غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

خلال ندوةٍ نظمتها "الجهاد" في دمشق

بالصور ساسة ودبلوماسيون: التضامن مع الشعب الفلسطيني يكون على أساس استرداد كامل حقوقه وليس وفق "الشرعية الدولية"

ندوةٍ نظمها الجهاد في دمشق (2).jfif
شمس نيوز - دمشق

أجمع دبلوماسيون وساسة فلسطينيون وسوريون وإيرانيون ويمنيون، على ضرورة إعلاء قيمة التضامن مع الشعب الفلسطيني على أساس استرداد كامل حقوقه، وليس على أساس ما يُسمى "الشرعية الدولية".

جاء ذلك خلال ندوة نظمتها حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين - الساحة السورية، ظهر اليوم السبت، في قاعة خريجي المعاهد التجارية وسط دمشق، بمناسبة يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني.

وأكد ممثل حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين اسماعيل السنداوي، أن يوم التضامن الدولي مع الشعب الفلسطيني، جاء بعد قرار التقسيم الذي كان بمثابة يوم نكبة على الفلسطينيين.

وأوضح أن هذا القرار الذي صدر عن الجمعية العامة للأمم المتحدة، قسَّم دولة إلى ثلاث مناطق، وذلك لأول مرة.

وتساءل السنداوي: كيف تريدون منا أن نحتفل بتقسيم بلادنا؟، معتبراً ذلك وصمة عار في جبين من صوَّت لصالح هذا القرار.

ودعا العالم ومن يتضامن مع الشعب الفلسطيني إلى العمل إلى عودة شعبنا إلى دياره التي هجر منها، مشيراً إلى أن التضامن الحقيقي يتمثل في سحب الشرعية عن هذا الاحتلال.

بدوره، قال رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي د. علي حيدر، :"جميلٌ أن نجتمع اليوم تحت عنوان (يوم التضامن مع الشعب الفلسطيني). عندما نتكلم عن التضامن فإننا لا نتضامن مع أنفسنا، فالمسألة الفلسطينية بالنسبة لنا جزء من قوميتنا، وبالتالي هي مسؤوليتنا جميعاً".

وأضاف "التضامن من أحرار العالم، وليس من دول العالم. نحن نقف ضد من يتضامن مع العناوين السياسية، لأنها تأخذ جزءًا من حقوق الشعب الفلسطيني".

وتساءل د. حيدر: عن أي نتضامن نتكلم؟!، مشدداً على كونه لا يوافق على حق العودة، ونحن مع عودة كامل الحق للشعب الفلسطيني.

كما شدد على أنهم ليسوا مع "الحل الشامل والدائم" بمعناه الدولي، باعتباره يُقسِّم فلسطين، ويُهدر حقوق الفلسطينيين.

وتساءل د. حيدر مجدداً: أين هم أحرار العالم الذين يتضامنون مع حقنا كل حقنا دون تكريس التقسيم والاحتلال والاعتراف بشرعية دولة محتلة؟!.

ونوه إلى أن الكيان اليهودي في فلسطين، هو كيان لا يوجد له حدود أو دستور.

ولفت د. حيدر إلى أننا "نتكلم عن التضامن الذي يخضع لمبدأ الحقوق، دون ملاحقة العناوين السياسية التي تصادر وتنهب الحقوق الفلسطينية".

وتابع :"فلسطين حق أمة، والأمم ليست وقفاً على جيل من الأجيال. الأمة صيرورة، مستمرة".

وشدد د. حيدر كذلك على رفض كل مسارات التسوية المعلنة منها والسرية، وكذلك الاقتصادية والسياسية والاجتماعية.

ورأى أنه يجب أن نُحول هذه المناسبة لنطالب من خلالها الشعوب بألا يكون هذا اليوم مناسبةً عابرة، فشعبنا في فلسطين يحتاج إلى دعم وتضامن دائم على أساس الحقوق، وليس على أساس "الشرعية الدولية".

واعتبر د. حيدر أن حرب الوجود في فلسطين، تختلف عن حرب الحدود في أي منطقة أخرى بالعالم.

وحمَّل رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، المسؤولية عن نكبة وتشريد الشعب الفلسطيني لكل الدول الغربية، التي تسببت في قيام كيان الاحتلال ودعمه، ولتلك الدول التي دعمت قرار تقسيم فلسطين.

ومضى يقول :"حريٌ بهذه الدول أن تصحح الأخطاء الدولية التي قامت بها".

كما دعا د. حيدر إلى وجوب التحرر من الخديعة اليهودية، فهذا العدو لا يريد سلاماً، والسلام بالنسبة لليهود أن نُسلمهم كل شيء، وأن نتحول إلى عبيد.

كما رأى أن الاستنكار والتنديد والعرائض والمذكرات التي نرفعها للمنظمات الدولية غير كافية، لأننا "في الحقيقة نرفع العرائض للخصم. لا ننتظر شيئاً من الأمم المتحدة، ولا من مجلس الأمن، ولا من الدول الغربية".

وبيَّن أن عدونا لا يفهم إلا لغة الحديد، وبالتالي فإن هذا العدو لن يموت إلا بسحق الرأس كما الأفعى.

وطالب د. حيدر جميع الدول لمراجعة سياساتها، وأن تفتح كل الدول المتاخمة لفلسطين، حدودها لتخوض مواجهة مفتوحة مع العدو.

وفي ختام كلمته توجه رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي، بالتحية والتقدير للأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين القائد زياد النخالة، ولكل قيادات وكوادر وأعضاء حركة الجهاد الإسلامي، الذين يقفون اليوم  في مقدمة القوى والفصائل، التي تواجه المحتل، داعياً إلى دعمهم بكل قوة.

من جانبه، قال سفير اليمن في سورية عبد الله علي صبري، :"نحن لا نعتبر أنفسنا متضامنين مع القضية الفلسطينية، بل نحن نتحمل المسؤولية عن خلاصها وتحريرها".

ونوه إلى أن الموقف الرسمي والشعبي في اليمن واضح تجاه فلسطين، مشيراً إلى أن اليمن بتطويرها لقدراتها العسكرية تكون قد دخلت فعلياً على خط معادلة الصراع مع العدو الصهيوني.

وأضاف صبري "كما تمكن اليمن من الوصول لنقطة توازن الردع مع التحالف العدواني، الذي تقوده السعودية، فإنها يمكن أن تحقق ذلك التوازن مع العدو الصهيوني".

ولفت إلى أن مواقف اليمن المبدئية، فضلاً عن موقعها الإستراتيجي المطل والمتحكم بباب المندب، كلها عوامل ترقبها "تل أبيب" وتدفع للحد منها، عبر تحالف عربي يعمل على خدمتها.

كما لفت صبري إلى أن هذا الكيان خنجر مسموم في جسد الأمة، ولا مناص من استئصاله كلياً، معتبراً أن الحل معه يكون من خلال البندقية، وما أخذ بالقوة لا يسترد بغير القوة.

من ناحيته، قال السفير الإيراني د. مهدي سبحاني :"أود أن أتقدم بالشكر الجزيل لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين على تنظيم هذه الندوة. وأرى لزاماً عليَّ أن أشارك في جميع النشاطات والفعاليات التي تنظم لصالح القضية الفلسطينية".

وبيَّن أن إقامة هذه البرامج والنشاطات تقول بأن القضية الفلسطينية حيَّة وفي وجدان الشعوب، وأن دعم الجمهورية الإسلامية الإيرانية للقضية الفلسطينية ليس موضوعاً بروتوكولياً أو سياسياً بل عقائدي، إنساني، قيمي ووجودي.

وشدد د. سبحاني على أن الشعب الفلسطيني، هو الشعب الأكثر مظلومية في العالم.

ولفت إلى أن الأعداء يحاولون طي القضية الفلسطينية، مشيراً إلى أن من اتجهوا نحو المفاوضات والمساومة، بالتأكيد قرؤوا التاريخ، لكن لم يعتبروا من أي درس من التاريخ.

وأرجع السفير  الإيراني في سورية، السبب الأساسي في نهب الأرض الفلسطينية إلى نهج المفاوضات والتسوية.

وشدد على كون التضامن الإيراني مع القضية الفلسطينية بديهي، وهو مثل وضوح النهار.

وقال د. سبحاني :"أنا خريج فرع العلاقات الدولية، والدول عندما تضع سياساتها الخارجية فإن هذا يخضع لهويتها. وبالتالي دعم القضية الفلسطينية هي جزء من هوية إيران، وسياستها الخارجية".

واعتبر أنه "إذا أننا لم ندعم القضية الفلسطينية، كمن يقوم بإطلاق الرصاص على قدمه"، متسائلاً في السياق: هل يمكن لشخص أن يطلق الرصاص على قدمه؟!.

ونبه د. سبحاني إلى أننا "نريد الوحدة بين كل قوى ومكونات الشعب الفلسطيني، وأن تكون يداً واحدة في مواجهة الكيان الصهيوني".

وألقت الطفلة الجريحة أريج عسلية، التي فقدت إحدى عينيها في معركة (وحدة الساحات)، كلمةً معبرة، جاء فيها :"نحن أطفال فلسطين نثمن هذا الحضور الداعم والمتضامن مع فلسطين، ومع شعب فلسطين. لماذا أنا هنا؟، بينما الأطفال الآخرين في دول العالم في المدارس والجامعات وبين عائلاتهم".

وأضافت "لم أستطع الذهاب إلى المدرسة وتركت عائلتي في قطاع غزة المحاصر براً وبحراً وجواً وتحملت مشقة السفر ومعاناته لأنه لا يوجد عندنا مطار للسفر".

وتابعت عسلية :"في معركة (وحدة الساحات) فقدتُ عيني اليمنى، وكنت أتطلع إلى العلاج ولكن قدر الله نافذ".

ومضى يقول :"نحن نعيش في حرب مستمرة؛ لا نعلم متى تحط رحالها، نفقد فيها كل يوم العديد من الشهداء، وبالأمس رأى كل العالم كيف تم إعدام فلسطيني على مرأى ومسمع العالم بدون سبب".

وبحسب الطفلة عسلية "هناك أطفال في هذه الحرب فقدوا أرواحهم، وآخرين فقدوا أهلهم وبيوتهم. إنها حرب استخدمت بها كل أنواع الأسلحة، وقتل فيها الأطفال والنساء دون تفرقة".