بشكل مفاجئ فتحت سلطات الاحتلال، الليلة الماضية عبارات المياه المطلة على وادي السلقا، ووادي المصدر وسط وجنوب قطاع غزة؛ ليعيش أهالي المنطقة ليلة كارثية، حولت فرحة هطول الأمطار إلى مآسي كبيرة للمواطنين.
وأدى فتح عبارات المياه، إلى غرق عشرات المنازل والدونمات الزراعية، في حين أعلنت وزارة الصحة عن وفاة الشاب عبد الله قطيفان (31 عاما) من سكان منطقة المشاعلة في دير البلح، وذلك جراء تماس كهربائي في منزله نتيجة الغرق بفعل الأمطار الغزيرة.
وزارة الحكم المحلي، أكدت على لسان رئيس لجنة الطوارئ فيها زهدي الغريز، أن الأمطار التي هطلت على قطاع غزة، كانت الأعلى على مستوى فلسطين كلها، مبينًا أنها بلغت أكثر قليلا من 50 ملم.
وذكر الغريز أن فتح الاحتلال للعبارات على قطاع غزة "زاد الطين بلة"، مشيرًا إلى أنه كان دون سابق إنذار؛ ما أدى لغرق مئات المنازل والدونمات الزراعية شرق المحافظات.
وبشأن منطقة وادي السلقا الأكثر تضررًا من فتح العبارات، قال: "المشكلة الحقيقية في وادي السلقا داخل دير البلح ليس له مصرف".
وأضاف الغريز "منطقة صحن البركة لا تستوعب الكم الكبير من المياه"، مشيرًا إلى أن الوزارة وضعت هذا المشروع في أولوياتها واستطاعت الحصول على تمويل من أجل إيجاد مخرج في الطوارئ، ويتم نقل المياه عندما يبدأ الخطر.
وشدد على أن العمل بهذا المشروع سيبدأ قريبا بتمويل من وكالة التنمية الألمانية بالتعاون مع مصلحة مياه بلديات الساحل.
أكبر من قدرة البلدية
بدوره قال مدير بلدية دير البلح طارق شاهين: "إن الأوضاع مازالت سيئة في المدينة، خاصة وأن المياه مازالت تغمر مساحات شاسعة من أراضي المواطنين وبيوتهم في منطقتي البركة والمشاعلة جنوب المدينة حتى اللحظة".
وأوضح شاهين أن إمكانيات البلدية تستطيع التعامل مع تداعيات المنخفض رغم قلة ذات اليد وتآكل الآليات، مستدركًا "فتح الاحتلال السدود بشكل مفاجئ أكبر وأقوى من قدرة البلدية؛ نظراً لكمية المياه المهولة المتدفقة".
وناشد شاهين المواطنين بالتعاون مع طواقم البلدية، وعدم إلقاء مخلفات البناء أو الزراعة والنفايات بالقرب من مصافي الأمطار.
كما دعا شاهين المواطنين في منطقتي البركة والمشاعلة، للحفاظ على منازلهم بوضع سواتر مناسبة، أو الخروج منها في حال التعرض للغرق.
وطالب مدير البلدية، بضرورة تزويد البلدية بالسولار والآليات الثقيلة لاستكمال عمل سواتر ترابية حول البيوت المتوقع وصول مياه الوادي لها.
وعلى المدى البعيد أكد شاهين أن البلدية بحاجة لتمويل عاجل للبدء بمشروع وادي السلقا المتكامل والذي تبلغ تكلفته ٥ مليون دولار تقريباً؛ بهدف حل مشكلة بركة تجمع مياه الأمطار نهائياً، والتي تقع أقصى جنوب غرب المدينة.