غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

الضفة تواجه عدواناً متصاعداً

القائد النخالة يضع النقاط على الحروف: حوارات المصالحة "مضيعة وقت" وفلسطين قضية عقائدية إسلامية

مقابلة القائد زياد النخالة على قناة الجزيرة القطرية.JPG
شمس نيوز - الدوحة

جَدَدَ الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي القائد زياد النخالة تأكيده على الخطوط العريضة الثابتة لحركته، منها التمسك بخيار المقاومة كخيارٍ ناجعٍ في مواجهة العدو الإسرائيلي، على اعتبار أنه الخيار الأصوب والقادر على تحرير البلاد والعباد من دنس الإسرائيليين، لاسيما مع فشل خيار التسوية والمفاوضات مع الكيان.

وأوضح النخالة في حديثه لـ(برنامج المقابلة) على قناة الجزيرة، انَّ حركة الجهاد الإسلامي تتميز عن غيرها بفهم حقيقة الصراع مع العدو الإسرائيلي، قائلاً: "الحركة تملك رؤية واضحة عن مسألة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، حيث نعتبر أنَّ إسرائيل مشروعا غربيا في المنطقة استُخدم اليهود في تطبيقه. والحركة تتميز في كونها تفهم أن المشروع الصهيوني مبني على قاعدة الإلغاء التام للشعب الفلسطيني، لذلك مطلوب من قوى الثورة والمقاومة أن تعيد قراءة هذا المشروع "ماذا يريد؟ وكيف قام؟ وكيف يمكن مواجهته؟" وأن تعِد الأدوات لمواجهته".

وأضاف القائد النخالة: "المشروع الغربي هو من زرع الكيان في منطقتنا العربية والإسلامية، ولاقى هذا المشروع دعماً من المجتمع الدولي الذي نافق ودعم إسرائيل على حساب شعبنا".

وبيَّنَ النخالة أن حركته تحافظ على موقفها الجذري الرافض لأيّ حلول جزئية ومرحلية تنتقص من ثوابتها، لافتاً إلى أنَّ هذا الأمر هو في وعي الحركة وقناعاتها، مع إشارته إلى انَّ الجهاد الإسلامي تنظر إلى فلسطين من المنظور الإسلامي، قائلاً: "فلسطين حق للشعب الفلسطيني وهذا مرتبط بحقائق عقائدية وسياسية ودينية (..) وفكرة الجهاد الإسلامي تقوم على فكرة زوال الكيان الصهيوني، وانَّ هذا الاحتلال لأرضنا يجب أن ينتهي، وفلسطين بالنسبة لنا هي درة الإسلام والجغرافيا والتاريخ".

 

المصالحة.. تضييع وقت

وفيما يتعلق بملف المصالحة الفلسطينية، قال القائد النخالة: "أكاد أجزم أن الجميع يدرك تمامًا أن المصالحة تضييع وقت للفلسطينيين، في ظل استمرار البرامج السياسية المختلفة بين الفصائل الفلسطينية".

ويرى أن النظام العربي مخدوع بملف المصالحة؛ لأنه مرتبط بموافقة الاحتلال الإسرائيلي؛ لذلك أعتقد "أن ملف المصالحة تضييع وقت والجميع يعرف ذلك!".

 

الضفة تعيش حالة حرب

أما عن واقع العدوان على الضفة المحتلة، فقال القائد النخالة: "إسرائيل استولت على جزء كبير من الضفة المحتلة، بإقامة وبناء شبكة مستوطنات هائلة وعدد مستوطنيها أصبح حوالي 800 ألف مستوطن، وأمام ذلك فإن أبناء شعبنا في الضفة أمام حرب ومواجهة جديدة ومستمرة بالضفة بسبب الواقع والوضع الحالي".

وأشار إلى أن استمرار الواقع الصعب في الضفة المحتلة يُدلل على عدم وجود برنامج أو مشروع سياسي للفلسطينيين، إذ أنَّ "إسرائيل" تتعامل مع أهالي الضفة كمخازن للعمال من جانب، وهي من جانب آخر تمارس عدواناً غاشماً ضد أهلنا في تلك المنطقة، وعلى المقلب الآخر السلطة لا تستطيع فعل أي شيء في هذه المعادلة.

ووفق النخالة، فإن ما يجري في الضفة الغربية يثبت إخفاق مشروع منظمة التحرير الفلسطينية بإقامة دولة فلسطينية في الضفة، كما أن السلطة قد تحولت إلى أجهزة أمنية تخدّم على الأمن الإسرائيلي وتأخذ أجرة على ذلك، مشيرا إلى أن مصادر تمويلها يأتي من معسكر واحد هو الدول الأوروبية وأميركا.

 

مصر وعلاقاتها مع غزة

وعن تعامل مصر مع قطاع غزة، قال القائد النخالة: "إن مصر لم تغير موقفها؛ فهي تتعامل مع القطاع بحكم الأمر الواقع كونه تحت الاحتلال الإسرائيلي قانونيًا، بينما تتعامل مع شرعية أبو مازن كرئيس للسلطة الفلسطينية".

وأشار إلى أن الاحتلال الإسرائيلي يتدخل بكل البضائع التي تمر عبر معبر رفح بين قطاع غزة ومصر بحكم ما تُسمى "اتفاقية السلام" بين مصر والاحتلال؛ فكل ما يدخل القطاع إما بطلب الاحتلال أو موافقة الاحتلال.

 

فتح وجدوى مشروع التسوية

قال النخالة في إطار الحديث عن مفاضلة بين مشروعي التسوية والمقاومة: "رغم رفضنا لاتفاق اوسلو كموقف سياسي الا اننا لم نصطدم معه عسكرياً".

وتوقع النخالة أن تحدث هزة كبيرة داخل حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) في حال غياب الرئيس عباس نتيجة الخلافات وعدم وجود برنامج سياسي آخر وعدم جدوى العملية السياسية، مشيرا إلى أن عناصر وقواعد فتح أصبحت غير مؤمنة بمشروع السلطة الحالية، ومن الممكن مجيء فتح أخرى برؤى جديدة.

 

لن نسير بنفس الاتجاه

وذكر القائد النخالة أنَّ هناك ضغوطات عملية واقتصادية وسياسية واجهت الفلسطينيين، من أجل أن يعترفوا بإسرائيل، وشدد على أن حركة الجهاد الإسلامي غير مضطرة لأن تسير على نفس المسار الذي انتهجته منظمة التحرير وحركة فتح.

وتساءل قائلا "هل المطلوب من كل القوى الفلسطينية أن تجرب مرة أخرى وتصل إلى الحائط المسدود؟"، في إشارة منه إلى النتيجة التي وصلت إليها منظمة التحرير.

كما يرى أن بعض الفلسطينيين قد فقدوا البوصلة في خضم صراعهم مع إسرائيل وأصبحوا يطرحون مبادرات للحل وكأنهم من خلقوا المشكلة.

 

إيران.. الحليف والصديق

واعتبر الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي من جهة أخرى أنه من المبالغة القول إن حركة الجهاد تكاد تكون إيران، واصفا إياها بالدولة الحليفة لحركة الجهاد وللشعب الفلسطيني، ومواقفها السياسية معادية لإسرائيل وداعمة للمقاومة.

وكشف أن إيران تقدم مساعدات عامة لحركة الجهاد الإسلامي بالكاد تؤدي احتياجاتها في وضعها الحالي، إضافة إلى مساعدات عسكرية، وأنها قدمت على مدى السنوات الماضية مساعدات عسكرية وصلت لغزة وخاصة لحركتي الجهاد وحماس، ولكن الأخيرة تحظى بحصة الأسد من الدعم المالي والعسكري.

وعن الأحداث التي عصفت في الوطن العربي بعد احداث ما سمي الربيع العربي، قال: "إن موقفهم لم يتغير، وإنهم وإيران يقفون ضد السياسية الأميركية وإسرائيل، في حين أن النظام العربي يذهب إلى إسرائيل وينفتح عليها وسياسته موالية للولايات المتحدة التي بأسلحتها يقتل الشعب الفلسطيني".