الفشل والتخبط الذي يعيشه الجيش الصهيوني الان في الضفة الغربية المحتلة، واستعصاء المدن والمخيمات عليه، وصعوبة وصوله لمن اسماهم «بالمطلوبين» دفع قادة الجيش الى اتخاذ قرار خطير وغير مسبوق فقد أعلن جيش الاحتلال أنه سيستخدم «الطائرات المسيرة» في الضفة الغربية للمرة الأولى. وذكرت القناة 11 العبرية، أن قادة الجيش في الضفة الغربية تدربوا عمليا على تشغيل الطائرات المسيرة، وسيفعلونها في حال تنفيذ الاعتقالات التي تبدو صعبة على الجيش، حيث سيتم قصف المواقع بواسطة الطائرات. وأضاف أن قادة الجيش الذين تدربوا على الطائرات المسيرة هم: قائد فرقة الضفة الغربية، وقائد لواء جنين, وبات واضحا أن تغير المعادلات في الضفة أجبر جيش الاحتلال على القبول مرغما تحت وقع الخسائر والتكلفة والتعقيدات باستخدام الطائرات المسيرة لاستهداف «مطلوبين» ومن شأن هذا الفعل الاجرامي ان يؤدي الى ارتكاب مجازر ضد أطفال ومدنيين أبرياء, ومن شأنه ان يؤدي الى خسائر مادية كبيرة ويحل الدمار في مساحات واسعة في المناطق المقصوفة, كما انه يزيد من رغبة الإسرائيليين المحتلين باستهداف «المطلوبين» بطرق اكثر امنا بالنسبة لهم حيث لا يتطلب ذلك عمليات توغل برية, او اقتحامات ليلية, او دخول ما تسمى بالوحدات الخاصة من المستعربين المتخفين بالزي المدني الفلسطيني, لذلك مطلوب من المقاومة الأخذ بعين الاعتبار هذا المتغير الجديد، والبحث عن طرق أمنية جديدة لتفادي هذا التهديد, وتمهيدا للبدء باستخدام المسيرات ووفقًا لما ذكرت القناة 11 العبرية فإن قادة الجيش في الضفة قاموا بالتدرب على تشغيل الطائرات المسيرة وسيقومون بتفعيلها في حال تنفيذ الاعتقالات التي تبدو صعبة على الجيش، حيث سيتم قصف المواقع بواسطة الطائرات المسيرة.
من الواضح أن جيش الاحتلال الصهيوني يجد صعوبة كبيرة في اقتحام المدن والمخيمات الفلسطينية في الضفة الغربية المحتلة نظرًا لتصدي المقاومين الفلسطينيين لهم اثناء عمليات التوغل، الامر الذي أدى الى وقوع خسائر بشرية خلال عمليات الاقتحام. صحيفة هآرتس العبرية ذكرت أمس الأربعاء، أن الاحتلال الصهيوني يدرس اتخاذ سلسلة من الإجراءات التي تهدف إلى مساعدة السلطة الفلسطينية وتعزيز قوتها في ظل تآكل حضورها وموقفها كي تقوم بحفظ الامن داخل المدن والمخيمات الفلسطينية. وبحسب الصحيفة العبرية، فإن رئيس وزراء الاحتلال الصهيوني يائير لابيد، سيجري تقييمًا موسعًا للوضع اليوم الخميس، مع رؤساء المؤسسة الأمنية حول هذه القضية. وقال مصدر سياسي صهيوني، إن «تل أبيب» تعتمد حاليًا على حقيقة أن القوات الأمنية نجحت حتى الآن في الحد من «انتشار الإرهاب» نسبيًا في الداخل المحتل، رغم تدهور الأوضاع حاليًا في الضفة الغربية. وعلق المصدر على تصريحات ما يسمى برئيس أركان الجيش الصهيوني أفيف كوخافي بأن عدم وجود سلطة وحكم للأمن الفلسطيني على مناطق معينة في الضفة الغربية يشكل أرضًا خصبة «لنمو الإرهاب»، بأنه «بشكل عام كوخافي كان على حق» فقد بات من الواضح ان الحكومة الصهيونية والمؤسسة الأمنية والعسكرية تتجه تقديراتها الى اتساع دائرة العمليات العسكرية ونموها في مناطق متعددة, وزيادة اعداد المقاومين المنخرطين في كتائب المقاومة الفاعلة في الميدان, والتي تنشط في تتبع الاحتلال وايقاع خسائر في صفوفه, لذلك تتجه نوايا الاحتلال الى استخدام سلاح المسيرات لمواجهة الفلسطينيين في الضفة المحتلة, تفاديا لوقوع خسائر بشرية في صفوف الجيش الصهيوني, بعد ان تكبد الجيش خسائر عديدة خلال مواجهاته العسكرية مع المقاومين الابطال.
مصادر صهيونية قالت إن هناك مشكلة داخلية تنبع من حقيقة أن هناك ضعفًا كبيرًا جدًا للسلطة شمال الضفة الغربية وخاصة جنين ونابلس، وأن خلفية الوضع الحالي تنبع من إضعاف رئيس السلطة محمود عباس والخلاف على من يرثه، إلى جانب التآكل الطبيعي في عمل الأجهزة الأمنية الفلسطينية، وكلاهما يؤدي إلى فقدان السيطرة على الأرض. ولفت المصدر إلى أن هناك العديد من المناقشات الإسرائيلية حول كيفية مساعدة السلطة على إعادة الاستقرار، وهناك أفكار لكن ليس من المؤكد مدى تأثيرها، ومع ذلك ستكون هناك محاولات بكل الطرق والوسائل للمساعدة للتغلب على ضعف السلطة امام الفلسطينيين في الضفة، حيث يجري فحص تعميق المساعدة الاقتصادية لرام الله، وهي الأداة الرئيسية التي تستخدمها حكومة الاحتلال الحالية، من خلال زيادة حصص العمال وتدفق المساعدات المالية من مصادر مختلفة لصالح السلطة. وخلال سلسلة من المناقشات التي جرت حول هذا الموضوع في الأسابيع الأخيرة، تم تقديم سلسلة من المقترحات للمساعدة في تعزيز السلطة، ومع ذلك - وفقًا لمصادر سياسية إسرائيلية - واجه المشاركون في هذه المناقشات المختلفة صعوبة في تحديد ما إذا كان للمقترحات تأثير حقيقي على الوضع على أرض الواقع، وستطرح القضية على نطاق واسع في المناقشة التي ستعقد اليوم الخميس فهل تأتي مساعدة السلطة على حساب دماء الفلسطينيين؟, وهل ستمر جريمة استشهاد الشاب يونس غسان تايه برصاصة مباشرة في القلب أطلقها عليه جنود الاحتلال في مخيم الفارعة بمحافظة طوباس مرور الكرام, ولا يتم محاسبة الاحتلال على جرائمه؟, الإجابة كامنة في فوهة البندقية التي تترصد للعدو.