لم يتوقف جيش الاحتلال الإسرائيلي عن عملياته الأمنية، ومحاولته تجنيد عملاء لخدمة مصالحه، ولم تتوقف المقاومة عن التصدي لتلك العمليات، بل نجحت في اختراق أجهزة أمن الاحتلال، الذي طالما تغنى لقدراتها وقوتها.

وفي إطار معركة الأدمغة والعقول، كشفت سرايا القدس سابقا في عرض وثائقي بعنوان "بيت العنكبوت" عن اختراق منظومة التجنيد وإدارة العملاء داخل أروقة جهاز "الشاباك" الصهيوني.

وعلى الرغم من القدرات العسكرية المتواضعة للمقاومة، إذا قارناها بالسلاح "الإسرائيلي"، حقَّقت الكثير من الإنجازات في كل المواجهات، فمن الناحية الأمنية وفي الحرب الخفيّة والمفتوحة أفشلت الكثير من مُخطّطاته.

ولأن "أوْهَن البيوت بيت العنكبوت"، ضربت سرايا القدس في عملية أمنية مُعقَّدة خاصرة الاحتلال، إذ قامت بتجنيد مجاهدين من على فترات زمنية متباعدة، مع عدد من الضباط المُجندين والمُشغلين.

وأزال الوثائقي اللِثام عن مراحل اتصال بين ضبّاط "إسرائيليين" ومُجنّدين تمَّت إدارتها ومُتابعتها بدقّة من قبل جهاز أمن سرايا القدس، وكانت الاستفادة من هكذا عمليات تتمّ عبر تحديد العديد من الثغرات الأمنية في عمليات التجنيد من قبل ضباط "الشباك"، إذ تواصل أحد المجندين لمدّة 4 سنوات مع ضبّاط المخابرات، بإِشراف وإدارة جهاز أمن السرايا، دون معرفة الضابط بهذا الاختراق.

الخبير في الشأن العسكري والأمني د. محمود العجرمي، يرى أن سرايا القدس علمت تكتيكات وقدرات العدو، واخترقته من نقاط ضعفه، من خلال تحريك الخلايا النائمة المنتشرة في كل فلسطين، أو بتجنيد عملاء مزدوجين نجحوا في اختراق المنظومة الأمنية الصهيونية.

وقال العجرمي لـ"شمس نيوز": إن" جهاز أمن السرايا استطاع أن يخترق أكبر منظومات الأمن في العالم وإفشال مخططاته في استهداف المقاومة وقدراتها، ونجح في معركة صراع الأدمغة الذي كانت تدعي دولة الاحتلال أنها تتفوق فيه"، مضيفاً "اخترق السرايا آلاف الحسابات لضباط وجنود الاحتلال، ونجحت في تحميل الكثير من الأهداف ذات العمق والبعد الاستراتيجي إلى جانب استخدام "الطائرات المسيرة"، لتغذية بنك المقاومة في المعارك القادمة.

ورجح العجرمي، أن السرايا تعلم الكثير عن جيش الاحتلال الذي يعتبر نفسه صندوق أسرار أمني لا يمكن اختراقه، لافتاً إلى أن رجال السرايا استطاعوا إدخال أسلحة عن طريق الاحتلال وفحصها وتحييد الخطر الذي كانت تحمله "مواد متفجرة"، وإدخالها الخدمة العسكرية واستخدامها ضده في المعارك والمواجهات.

وأشار إلى أن سرايا القدس والمقاومة تمتلكان كوادر مدربة تدريبا جيدا، وهذا له علاقة بكفاءة المقاومة التي كانت تفاجئ الاحتلال دوما في كل مواجهة، وتتعلم من أخطائها في الميدان، وتعمل على معالجتها.

وحول قدرة السرايا على إدخال الأسلحة بطريقة خفية، بين الخبير في الشأن العسكري والأمني، أن جهاز مقاتلي سرايا القدس يتمتعون بحس أمني عالٍ، حيث استطاعوا إدخال العديد من الأسلحة النوعية بعيداً عن عيون الاحتلال في السماء أو على الأرض، الأمر الذي فاجأ الاحتلال بالأسلحة النوعية التي تظهر في كل مواجهة.

وتابع: "في جميع المعارك منذ بداية الانتفاضة عام 2000 حتى معركة وحدة الساحات، لا زالت سرايا القدس تفاجئ الاحتلال بتطور قدراتها العسكرية، والتي عملت على تآكل قدرة الردع لديه، لم تسمح له بالتفاخر بإنجازاته السياسية، وحافظت على قواعد الردع، بل أضافت توازنا للرعب، اتضحت صورته اليوم بتردده بالقيام بأي معركة، كما كان يرتكب من حماقات سابقة".

وأعلنت سرايا القدس أنها ستعرض وثائقيا جديدا بعنوان "بيت العنكبوت 2"، يتخلله مفاجآت جديدة عن اختراق منظومة الاحتلال الأمنية.