حظي تطبيق جديد للتواصل الاجتماعي يدعي "جاس" (Gas) باهتمام واسع عبر المنصات الأميركية خلال الفترة الأخيرة، حيث صعد إلى صدارة التنزيلات عبر متجر آبل للتطبيقات "آب ستور" (App Store)، كما طالته بعض الانتقادات بشأن تأثيره على الصحة العقلية والنفسية للمراهقين.
وتقوم فكرة التطبيق على توجيه رسائل مجهولة تحمل عبارات الإعجاب بين الأصدقاء والمعارف، حيث تقوم بإدخال موقعك ومدرستك ويسمح لك التطبيق بإضافة من يشاركونك هذه الأماكن، وعبر استطلاعات محددة يعرضها التطبيق يمكنك أن ترسل التحية لأحد زملائك.
وتأتي الإجابات على الأسئلة محددة من اختيار التطبيق، وهي من نوع "هذا أفضل صديق عرفته"، "سيكون هذا الشخص ثريا"، وغيرها من عبارات الإطراء القوية.
ويرسل التطبيق إشعارا لأي شخص تصله رسائل إطراء أو دعم من زملائه، حيث يتلقاها بشكل مجهول دون أن يعرف صاحب الرسالة، كما يتيح التطبيق عبر بعض الاشتراكات المدفوعة إعطاء تلميحات حول هوية صاحب التعليق.
وتعود ملكية التطبيق إلى "نيكيتا بيير" أحد المديرين السابقين في شركة ميتا المالكة لفيسبوك وإنستغرام، والذي سبق أن أنشأ تطبيقا مماثلا قبل 5 أعوام حمل اسم "تي بي إتش" (TBH)، لكن فيسبوك استحوذت عليه حينها ولم يكمل رحلته في النمو، قبل أن يعود ليكرر الفكرة ذاتها من جديد.
ويعلق المؤسسون على الهدف من التطبيق عبر موقعهم الرسمي "أردنا إنشاء مكان يجعلنا نشعر بتحسن تجاه أنفسنا، ونتمنى أن يوضح لك التطبيق أن هناك أشخاصا يحبونك ويعجبون بك".
وحظي التطبيق باهتمام واسع عبر المنصات الأميركية وبالتحديد بين طلاب المدارس، وبالرغم من عدم وجوده في كل الولايات ووجوده في عدد محدود من الولايات، فقد حقق التطبيق عددا هائلا من التحميلات جعلته على صدارة التطبيقات داخل متجر آبل.
ووفق ما أورد مؤسس التطبيق "نيكيتا بيير" فإن التطبيق حاليا ينشط عليه أكثر من مليون مستخدم يوميا، كما يستقطب 30 ألف مستخدم جديد كل ساعة.
وللمفارقة، فقد حقق التطبيق هذه الأرقام بدون أن يتلقى تمويلا من أي جهة حتى الآن، كما لا يمتلك التطبيق سوى 4 موظفين فقط، من بينهم المؤسس.
وأحاطت بالتطبيق الكثير من الشكوك منذ إطلاقه من بينها اتهامات بالاتجار بالبشر، بسبب حصوله على بيانات الموقع الدقيقة، وهو ما نفاه مؤسس التطبيق مؤكدا أن التطبيق صمم لتوفير أكبر قدر من الأمان والخصوصية.
من جانب آخر، واجه التطبيق انتقادات عديدة بشأن تأثيره على الصحة العقلية والنفسية للمراهقين، حيث من الممكن أن يتسبب هذا التدفق الهائل من الرسائل الإيجابية في إدمانها، ويصبح تقدير المستخدم لنفسه معتمدا على عبارات الدعم الخارجية التي يتلقاها باستمرار عبر التطبيق.
كما سيتعرض بعض الأشخاص لضغط من نوع مختلف، حين يدخلون إلى التطبيق ولا يتلقون أي رسائل إيجابية أو داعمة، وهو ما سيعني لهم أنهم مكروهون ولا يحظون بإعجاب أقرانهم، مع ما يحمله ذلك من مشاكل نفسية محتملة.
وألمح مغردون إلى تشابه التطبيق مع حلقة من المسلسل الشهير "بلاك ميرور" Black Mirror، والذي يتناول بعض الظواهر التي قد يتسبب فيها تداخل التكنولوجيا الزائد في حياتنا.
وتتناول هذه الحلقة، المجتمع حين أصبحت قيمة كل شخص تتحدد بعدد تسجيلات الإعجاب التي يحصل عليها من الآخرين، وكلما ارتفع تقييم الآخرين لشخص، تمكن من الحصول على امتيازات داخل المجتمع.
ويسعى الجميع في هذا المجتمع إلى اكتساب ذلك الإعجاب بأي طريقة ممكنة، ويحرصون على مصادقة أصحاب التقييم المرتفع ليرتفعوا معه بالتبعية، وهو ما جعل الجميع أَسرى لهذه التقييمات التي حكمت حياتهم.
ويرى مدونون أن التطبيق الجديد يرسخ لهذا الأمر، وبالرغم من الإعجاب الحالي به، فقد يحمل معه المزيد من مشاكل الصحة العقلية للمراهقين.