت أن تضرب المنظومة الأمنية في مقتل؛ ما شجع أبناء الضفة الغربية، وتحديدا جنين للنهوض من جديد، وليعيدوا للمقاومة تألقها من عش الدبابير بمخيم جنين".

وشدد على أن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، التقط هذه الفرصة؛ حيث قام بإشعال النار تحت أقدام الصهاينة، بتأسيس كتيبة جنين التي كان لها الدور الكبير في إذلال العدو وتركيعه، حتى أصبحت جنين نقطة الانطلاق والانفجار الجديد في الضفة الغربية بقيادة سرايا القدس؛ لتنتشر بعد ذلك عدوى الانتصار والانتشار للسرايا في نابلس، وطولكرم، وطوباس، والخليل، وكل المدن الفلسطينية في الداخل المحتل، والضفة، والقدس.

وحول نتائج عملية نفق الحرية، بيّن القيادي في حركة الجهاد أنها امتدت ونتج عنها كتائب في الضفة، وفرض معادلة جديدة من غزة وهي معادلة "وحدة الساحات"، فقد تدحرج الاشتباك والعمليات البطولية إلى القطاع بخوضها معركة بقيادة سرايا القدس التي أثبتت جدارتها بعد اغتيال القادة تيسير الجعبري وخالد منصور، وإخوانهم المجاهدين، وخاضت المعركة بكل بسالة.

من جهته، يرى الكاتب والمحلل السياسي هاني العقاد، أن انطلاقة أسرى الحرية من خلال نفقهم الذي حفروه بأدواتهم البسيطة في سجن "جلبوع" كانت انطلاقة حقيقية؛ لعمليات كثيرة من المقاومة الفلسطينية في الضفة الغربية وخاصة جنين.

وقال العقاد لـ"شمس نيوز" "ما يواجهه الاحتلال من مقاومة هي البداية لتشكيل مقاومة فلسطينية صلبة سواء من سرايا القدس أو كتائب شهداء الأقصى أو أي فصائل أخرى؛ للعمل تحت منظومة واحدة وهي مواجهة الاحتلال".

وأضاف "مضى عام على عملية انتزاع الحرية التي انتزع فيها الأسرى الفلسطينيون حريتهم، وعملوا تحت مسمى واحد وهو الحرية، إذ كان هدفهم الأول الحرية والثاني أن يلقنوا الاحتلال درسا لن ينساه أبدا في الإصرار والصمود الفلسطيني، وتوجيه لطمة للسجان والمنظومة الأمنية، التي تدعي أنها أكبر المنظمات أمنا في العالم".

وحول انطلاق كتيبة جنين عقب عملية انتزاع الحرية، بين العقاد أن الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي زياد النخالة، أعلن عن انطلاقها إذ تشكل هذه الكتيبة تدشينا لمسيرة المقاومة الكبيرة في الضفة الغربية، والتي انطلقت بالفعل خلال عمليات مسلحة أذاقت العدو من خلالها الويلات، إذ تواجه الاحتلال أثناء اقتحامه للضفة ولمدنها وإعاقة عمليات الاعتقال والتصفية بحق المقاومين.

وأشار إلى أننا في خضم عمليات مواجهة واسعة في الضفة، وتغيير معادلة يفهمها الاحتلال بأنه لا يستطيع أن يضرب وأن يهدم دون مقاومة، إذ أصبح يحسب ألف حساب قبل اقتحام أي مدينة أو مخيم فلسطيني.

وحول هدم الاحتلال لمنزل منفذ عملية ديزنغوف رعد حازم، أكد أن عملية الهدم لم تكن بالمجان، إذ لاقت مواجهة كبيرة وقوية تخللها عمليات إطلاق نار ومواجهات عنيفة من شبان المخيم؛ الأمر الذي لم يعتد عليه الاحتلال من قبل، فأصبح اليوم كابوسا يلاحقه في أي عملية عسكرية يقدم عليها.

وتابع: "الاحتلال أضحى أمام مواجهة قوية وشبان لا يخافون الموت ويصرون على قتاله، ويتسابقون للانتماء لفصائل المقاومة؛ ليتمكنوا من مواجهة الاحتلال عسكريا؛ لأنهم يعتبرون أن الشرف الحقيقي هو الانضمام لصفوف المقاومة، والالتحاق بكتائب الضفة العسكرية كجنين، ونابلس، وطولكرم، وطوباس، وغيرها"