غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"تيتانيك غزة".. بيت عبد القادر أحمد يتحول لكارثة بعد ضيف ثقيل خطف جميع مستلزمات العيش

غرق عائلة عبد القادر أحمد
شمس نيوز - مطر الزق

استيقظ علام مبكرًا على صوت الأمطار، فرك عينيه والابتسامة ترتسم على وجهه معتقدًا ككل الناس "أن يومه سيكون خيرًا بقدر الخير الذي تسكبه الأمطار على الأرض"، اتجه إلى النافذة ليستمتع برؤية تساقط أمطار الخير، فقد كانت أنفاسه تتصاعد، وعقارب الساعة تُشير إلى السابعة صباحًا، النظرة التي ألقاها علام من النافذة كانت صادمة ومفاجئة فقد حولت يومه إلى جحيم.

لم يكن علام يتوقع حجم المصيبة التي حلت في منازل أشقائه وأبناء أشقائه، فالسيول الجارفة والفيضانات قد اقتحمت المنزل دون استئذان، كانت سريعة جدًا وبكميات كبيرة لا يمكن استيعابها، علاوة على ذلك فقد كانت المياه مختلطة بمياه الصرف الصحي (المجاري) لتعطي المشهد جوانب كارثية لا يتحملها أحد.

لحظات قليلة بين الصدمة والدهشة والواقع المُرَّ، اندفع علام مسرعًا إلى شقق أشقائه وأبنائهم بعد أن سقطت أقدامه في مستنقع من الماء يصل إلى أكثر من 50 سم، لم يعرف كيف وصل فجأة إلى أمان الكهرباء، ففصل الخط مناديًا بأعلى صوته: "الكل يطلع فوق الميَّ هجمت علينا"، كان المشهد تقشعر له الأبدان، فلا وقت لديهم للسؤال عن طريقة وقف المياه التي قد تخطف أرواحهم وهم نائمون.

في الطابق الأرضي من منزل آل عبد القادر أحمد في منطقة "البلاخية" غرب معسكر الشاطئ إلى الغرب من مدينة غزة، يسكن محمد عبد القادر أحمد (39 عامًا) وفي الشقة المجاورة له يسكن ابن أخيه، محمود حسام عبد القادر أحمد (26 عام).

المياه لا تعرف الحدود فقت تسللت المياه من جدران المنزل لتصل إلى سرير النوم، أما منسوبها فقد تخطى الـ 50سم لتغمر "أطقم النوم والحمامات وجميع الملابس، حاولت زوجة محمد مساعدة أطفالها برفعهم على النوافذ لحمايتهم، لكن صرخات سلفها علام دفعتها لنقلهم مباشرة إلى الطابق الأول وإنقاذ أرواحهم.

لم تنتهِ المهمة هنا، فقد غطس علام في مياه الأمطار المختلطة بمياه الصرف الصحي متنقلًا بين غرفة وأخرى، لإنقاذ عائلة محمود وطفليه التي تتخذ من نهاية الطابق الأرضي المكونة من غرفتين ومطبخ وحمام مسكنًا لهم.

تحول الطابق الأرضي الذي يحتوي على شقتي محمود وعمه محمد أحمد إلى خرابة بمعنى الكلمة، فالمياه التي غمرت المنزل خرجت بعد أكثر من 3 ساعات؛ لكنها كانت ضيفًا ثقيلًا، إذ أن المياه دمرت جميع عفش العائلتين من أسرة النوم وخزانة الملابس والثلاجات والغسالات والسجادات، ولم تبقِ للعائلتين سوى جدران عارية برائحة مياه الصرف الصحي.

أرجع علام (45 عامًا) الأسباب التي دفعت مياه الأمطار المختلطة بمياه الصرف الصحي لاقتحام المنزل إلى سوء البنية التحتية قائلًا: "البنية التحتية للمصارف الصحية متهالكة وضيقة جدًا لا تتسع لمياه الصرف الصحي القادمة من الشيخ رضوان وغيرها من المناطق الشرقية".

المشكلة التي تعاني منها عائلة عبد القادر أحمد تبدأ منذ عام 1986 كما قال علام لمراسل "شمس نيوز"، لافتًا إلى أن كل عام في موسم الشتاء يغرق البيت لكن ليست بهذه الصورة الكارثية، هذا الموسم ارتفع منسوب مياه الأمطار والصرف الصحي لأكثر من 50سم".

ويُشير علام إلى أن جميع المهندسين الذين تعاقبوا على المجلس البلدي منذ عام 1986 حتى الآن يدركون المشكلة جيدًا؛ لكن دون أي تحرك فعلي لتطوير البنية التحتية.

وفيما يتعلق بزيارة مهندسي البلدية بعد أن غرقت عائلته بمياه الأمطار والصرف الصحي قال: "جاء 5 مهندسين شاهدوا المنظر وغادروا بشكل سريع؛ لأنهم يدركون حقيقة المشكلة التي نعاني منها منذ سنوات"، متسائلًا: إلى متى سنبقى نغرق بمياه الأمطار والصرف الصحي؟

 

غرق منازل في غزة بمياه الأمطار.jfif


غرق منازل في غزة بمياه الأمطار  3.jfif


غرق منازل في غزة بمياه الأمطار  2.jfif


غرق منازل في غزة بمياه الأمطار  1.jfif