أكد الإعلامي القطري صالح غريب أن بطولة كأس العالم في قطر حملت الكثير من الرسائل المهمة للشعوب في جميع دول العالم، ولعل أبرز وأقوى الرسائل التي أكد عليها الإعلامي غريب، توجيه صفعة قوية لمشروع التطبيع الإسرائيلي في المنطقة من خلال تضامن الجماهير العربية دون استثناء بشكل واسع مع القضية الفلسطينية.
وأوضح غريب لـ"شمس نيوز" بأن تضامن الجماهير العربية مع القضية الفلسطينية هو دليل على أن فلسطين فازت في بطولة كأس العالم قبل انطلاقها، مشيرًا إلى أن الفعاليات الثقافية والفنية لم تخلُ من التراث الفلسطيني؛ الأمر الذي دفع الكثير من شعوب العالم الغربي والأمريكي؛ لتغير نظرتهم بالشعب الفلسطيني وباتوا يتفاعلون ويتضامنون معهم.
غيرت الصورة النمطية
وقال: إن بطولة كأس العالم كانت فرصة ثمينة لتغيير الصورة النمطية التي تشكلت في وجدان الغرب تجاه العرب والفلسطينيين بأنهم إرهابيون"، مستذكرًا صورة الشاب الفلسطيني الذي قام بمساعدة سيدة برازيلية حيث قام بحمل طفلها حتى أوصلها إلى المترو دون أن يعرف أنها زوجة مدرب منتخب البرازيل.
وأشار إلى أن فلسطين قضية الكل العربي وما يجري فيها من قتل وتدمير وانتهاكات من قبل الاحتلال الإسرائيلي يُدمي قلوبنا، لذلك لن نتخلى مطلقًا عن فلسطين وشعبها المرابط في بيت المقدس.
وقال غريب: "إن حفل افتتاح بطولة كأس العالم في قطر يهدف لإيصال رسالة إلى العالم، بأن الله سبحانه وتعالى خلقنا؛ لنكون شعوبًا وقبائل لنتعارف على بعضنا البعض وعلى ثقافاتنا، لافتًا إلى أن العالم الغربي زرع عبر الإعلام والسينما في ذاكرة الشعوب بأن العرب إرهابيون ومنبوذون وأشخاص غير أسوياء؛ لذلك جاءت بطولة كأس العالم في قطر لتغير هذه النظرة الخطيرة.
وأضاف: "هناك الكثير من الأفعال التي تدل على الأخلاق العظيمة للشعوب العربية، من ضمنها قيام أحد الشبان الفلسطينيين بمساعدة زوجة المدرب البرازيلي بحمل طفلها النائم ونقلها إلى محطة المترو، كذلك إبراز الثقافة والهوية العربية الأصيلة أمام المجتمعات الغربية التي أبدت محبتها للشعوب العربية.
إسرائيل تلقت صفعة قوية
ولم يُخفِ الإعلامي القطري محاولة الاحتلال الإسرائيلي من استغلال بطولة كاس العالم؛ لكن محاولته استغلال المونديال انقلبت ضده، قائلًا: "إن الحكومة القطرية سمحت بالاتفاق مع الفيفا على السماح لإدخال 3500 إسرائيلي لتغطية المونديال في محاولة لاستغلاله لصالحهم".
وذكر أن الاحتلال أراد أن يثبت بأن الشعوب العربية ترغب بالتطبيع كبعض الحكومات العربية التي وافقت على التطبيع، وذلك من خلال إجراء بعض المقابلات مع الجماهير العربية عبر القنوات الإسرائيلية، والمفاجأة صفعة قوية أصيب بها الإعلام الإسرائيلي.
وأشار إلى أن الاحتلال لم يكن يتوقع أن يواجه رفضا عربيا واسعا لإجراء المقابلات، مستذكرا رفض الشاب القطري محسن المري إجراء مقابلة مع صحفي إسرائيلي، وكذلك رفض الشباب اللبنانيين وغيرهم من العرب والمسلمين إجراء تلك المقابلات.
ولفت إلى أن الرفض الواسع من الجماهير العربية سواء شباب أو كبار في السن؛ لإجراء مقابلة مع الصحفيين الإسرائيليين سببت معاناة كبيرة للإسرائيليين وقد امتدت معاناتهم في ركوب التاكسي ودخول المطاعم.
فوائد التضامن مع فلسطين
وبين أن الرفض العربي للتطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي أمر طبيعي سواء من الشعب القطري أو الشعوب العربية بدون استثناء، مشيدًا بموقف الشعب البحريني الرافض للتطبيع رغم تطبيع حكومته مع الاحتلال الإسرائيلي.
ونتيجة للتضامن الواسع مع الشعب الفلسطيني يُؤكد الإعلامي القطري إلى أن فلسطين فازت في بطولة كأس العالم، فلم تخلُ أي مباراة من الوجود الفلسطيني، وما جرى في مباراة منتخبي إيران وأمريكا أكبر دليل، إذ هتفت الجماهير "بالروح بالدم نفديك يا فلسطين".
وعن الفائدة من إحياء قضية فلسطين من خلال كأس العالم قال: "هناك الكثير من الصحف الأجنبية تحدثت عن التضامن الجماهيري العربي الواسع في المونديال مع القضية الفلسطينية، وهذا دفع الكثير من الصحف للتركيز على الشعارات السياسية التي رددتها الجماهير خلال المباريات.
ولفت إلى أن الجماهير الأجنبية عندما شاهدت علم فلسطين في الملاعب وشاهدت الثقافة الفلسطينية في الفعاليات التي تنظم في دولة قطر، دفع بعض الصحف للتأكيد على أن البطولة ضمت 33 منتخبًا وليس كما هو متعارف عليه بوجود 32 فقط، لأن فلسطين كانت حاضرة في كل مباريات المونديال وخارج أسوار الدائرة المستديرة.
وأشار إلى أنه لا شك مطلقًا بأن التفاعل مع القضية الفلسطينية كان له الأثر الكبير على الشعوب الأجنبية التي باتت تتضامن مع الشعب فلسطين بشكل واسع.
ومن فوائد التضامن العربي مع قضية فلسطين هو أن الجماهير الغربية لا تعرف ماذا تعني فلسطين؟ وأين تقع؟ ودائمًا ما يقولون أنها "إسرائيل" ولا يوجد دولة اسمها فلسطين؛ لكن الحقيقة الآن تغيرت؛ بسبب التفاعل الواسع والتعريف بالقضية الفلسطينية في جميع فعاليات مونديال قطر 2022.
ولفت إلى أن ما قامت به وزيرة الداخلية الألمانية من ارتداء شعار "المثليين" دفع اللجنة القطرية القائمة على تنظيم المونديال فورًا بتوزيع شعار فلسطين "الكوفية" على الجمهور وعلى المنصة الرئيسية في رد سريع وقوي على تصرفها الأهوج والأرعن والمخالف لكل الأعراف والقيم الدبلوماسية.
فعاليات التضامن
وفيما يتعلق بالفعاليات التضامنية مع القضية الفلسطينية في قطر قال الإعلامي صالح غريب: "هناك الكثير من البرامج والفعاليات للتعريف بالقضية الفلسطينية وذلك عبر استضافة الجماهير الفلسطينية في القنوات الرياضية سواء بالناطقة باللغة العربية أو الأجنبية.
ولفت إلى أن فلسطين موجودة في مهرجان كتارا للمحامل التقليدية، ودرب لوسيل، وليالي عربية والتي يتم من خلالها التعريف بقضية فلسطين.
ولم تخلُ الفعاليات في قطر من عرض التراث الفلسطيني، إذ قال الإعلامي القطري: "التراث الفلسطيني كان حاضرًا في جميع فعاليات التراث في قطر وذلك من خلال عرض الأزياء الشعبية "الثوب الفلسطيني وزيت الزيتون" وغيرها من المنتجات الفلسطينية، مشددًا أن هذه الفعاليات تشهد إقبالًا كبيرًا خصوصا من الجماهير الأجنبية.
ولفت الإعلامي صالح غريب إلى أن التضامن مع الشعب الفلسطيني واجب ديني وقومي وعربي، داعيًا إلى استثمار ما حققه كأس العالم للقضية الفلسطينية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني الذي يتعرض للقتل والتهجير والتضييق وهدم بيوته واعتقال أبنائه أمام المحافل الدولية.
رسالة للشعب الفلسطيني
ووجه الإعلامي القطري صالح غريب رسالة إلى الشعب الفلسطيني قال فيها: "أتابع وأرصد يوميا ما يتعرض له الشعب الفلسطيني من قمع وقتل وتعذيب وهدم منازل واعتقالات من قبل جيش الاحتلال الإسرائيلي الذي يملك القوه العسكرية بينما الشعب الفلسطيني يواجه تلك العنجهية بصدور عارية في إطار صمت عربي وعالمي عما يحدث".
وأضاف: "قلوبنا تقطر دمًا عندما نشاهد عمليات قتل الاحتلال الإسرائيلي المباشرة للفلسطينيين بدم بارد دون رحمة أو إنسانية"، مشيرًا إلى أن البطش والقتل الإسرائيلي لن يطول وسيزول وسنفرح سويًا بالنصر وتحرير كل أراضي فلسطين قريبا إن شاء الله.
