دعا قادة فلسطينيون، اليوم السبت، إلى ضرورة العمل الجاد لاستثمار ثورة الشباب الثائر في الضفة والقدس المحتلتين، لتكون مفتاحًا لتحرير وطرد العدو من أرضنا.
جاء ذلك خلال ورشة عمل سياسية نظمتها حركة المجاهدين الفلسطينية، بعنوان "ثورة القدس والضفة بين الواقع والمأمول".
المقاومة عنوان المرحلة
القيادي في حركة الجهاد الإسلامي، خضر حبيب أكد، أن الاحتلال هدف من اتفاقية أوسلو توفير عامل الوقت لفرض ما يشاء على حساب الحق الفلسطيني، موضحاً أن الوقت الذي مضى منذ الاتفاقية شهد زيادة في عدد المستوطنات مقارنةً بما قبل أوسلو.
وأضاف حبيب: "الخيار الوحيد أمام الفلسطينيين هو الجهاد والمقاومة لاسترداد حقنا وكرامتنا"، مشيرًا إلى أن الاحتلال يمارس الإجرام غير المسبوق ضد أبناء الشعب الفلسطيني نتيجة لعوامل التسوية التي هي مضيعة، وأن الثورة والمقاومة هي عنوان المرحلة.
وشدد على أن الثورة لشعبنا الفلسطيني هي واجب، وأن المقاومة هي قانون المرحلة، وهي المعادل القانوني للاحتلال.
وأضاف حبيب: "المقاومة هي القانون والثورة كما يجري في القدس والضفة ناتجة عن الإخفاق والفشل الكبير الذي منيت فيه المفاوضات، بالإضافة لازدياد جرائم العدو غير المسبوق ضد أبناء شعبنا".
وذكر أن العدو لم يعد كما هو منذ نشأ عام 48، موضحًا أن عوامل الضعف تنخر به، كونه لا يتحمل أكثر من هزيمة.
وأردف حديثه "رأينا خلال سيف القدس كيف أن عشرات الآلاف من هذا المستوطنين رحلوا من الأراضي المحتلة (..) المستوطنون مربوطون بآمال رغد من العيش وعدم وجود خوف، ولكن في حال هدد الأمن والاقتصاد لديهم سيخرجون دون عودة".
وجدد حبيب التأكيد على أن مقاومة شعبنا ستستمر لأنه لا يوجد خيار آخر سواها، مكملًا "لذا نحن مطمئنون أن شعبنا سيبقى يقاوم، وليس أمامه سوى الصبر والاحتساب، وستكون النهاية سعيدة وهي التي بشرنا بها الله تعالى".
وختم حديثه "هذا العدو مهما دُعم من قوى الاستكبار العالمي سيغادر لأنه نبتة غريبة في محيطنا العربي والإسلامي".
واقع جديد تفرضه المقاومة
بدوره، شدد عضو مكتب الأمانة العامة لحركة المجاهدين الفلسطينية نائل أبو عودة على أنَّ الموقع الجغرافي للقدس والضفة الغربية يشكل الخاصرة الضعيفة لهذا الاحتلال الذي أصبح لا يحتمل كلفة عمله واستيطانه.
وأكد عودة، أن الشهيد عدي التميمي فرض واقعاً جديداً بهذا الاشتباك مع هذا الاحتلال الإسرائيلي الذي تحول من مُطارَدٍ لقوات الاحتلال إلى مطارِدٍ لهم، وأصبح أيقونة للمقاومة.
وقال: "الشعب الفلسطيني أضحى في حالة غليان مستمرة في الضفة الغربية والقدس"، مشيرًا إلى أنه وبالرغم من ممارسات الاحتلال إلا أن أبناء شعبنا فرضوا واقعاً جديداً من خلال الالتفاف حول المقاومة، في تأكيد على صوابية هذه البوصلة".
وأشار إلى أن من أحد أهم عوامل الاستمرار في المقاومة وزيادة شعلتها هو وجود القدوة، مبينًا أن هؤلاء القدوة يتمثلون في والدة الشهيد إبراهيم النابلسي، وفتحي خازم والد الشهيدين رعد وعبد الرحمن، وغيرهم من ذوي وأهالي الشهداء، الذين حاول العدو بهدم منازلهم إحداث إرباك لهم وللمواطنين، إلا أنهم أفشلوا هذه المحاولات وكانوا نعم القدوات.
وبشأن المأمول مما يحدث في الضفة الغربية فشدد أبو عودة على أن ما يجري من عمليات هو استمرار وزيادة هذه الوتيرة، وهذا الفعل المقاوم لاستنزاف هذا الاحتلال.
وتابع: "المأمول في هذه الفترة هو التوسع قدر الإمكان بكافة الأدوات والتشكيلات، والعمل لإبقاء غزة بزخمها هي الدرع الحامي للمقاومة الفلسطينية في كل أماكن تواجدها".
تطور الحاضنة الشعبية
من جهته، القيادي في حركة حماس إسماعيل رضوان، أكد على ضرورة تعزيز الوحدة الوطنية وصولاً إلى إفشال مخططات الاحتلال.
وقال رضوان "يجب للحاضنة الشعبية أن تتطور وتتصاعد، مطالبًا الأمة العربية بإسناد الشعب الفلسطيني ودعمه والوقوف في صفه لمواجهة بطش الاحتلال الإسرائيلي.
وأعرب عن أمله بانتشار العمليات البطولية في كافة المدن الفلسطينية، وامتداد المقاومة في كل المدن، مضيفًا "نريد أن تدخل الخليل ورام الله وطولكرم وأريحا وكل المدن الفلسطينية على غرار ما يحدث في جنين، التي أصبحت عصية على العدو".
ودعا لضرورة العمل المقاومة الموحد، كما هو الحال في نابلس من خلال مجموعات عرين الأسود التي تتوحد فيها كل الأطر والأجنحة العسكرية، مبينًا أن انتشار الحالات المشابهة لعرين الأسود في كل المدن يسجل إنجازات كبيرة لا يمكن للعدو ملاحقتها.
وجدد رضوان التأكيد على الاستمرار في الرباط في باحات المسجد الأقصى، لأنها تفشل مخططاته.
وختم رضوان حديثه "المطلوب من الأمة العربية والإسلامية إسناد المقاومة، والشباب الفلسطيني المقاوم، الذي بدوره سيقوم بكل ما نملك من قوة، في هذه المعركة المفتوحة مع الاحتلال وعلى الكل أن يشارك بقدر استطاعته".