غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

ضحية أم متهم

الدفاع المدني يتحدث عن حريق جباليا وقلة الإمكانيات والأدوات

ضحية أم متهم.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

أثار حريق جباليا الذي أودى بحياة 21 شخصًا بينهم 7 أطفال من عائلة أبو ريا، أثار الكثير من التساؤلات عن دور عمل الدفاع المدني في قطاع غزة، وسبب ضعف استجابة طواقم الدفاع المدني للحوادث والكوارث، سواء كانت طبيعية، أو ناتجة عن الحروب والقصف الإسرائيلي التي أثرت على ضعف البنية التحتية للقطاع.

تعامُل طواقم الدفاع المدني مع الحرائق والكوارث التي وقعت في قطاع غزة كانت محط اهتمام أبناء شعبنا، فمنهم من أشاد ببطولات رجال الدفاع المدني خلال عمليات الإنقاذ، ومنهم من اتهمهم بالتقصير وضعف الاستجابة السريعة.

تساؤلات عدة طرحها مراسل "شمس نيوز" على الناطق باسم جهاز الدفاع المدني الرائد محمود بصل، الذي أكد أن حريق جباليا ليس له علاقة بضعف المعدات اللازمة، بقدر ما له علاقة بوقت الإشارة التي وصلت متأخرة من المواطنين، مستدركًا بالقول: "إذا كان هناك معدات متطورة وسلالم متعددة فإن وقت عملية الإطفاء والجودة بالتأكيد ستكون أسرع وأفضل مما هي عليها الآن".

ورغم ذلك، فقد أكد الرائد بصل الحاجة الملحة والضرورية للمعدات اللازمة للدفاع المدني إذ قال: "كل ما يملكه الدفاع المدني في جميع محافظات قطاع غزة 31 سيارة متهالكة، قد تؤدي إحداها مهمة إنقاذ أو إطفاء وتعود إلى الصيانة" واستدرك بالقول: "في علم الدفاع المدني هذا أمر غير منطقي".

ولفت إلى أن جميع سيارات الدفاع المدني الـ 31 باستثناء خمس سيارات من المشروع الماليزي يقدمنا خدمة الإنقاذ والاطفاء والاسعاف منذ عام 1994 ولم يتم إدخال أي من السيارات الحديثة التي تساهم في القيام بواجبها على وجه السرعة.

وشدد أن المطالبة بإدخال معدات حديثة لجهاز الدفاع المدني في ظل استمرار وجود عوامل التهديد على مدار الساعة، سواء من الاحتلال، أو كوارث طبيعية هو أمر إنساني ووطني يستدعي جميع الجهات للضغط من أجل تعزيز دور الدفاع المدني.

وفيما يتعلق بوقت استجابة طواقم الدفاع المدني للحوادث والكوارث أشار إلى أن الوقت المثالي للاستجابة منذ وصول الإشارة من المواطنين بوجود حادث أو حريق هو من (5 دقائق إلى 7 دقائق) وقد يزيد وقت الوصول للمكان؛ وفقًا لعاملين مهمين وهما: "عامل المنطقة الجغرافية، وعامل ازدحام الطريق" إذ أن العاملين يلعبان دورًا مهمًا في وقت وصول طواقم الدفاع المدني لمنطقة الحريق أو الكارثة.

 

الدفاع المدني وحريق جباليا

وبشأن حادثة حريق جباليا أكد الرائد بصل أن طواقم الدفاع المدني تعاملت بشكل طبيعي، ووصلت للمكان على وجه السرعة بعد تلقي الإشارة من المواطنين حيث منع رجال الدفاع المدني تمدد الحريق لأماكن أخرى وانتشال الجثث.

وقال: "هناك سوء فهم لدى المواطنين، فهم يعتقدون أن الدفاع المدني تأخر منذ لحظة وقوع الحادثة، لكن السؤال الحقيقي هو متى تم تبليغ طواقم الدفاع المدني بالحريق؟"، مشيرًا إلى أن مقر الدفاع المدني قريب جدًا من مكان الحريق وهو في منطقة "أبو شرخ" لماذا نحتاج أكثر من 30 دقيقة؟ كما يزعم بعض شهود العيان على حد قوله.

وفي السياق ذاته أكد الرائد بصل، أن الجمهور يعتقد بأن النيابة العامة ستصمت على جهاز الدفاع المدني لو كان هناك تقصير؛ لكن الحقيقة ليست كذلك، فالقضية خطيرة جدًا وأدمت قلوب جميع أبناء شعبنا، لافتًا إلى وجود لجنة مشكلة على مستوى اللجنة الوزارية في قطاع غزة لمتابعة الأحداث التي ستتكشف خلال الساعات القادمة.

وجدد الرائد بصل تأكيده أن رسالة جهاز الدفاع المدني رسالة سامية إنسانية؛ لذلك نطالب العالم أجمع بعدم ترك الجهاز دون سيارات حديثة ومعدات للصيانة تساهم في تعزيز طواقم الدفاع المدني لتقديم الخدمات المطلوبة منه الإنقاذ والإطفاء والإسعاف، متسائلًا، كيف ستتعامل طواقم الجهاز في المستقبل في حال كثرت الحرائق أو قصف البيوت أو غيرها من الكوارث.

يذكر أن عائلة "أبو ريا" فقدت 21 من أبنائها حرقا في حريق جباليا مساء يوم الخميس (17-11-2022) داعية إلى رفع الحصار الإسرائيلي "الإجرامي عن قطاع غزة الذي يستمر منذ 16 سنة بدون وجه حق".

وحثت العائلة في بيان صحفي، على "العمل العاجل لإدخال كافة الأدوات والإمكانيات إلى طواقم الدفاع المدني وإلى كل الأجهزة الخدماتية في غزة؛ لضمان عدم تكرار الحادث الأليم".

 

قيادي جزائري يوجه رسالة لقادة العرب

وفي السياق فقد طالب رئيس حركة البناء الوطني في الجزائر عبد القادر بن قرينة، الزعماء العرب بدعم الجهات المسؤولة في قطاع غزة بالوسائل الممكنة للتصدي لوقوع حوادث مماثلة لتلك التي شهدها مخيم جباليا.

وقال بن قرينة في تصريح صحفي: "نلِح في الطلب للزعماء العرب للتكفل التام بأسر وعائلات الضحايا، وتمكين الجهات المسؤولة في غزة من التصدي لمثل هكذا حوادث مرة أخرى".

وأضاف أن الفلسطينيين في غزة "يقومون نيابة عن الأمة في الدفاع عن الشرف المهدور في فلسطين".

ومنذ عام 2006، تفرض قوات الاحتلال الإسرائيلي عقاباً جماعياً على أكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في قطاع غزة متسببة في كارثة إنسانية تتضاعف تأثيراتها عاماً بعد عام، بحسب مركز الميزان لحقوق الإنسان.

ويؤكد المركز الحقوقي أن "إسرائيل" حوّلت قطاع غزة عبر الحصار والإغلاق إلى مكان غير قابل للحياة، حيث يعتمد حوالي 80% منهم على المساعدات الإنسانية، ويواجه 64% منهم انعدام الأمن الغذائي، ويعاني 59% منهم من الفقر.

وشيعت جماهير فلسطينية بجنازةٍ رسمية، ظهر الجمعة، جثامين 21 شخصًا التهمتهم النيران في حريق جباليا الذي اندلع في بناية عائلة "أبو ريا".