ينشغل الكثيرون عبر مواقع التواصل وشبكات الإنترنت بالحديث عن رؤاهم وأحلامهم على اختلاف تفاصيلها.
ويسعى المتصفحون لمحاولة تفسير الأحلام وملاءمتها مع الواقع، وأما عن الحكم الشرعي في المسألة فأجاب أهل العلم :
فإن تعبير الرؤيا جائز لمن كان على دراية بتعبيرها، فقد كان النبي صلى الله يعبرها وأذن لبعض أصحابه بتعبيرها، وقد يصيب المعبر في تفسيرها وقد يخطئ، فقد روى الشيخان عن ابن عباس ـ رضي الله عنهما ـ: أن رجلًا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقص عليه رؤيا، فطلب أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ أن يعبرها، فأذن له النبي صلى الله عليه وسلم، ثم قال أبو بكر ـ رضي الله عنه ـ بعد ذلك: بأبي أنت أصبت أم أخطأت؟ قال النبي صلى الله عليه وسلم: أصبت بعضًا وأخطأت بعضًا، قال: فوالله يا رسول الله؛ لتحدثني بالذي أخطأت، قال: لا تقسم.
وقال الإمام مالك: لا يعبر الرؤيا إلا من يحسنها، فإن رأى خيراً أخبر به، وإن رأى غير ذلك فليقل خيراً أو ليصمت. اهـ
وفي رسالة ابن أبي زيد القيرواني المالكي قوله: ولا ينبغي أن يفسر الرؤيا من لا علم له بها،. قال شارح الرسالة النفراوي في كتابه: الفواكه الدواني: لأنه يكون من الكذب، لأن الإخبار من غير العالم كذب، قال تعالى: وَلا تَقْفُ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ .{الإسراء: 36}.
ولا يلزم أن تكون الرؤيا مرتبطة بواقع أو مستقبل فهي قد تكون رؤيا صالحة صادقة، وقد تكون مجرد أضغاث أحلام، وقد تكون من ألاعيب الشيطان بالناس كما جاء في الحديث: الرؤيا ثلاثة، منها أهاويل الشيطان ليحزن به بني آدم، ومنها ما يهتم به في اليقظة فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءا من النبوة. رواه ابن ماجه والطبراني وابن حبان بألفاظ متقاربة وصححه الألباني.
وقد يرى الشخص رؤيا ويكون تفسيرها غير موافق لما يتبادر من ظاهرها، فقد أثر عن ابن سيرين أنه فسر رؤيا من رأى أنه يؤذن بأنه سيسرق، وفسر رؤيا مشابهة لها بأن صاحبها سيحج.
وأما عن المواقع التي تعبر الرؤى فليس عندنا اطلاع على شيء من أحوالها.