غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

محمد صوف يدخل الكيان في ظاهرة خسوف وكسوف

الشهيد محمد صوف.jpg
بقلم/خالد صادق

تداعيات عملية ارئيل التي نفذها الشهيد المجاهد البطل محمد صوف بدأت تعكس حالة الوهن والضعف والاختلاف السياسي في الجبهة الداخلية الصهيونية الرخوة, التي تتأثر بمشاهد البطولة التي يصنعها هؤلاء الرجال بإمكانيات بسيطة وبقدرات ذاتية دون دعم مادي او لوجستي, اكثر المهزومين نفسيا من هذه العملية هم اليمينيون المتطرفون الصهاينة, والذين ادركوا ان اية حكومة مهما كانت إرهابية وغارقة في القتل وسفك الدماء لن تستطيع ان توقف الفعل الفلسطيني المقاوم, والذي بات يشكل خيارا وحيدا امام الفلسطينيين للخلاص من الاحتلال الصهيوني, فكلما تبوء المتطرفون الصهاينة مواقع متقدمة في حكومة الاحتلال, وتحكموا في سياساته وصاغوا مخططاته العدوانية وحبكوا مؤامراته, كلما ازداد الفلسطيني قناعة بضرورة المواجهة والتصدي للاحتلال واحباط أهدافه, تذكروا انتفاضة الأقصى عندما اقتحم المقبور المتطرف ارئيل شارون باحاته كيف رد الفلسطينيون عليه بانتفاضة عارمة دفع الاحتلال ثمنها غاليا, وعلى ما يبدو ان بنيامين نتنياهو وايتمار بن غفير, وبتسئيل سموتريتش, يسيرون على نفس الطريق, فكل تصريحاتهم ومخططاتهم تدل على نواياهم التصعيدية ضد الفلسطينيين, فهل يملك هؤلاء الأشرار مفتاح الحل الذي يخلص «إسرائيل» من الفعل الفلسطيني المقاوم, هم يزعمون ذلك, وبن غفير يقول بنفس مكسورة عقب العملية «“الإرهاب ليس مرسومًا بالقدر، وسنبذل قصارى جهدنا للقضاء عليه وإعادة الأمن إلى الإسرائيليين”, لكن هذه ستبقى أحلاماً وامنيات لبن غفير والصهيونية الدنية, فالواقع على الأرض يقول غير ذلك, واعتقد ان هذه العملية البطولية لمحمد صوف والتي لن تكون الأخيرة, أدخلت نتنياهو والليكود وبن غفير والصهيونية الدينية في ظاهرة الخسوف والكسوف, لأنه سيتبعها خسوف لهجة التحريض العالية لدى الصهيونية الدينية والليكود, وكسوف بالانزواء خلف الستار وتحميل حكومة لبيد المسؤولية عن العملية على اعتبار ان نتنياهو لم يتسلم بعد الحكم, وهو ما عبر عنه ما يسمى برئيس مجلس مستوطنات شمال الضفة المدعو يوسي داغان، بالقول «العملية نتيجة واضحة لفقدان الحكومة المنتهية ولايتها الحكم والردع, فحالة التلاوم المتبادل ستظهر بوضوح بين الحكومة والمعارضة مع زيادة العمليات الفدائية.

ظاهرة الخسوف والكسوف لدى الكيان الصهيوني ستبقى مرهونة بالفعل المقاوم, فالاحتلال سيستخدم سياسة العصا والجزرة مع الفلسطينيين لأنه يتوقع تصاعداً في الفعل المقاوم, وهو الامر الذي قد يؤدي لسقوط حكومة نتنياهو المزمعة, يقول المحلل السياسي في صحيفة «يديعوت أحرونوت»، ناحوم برنياع «ان رؤية صعود بن غفير تعبيرٌ عن ضعف النظام السياسي في «إسرائيل»، فليس لدى النخبة الإسرائيلية اليوم أي اقتراحٍ فعلي لحل النزاع مع الفلسطينيين، لا بشأن الضم، ولا «الدولتين»، ولا إدارة الصراع أو تقليصه», وهذا يوحي حجم المأزق الذي يعيشه الاحتلال في ظل غياب الحلول «السلمية» للقضية الفلسطينية, واستمرار العمليات الفدائية التي تعصف بالجبهة الداخلية وتهدد الاستقرار والامن في البلاد, لذلك فان نتنياهو يبحث عن مخرج, ويمارس ضغوطاً على اليمينية الصهيونية بتخفيف حدة التصريحات ضد العرب والفلسطينيين, والتخلي عن شغل حقائب وزارية سيادية قد تغضب الإدارة الامريكية, وتعصف بأمال نتنياهو في التطبيع مع المزيد من الدول العربية لإحكام القبضة على الفلسطينيين ومحاصرتهم, يتابع برنياع قوله « من الممكن أن يدرك نتنياهو و»الليكود» أن بن غفير يهدد بالقضاء عليهما أولاً، كما فعلت الأحزاب اليمينية المتطرفة مع الأحزاب اليمينية المحافظة، في أوروبا الغربية في الأعوام الأخيرة. وربما يسير بن غفير على خطا زئيفي وليبرمان، «ويلطّف» مقترحاته العنصرية الفاشية بمجرد دخوله الحكومة، لكن احتمال أن يحاول تنفيذها فعلياً أمرٌ قائم، ولاسيما في ظل الوضع السياسي الهشّ الذي تعيشه «إسرائيل» اليوم. ولنتذكر أن هتلر وصل إلى السلطة، بصورة ديمقراطية» هذه التخوفات التي تعيشها «إسرائيل» وليست حكومة نتنياهو بن غفير فقط، فالقتل وهدم البيوت واعتقال الفلسطينيين لن يوقف المقاومة ولن يؤدي لتراجعها، لذلك فان «إسرائيل» ستبقى محكومة بسياسة الخسوف والكسوف حتى زوالها.

الاحتلال الصهيوني يعيش صدمة حقيقية بعد العملية البطولية للبطل الشهيد محمد صوف, وقد بات يتخبط في تصريحاته, وتتباين المواقف بين قياداته النازية, وبدأت تظهر مجددا تهديدات مباشرة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة, على اعتبار انها هي التي تغذي الفعل المقاوم من خلال سياسة التحريض والدعم اللوجستي والمالي, فقناة 12 العبرية قالت أن المنظومة الأمنية «الإسرائيلية» تدرس تغيير سياستها تجاه غزة وعدم فصل «تحريض» حماس عما يحدث في الضفة، وأنها تحمّل الفصائل بغزة مسؤولية «التحريض» على العمليات في الضفة وتمويلها» ورد عضو المكتب السياسي لحركة المقاومة الإسلامية «حماس»، سهيل الهندي على هذه التصريحات بالقول «لشهاب» بأنها كلام سراب لا قيمة له، مؤكدًا أن المقاومة على استعداد لمواجهة الاحتلال، وأنه سيرى منها ومن كتائب القسام بالتحديد؛ ما يذله, ان عزة فلسطين في مقاومتها, والوسيلة الوحيدة لمواجهة الاحتلال التمسك بالمقاومة, الفعل المقاوم والعمليات الفدائية ستبقى قدر «إسرائيل» رغما عن بن غفير ونتنياهو والصهيونية الدينية, وما فعله الشهيد البطل محمد صوف حتما سيتكرر وبقوة اشد فانتظروا انا معكم منتظرون!.

"جميع المقالات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي "شمس نيوز".