شهدت أسعار الذهب انخفاضاً ملحوظًا بالأسواق العالمية، تزامنًا مع استمرار الحرب الروسية الأوكرانية، وفي ظل الاضطرابات العالمية، وسط توقعات باستمرار هذا الانخفاض خلال الأيام القادمة.
الانخفاض العالمي انعكس بطبيعة الحال على الحركة الشرائية في قطاع غزة، إذ أن اقبالًا ملحوظًا على شراء الذهب بدأ يُسجل في القطاع، كما يقول أصحاب محال المجوهرات لمراسل "شمس نيوز" الذي تجول في سوق الذهب وسط غزة.
عبد الهادي نسمان وهو صاحب أحد محال بيع المجوهرات، قال إن هناك إقبالاً ملحوظاً على شراء الذهب من قبل المواطنين، مرجعًا ذلك إلى، انخفاض أسعار الذهب في الأسواق المحلية، الأمر الذي وفر فرصة يمكن اقتناصها من قبل المواطنين.
وأضاف نسمان لـ"شمس نيوز": "الانخفاض على الأسعار شجع المواطنين لشراء واقتناء الذهب، خاصة من يقبل على الزواج، والذين يقتنون الذهب بهدف التجارة، ومنهم من يقتنيه لتجميد أموالهم".
ولفت إلى أن سعر الجرام في السوق المحلي يتم شراؤه بقيمة 34-34.5 دينار، إذ يشتري التجار الجرام بقيمة 35.20 دينارا، أما في البيع يتراوح سعره 36-40 ديناراً.
ويتفق، بائع الذهب أبو طارق السر مع نسمان في أن الانخفاض شجع المقبلين على الزواج لشراء الذهب، مشيرًا إلى أن الذهب يعتبر من الأصول ذات المخاطر المنخفضة، لهذا يلجأ المستثمرون في الأوقات التي نشهد فيها اضطرابات في الأسواق لاقتناء الذهب؛ إذ يعد ملاذاً آمنا.
"زينة وخزينة"
يقول المثل الشعبي إن الذهب "زينة وخزينة"، وعلى طريق الكبار وحكمتهم سارت المواطنة أسماء عبد الهادي واشترت الذهب مستغلة بذلك انخفاض الأسعار.
وقالت عبد الهادي لـ"شمس نيوز"،: استلمت جمعية كنت قد اشتركت بها مع زميلاتي بالعمل، وقررت شراء الذهب بدلا من بقاء المبلغ ويسهل صرفه، وما شجعني هو انخفاض أسعار الذهب في الأسواق".
وتضيف " كما قالوا الكبار الذهب زينة وخزينة، سأستخدم الذهب للزينة وعند الحاجة أقوم ببيعه والاستفادة من فارق السعر أيضًا.
أما المواطن عبد الرحمن أحمد، فور سماعه خبر انخفاض الأسعار على الذهب اتجه لشراء وكسب فرق السعر مقارنة بالعام الماضي، الذي شهد ارتفاعا كبيرا؛ ما حال دون المقدرة على شراء الذهب حينها..
وقال أحمد لـ"شمس نيوز": إن "الشراء في هذه الفترة (حمّال أوجه) للاقتناء وللادخار فهو فرصة، حيث أن أسعار الذهب لم تشهد تراجعاً كهذا منذ أكثر من سنتين، فهي فرصة لتحويل أي مبلغ مدّخر إلى قطعة ذهبية يمكن الاستفادة منها مستقبلاً عند ارتفاع الأسعار وبيعها، وفي نفس الوقت بإمكانك الاستفادة منها كزينة؛ أي أن الشراء في هذا الوقت يندرج تحت بند زينة وخزينة".
وللمواطن عدي النجار، رؤية أخرى فهو لديه مبلغ من المال قام بادخاره منذ سنوات بهدف استثماره في مشروع تجاري إلا أن الأوضاع الصعبة التي تعيشها الأسواق منعته من ذلك.
وقال النجار:" كنت أنوي افتتاح محل ملابس، لكن أوضاع الأسواء والركود التجاري جعلني أتخوف من القيام بهذه الخطوة، ومع انخفاض أسعار الذهب قررت شراء الذهب أفضل من المخاطرة بالتجارة وافتتحا محل".
هل ينخفض أكثر
بدوره، المُختص في الشؤون الاقتصادية أحمد أبو قمر، يرى أن الذهب على المستوى العالمي يشهد أدنى مستوياته منذ أكثر من عامين، منذ جائحة كورونا، وهذا ما دفع المعدن الأصفر للانخفاض لمستويات متدنية عند 1650 دولار للأونصة.
وأرجع أبو قمر خلال حديثه مع "شمس نيوز"، انخفاض سعر الذهب للقوة الكبيرة والجامحة للدولار الأمريكي، وخطوات الفيدرالي الأمريكي لرفع الفائدة أكثر من 5 مرات مع استمراره في رفعها.
ورجح أبو قمر أن انخفاض أسعار الذهب حاليا هي أفضل المستويات الشرائية للمواطنين، إذ نستطيع القول إننا نعيش مرحلة القاع للذهب، متوقعاً أن ترتفع أسعار الذهب ستبدأ مع مطلع العام المقبل لتصل لمستويات تفوق الـ1900 دولار للأونصة، مضيفاً "لن يشهد الذهب انخفاضاً أكثر من الموجود".
ووجه أبو قمر نصيحة للمواطنين وللمستثمرين في الذهب بضرورة الإسراع في الشراء، متوقعاً ارتفاع الأسعار الفترة المقبلة.