نعى عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، د. أنور أبو طه، المحامي الشيخ الأستاذ سليمان المشوخي.
وأشار د. أبو طه إلى أن الراحل المشوخي عرفته دروب الميلاد الجهادي في مدن ومصر وريفها، ومخيمات غزة، بصحبة الشهيد فتحي الشقاقي.
نص التعزية كما نشرها د. أبو طه
الأخ الحبيب النبيل المخلص الكادح المحامي الشيخ الأستاذ سليمان المشوخي في ذمة الله.
أبا طاهر
لا اعرف كيف تسنّى لك أن تُسمّي ابنك البكر طاهر كي تحوز على هذا اللقب الشريف الذي وصف الله به أهل بيت الحبيب المصطفى. ولكني أشهد أن لك من هذه الكنية أوفر حظ وأكبر نصيب.
أبا طاهر: عرفَتْك دروب الميلاد الجهادي في مدن مصر وريفها، في مخيمات غزة ودروبِها، تنتقل بصحبة فارسنا الأول "ابو ابراهيم" لتكون من أخلص حوارييه، إيماناً ببشارته الثورية، حاملاً قبس مشروعه الجهادي في فلسطين، قائماً على كل ما يُعينه في درب محنته في مصر وغزة والقدس.
يا مَن حفِظ وجهَك كل المجاهدين ممن سَهِرت في خدمتهم خلف القضبان سفراً ورعاية ومتابعة وجهاداً بكل صبْر وجَلَد كريم.
يا مَن رافقْت رسل الشهادة إلى شهاداتهم، وعشت من خلفهم محباً عاشقاً تنتظر الرحيل لمِعرَاجهم الخالد.
يا مَن نِلْتَ من الخِصَال والخِلال النفيسة ما يتنافس فيه أهل القُربَى من الصديقين والأولياء.
عَرِفَك التواضع فكان يخْجل منك، عَرِفَك الكدح الصبور فكان يحْسُدك على تحملك لكل الصعاب. عرفك الصمت حتى كاد أن بتكلما، عرفك الصبر على بلواء الأيام وعيشها المر دون أن تشكو حتى آخر أيامك في هذه الفانية.
بقيت على العهد مستضعفاً ترفع راية الوطن المقدس والمسير الجهادي ولم تَلْتَفت لمن غادر مُفْتَتَنَاً او سقط مَفْتُونَاً بالسلطة أو المال. فكنت الوفيّ للراحلين في زمن عَزّ فيه وفاء الأحياء.
كم هي محطات العز والفخر والسعادة التي رافَقْتُك بها في الدَرْب المبارك.
وكان من رحمة الله بي أن التَقَيْتُك من زمن قريب في رفح التكوين لِتُبْهج قلبي بذكرى ما مضى ووعد الله الآتي.
التقيتك ووجهك المتعب مبتسماُ وقلبك الرقيق يَرِفُّ فرحاً لِلُقْيا الرفيق. على قدميك تسعى للأحباب كما البدايات رغم ألم الطريق وما أَلمَّ بك من تعب السنين.
أبا طاهر: في زمن الاعلام والمهرجانات والفضاء المفتوح هل حدّثوا عنك اتباعهمم، هل عَرَفَك من لَحِق بالركب طمعاً، هل سمع بك المَزْهوِّين بمواكبهم.
أبا طاهر: لا تبتأس يكفى أن يعرفك الشهداء، ومَن وراء القضبان، وقاعات محاكم العدو، والسابقون الأوّلون من المستضعفين والفقراء.
أبا طاهر: إن الله عند حسن ظن عبده به... وأنت الآن في جوار أكرم من يَفِدْ عليه كرماً ورحمةً وغفرانا... وإن قُبِلت منا الشهادة فاللهم نشهد أنه كان نعم العبد عبدك... جاهد في سبيلك مخلصاً صابراً اوابا... اكْرِم نُزُلَه وارفع درجته... واجمعه بحبيبك المصطفى وصحبه وأحبابه من الشهداء ممن آمن وسَبَق وممن لَحِقَ فَصَدَق.
واجمعنا به في الفردوس الأعلى من الجنة آمين..
عليك رحمة الله ورضوانه، ولأبنائك واسرتك الكريمة خالص العزاء...