يصادف اليوم الرابع عشر من ديسمبر الذكرى الـ35 لانطلاقة حركة المقاومة الإسلامية "حماس"، والتي كان لها بصمات واضحة في مقارعة الاحتلال على مدار العقود الماضية.
وانطلقت حماس عام 1987، على يد مجموعة مؤسسين، هم الشيخ الشهيد أحمد ياسين، والشهيد عبد العزيز الرنتيسي، والشهيد صلاح شحادة، والراحل محمد شمعة، والراحل إبراهيم اليازوري، وعبد الفتاح دخان، وعيسى النشار.
وتزامن انطلاق حماس مع اندلاع الانتفاضة الفلسطينية الأولى "انتفاضة الحجارة"، التي كان للحركة دور كبير فيها وإعطائها زخمًا؛ لكن ذلك تسبب بتعرضها لأولى الضربات في نيسان/ أبريل عام 1988، باعتقال العشرات من نشطائها وقادتها.
واستخدمت حماس السلاح في مقاومة الاحتلال في نفس عام انطلاقتها، وأسست جهازًا عسكريًا أسمته "المجاهدون الفلسطينيون"، وفي عام 1988، أصدرت الحركة ميثاقها الأول، وعرّفت نفسها أنها "حلقة من حلقات الجهاد في مواجهة الغزوة الصهيونية، تتصل وترتبط بانطلاقة الشهيد عز الدين القسّام وإخوانه المجاهدين".
واعتبر ميثاقها أرض فلسطين "وقفًا إسلاميًا على أجيال المسلمين إلى يوم القيامة، لا يصح التفريط بها أو بجزء منها، وأن تحرير فلسطين هو فرض عين على كل مسلم حيثما كان".
إضافة مهمة
وأكدت حركة الجهاد الإسلامي أن انطلاقة حماس جاءت إضافة مهمة للحركة الوطنية ولطريق الجهاد والمقاومة الذي يمثل نهجاً استراتيجياً لشعبنا ولعموم الحركة الوطنية الفلسطينية.
وأضافت في بيان تهنئة وصل "شمس نيوز" أن انطلاقة حماس كانت أحد أهم عوامل الوحدة والثبات واستمرار المواجهة والاشتباك مع العدو حتى دحره عن أرضنا واستعادة كل شبر من ترابها المقدس وعودة اللاجئين.
وأضافت الجهاد " نستحضر بفخر عديد المحطات والملاحم العظيمة التي خاضها مجاهدو شعبنا الأبطال، كما نترحم على أرواح الشهداء الأكرمين من الجنود والقادة، ونعاهد الأسرى على استمرار العمل من أجل حريتهم وخلاصهم من سجون الاحتلال".
اصطفاف فلسطيني
وفي هذه المناسبة، دعا عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الشيخ نافذ عزام، اليوم الأربعاء، إلى ضرورةِ بناء اصطفافٍ فلسطينيٍ واسع يواجهُ ما أفرزتهُ الانتخابات الإسرائيلية من جنوحٍ نحو مزيدٍ من التطرفِ والعداءِ لشعبنا.
وأكد الشيخ عزام في كلمة ألقاها نيابةً عن القوى الوطنية والإسلامية خلال مهرجان إحياء ذكرى انطلاقة حركة حماس الـ (35) في غزة، أن فلسطين لازالت هي القضية المركزية للأمة كلها، وأن هذا يحتم على الفلسطينيين الحفاظ على نموذج المقاومة الشامخ.
وقال الشيخ عزام، إن المطلوب منا جميعاً العمل على دعم ومساندة هبة أهلنا في الضفة الغربية المحتلة، سواءً "كتيبة جنين" في جنين، أو "عرين الأسود " في نابلس، أو أهلنا في القدس، وبيت لحم، والخليل، وكل مُدُنِنَا وقرانا ومخيماتنا.
وشدد على أن حماية المقاومة واجب فلسطيني ووطني، ولحماية المقاومة علينا الاتفاق على استراتيجيةٍ وطنيةٍ شاملةٍ تدافع عن شعبنا، وحقوقهِ، وثوابتهِ، مبينًا أن الاتفاق على استراتيجية وطنية شاملة لحماية المقاومة يحتاج إلى تكثيف الجهود لترتيب وضعنا الداخلي، وزيادة تماسكه؛ بما يمكننا من التصدي للعدوان والاحتلال.
وأضاف "المقاومةُ هي طريقنا جميعاً، وهي أصوب الخيارات لاستعادة حقوقنا والدفاع عن شعبنا"، مشددًا على أن خيار التسوية سقطَ بلا رجعة، وعلى ضرورةِ العمل على تعزيزِ المقاومة، والوقوف جميعاً في وجه الاحتلال.
وذكر الشيخ عزام، أن انطلاقة حركة حماس مناسبة تخص الجميع؛ لأنَّها تمثلُ تعزيزاً لخيارِ الجهادِ والمقاومة، موجهًا التحية للقادة الشهداء أحمد ياسين، وياسر عرفات، وفتحي الشقاقي، وأبو علي مصطفى، وجمال أبو سمهدانة، وعمر القاسم.
وحدة المقاومة
من ناحيته الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف، أشار إلى أن انطلاقة حركة حماس قبل ٣٥ عاما كانت حاجة وضرورة بعد أن تخلى من كان يحمل المشروع الوطني القائم على مقاومة الاحتلال، وأن فلسطين كل فلسطين هي للشعب الفلسطيني.
وقال الصواف لـ"شمس نيوز": "لم تكن حماس إضافة رقمية، ولكن كانت إضافة نوعية هدفها حماية المشروع الوطني والعمل على تحرير الأرض والإنسان".
وأشار إلى أن حركة حماس تعمل منذ البداية على جمع الكل الفلسطيني حول البندقية، مبديًا اعتقاده أنها نجحت في تحقيق ذلك مع قوى المقاومة في قطاع غزة، ومعركة "سيف القدس" دليل كبير على ذلك.
وأضاف الصواف "حماس ليس وجودها فقط مع انتفاضة الحجارة بل سبقت ذلك بكثير، وعملت على احتضان الشعب الفلسطيني، من خلال مؤسساتها المختلفة الاجتماعية والطبية والثقافية؛ الأمر الذي أدى إلى إظهار الوجه الإسلامي الحقيقي".
وبحسب ما يرى الصواف فإن حماس تعبر عن الوجه الحقيقي للإسلام، مبينا أنها كانت جزءًا كبيرًا من نسيج الشعب الفلسطيني، وعلى رأسه الحركة الإسلامية.
وتابع "حماس عبرت عن الوجه الحقيقي للحركة الإسلامية، ودورها في ذلك، وقدمت النموذج الذي يعبر عن النهج الإسلامي، رغم محاولات الكثيرين تشويه صورة الاسلام والحركة الاسلامية من خلال المصطلح الغربي الصهيوني الإسلام السياسي".
وأكمل الصواف حديثه "حماس أثبتت أن الحركة الإسلامية سياسية واقتصادية وخدماتية ومقاومة، وباتت اليوم الصورة أكثر وضوحًا".