جوالك الجاسوس الذي لا يفارقك.. يُعد الجوال من أهم حلقات المتابعة الأمنية بالنسبة للمخابرات؛ لأنها تستقي معلوماتها من المصدر "الهدف" نفسه، حيث تعمل أجهزة المخابرات الصهيونية على مراقبة الجوالات وتتعقب حامليها للتنصت عليهم، ومن ثم تقوم بمتابعتهم واستهدافهم بالاغتيال أو الاعتقال.
إن ما يضر بالمقاومة الفلسطينية في الضفة، ويجعلها فريسة سهلة للعدو الصهيوني، أنها تعاني من مرض عدم الاستغناء عن حمل الهاتف، واستخدامه في التقاط العديد من الصور والفيديوهات التي يتم نشرها على وسائل التواصل الاجتماعي، وتكون بمثابة حقل معلومات كبير وقاعدة بيانات يُراقبها العدو بدقة متناهية. فالاحتلال الصهيوني عادةً ما يلجأ للبحث عن الثغرات الأمنية والاجتماعية، التي من خلالها يحاول الإيقاع بضحاياه، وتنفيذ جرائمه بحقهم.
والمُلاحظ لهذا الأمر، يجد أنه في الآونة الأخيرة انتشرت بعض الفيديوهات والمقاطع المصورة لعدد من المطاردين والمقاومين، الذين لم يدركوا بعد مدى خطورتها على حياتهم، حيث سهلت على العدو الوصول إليهم بسرعة. كون الاستهتار في هذا الأمر وعدم أخذه على محمل الجد شكَّل خطراً حقيقياً على المقاومين في الضفة الغربية، لذا، يجب على الأبطال أن يبتعدوا عن استخدام الهواتف المحمولة الحديثة لما فيها من خصائص تقنية تجعل العدو يراقب ويتابع حاملة على مدار الوقت إلى أن يحين وقت الانقضاض على صاحبه، فيكون في موضع بالغ الخطورة على حياته.
إن ما ينقص المقاومين والمطاردين الأبطال في الضفة، الحس الأمني المفقود، لذا، نقول لهم: خذوا حذركم ولا تستهتروا بأرواحكم فهي غالية على كل فلسطين، فالأعداء كُثر، ويتربصون بكم في كل مكان، وفي لحظة الضعف ينقضون عليكم، كونوا أقوياء دوماً فأنتم مِلك للدين وللشعب والوطن، فحياتكم وأرواحكم أمانة فلا تستهتروا بها.. ولا تفجعونا بمصابكم.