حالة من الفرحة الممزوجة بالترقب والخوف تُصيب عائلة الأسير ماهر يونس، والتي بدأت تستعد لاستقبال نجلها بعد اعتقال دام 40 عامًا في سجون الاحتلال الإسرائيلي، تزامنًا مع تهديدات أطلقها ما يُسمى بوزير الأمن القومي للاحتلال ايتمار بن غفير؛ لمنع أية احتفالات على غرار احتفالات ابن عمه كريم يونس الذي أفرج عنه بتاريخ 3-1-2023.

يبدو أن تجمع مئات الفلسطينيين من المهنئين للإفراج عن كريم يونس في خيمة الاستقبال التي أقامتها العائلة داخل حدود منزلها، ورفع بعضهم علم فلسطين، وإطلاق بعض "الأهازيج"، رغم منع إقامة حفلات الاستقبال في الفنادق والقاعات المغلقة، دفعت قوات الاحتلال لاتخاذ إجراءات استباقية، قبيل الإفراج المرتقب عن ابن عمه الأسير ماهر يونس يوم الخميس الموافق 19 يناير 2023.

أول تلك القرارات الإسرائيلية المتوقعة وفقًا للإعلام الإسرائيلي، هي استخدام القوة في حال أقيمت احتفالات للإفراج عن الأسير ماهر يونس، إضافة إلى إزالة لافتات تدعم الأسرى، ومنع نصب خيمة لاستقبال الوفود المهنئة بحرية ماهر، ومنع رفع علم فلسطين.

هذه القرارات التي تم الكشف عنها قبل 8 أيام من حرية ماهر يونس، لم تؤثر على العائلة التي أكدت في تصريحات منفصلة لـ"شمس نيوز" أنها ستستقبل جميع المهنئين بالإفراج عن ماهر بعد 40 عامًا من الاعتقال.

والدة الأسير ماهر يونس والتي تبلغ من العمر (88 عامًا) أشارت إلى أنها تستعد لاستقبال نجلها، دون أي مظاهر للاحتفال؛ بسبب الإجراءات الإسرائيلية المشددة التي تهدف إلى تعكير فرحة حرية نجلها التي تنتظرها على أحر من الجمر.

وأوضحت أم ماهر لـ"شمس نيوز" أنها تنتظر لحظة الإفراج عن نجلها ماهر بعد 40 عامًا من الاعتقال داخل سجون الاحتلال بكل شوق وفرحة وأمل لاحتضان نجلها قبل أن تودع الحياة.

وبينت أن قوات الاحتلال هددت العائلة بإجراءات قاسية في حال أقيمت خيمة في المنزل لاستقبال المهنئين، قائلة: "لا نستطيع أن نمنع أحد من تهنئة ماهر داخل البيت؛ لكن التهديدات تقلص مظاهر الاحتفالات".

ولفتت إلى أن "الاحتفال بالإفراج عن ماهر هو أن يخرج من هذا المعتقل، وأن يرى النور ويتجول في أرض بلاده، ويتمتع بالمناظر الخلابة دون أي موانع تقف في طريقه".

وفي السياق ذاته فقد أكد نديم يونس –شقيق المحرر كريم يونس- أن قوات الاحتلال هددت العائلة من الاحتفال بالإفراج عن ابن عمه ماهر، كما فعلت عندما أفرجت عن كريم، بل زادت الإجراءات القمعية بمنع إقامة خيمة لاستقبال المهنئين، وهددت أفراد العائلة بالاعتقال.

وقال نديم لـ"شمس نيوز": "مهما اتخذ الاحتلال من إجراءات قمعية ووحشية ضد ماهر إلا أن المحبين سيتدفقون إلى المنزل للاحتفال بعودته بعد 40 عامًا من الاعتقال، ولن تستطيع قوات الاحتلال منعهم مطلقًا".

وأوضح أن بعض الإجراءات الإسرائيلية قد تُغيب بعض مظاهر الاحتفال؛ لكن الفرحة لا يمكن أن تختفي، سنفرح بخروج ماهر كما فرحنا بخروج كريم، ومهما فعلنا من احتفالات لن نستطيع أن نوفي حق ماهر علينا الذي ضحى بـ40 عامًا من عمره من أجل أن نحيا حياة كريمة.

وأشار نديم إلى أن قوات الاحتلال منعت منح التصاريح للعديد من المسؤولين والشخصيات الوطنية البارزة في الضفة المحتلة لزيارة كريم وتهنئته بالحرية؛ لكن شعبنا لا ينهزم بسهولة فهناك العشرات بل المئات من أبناء الضفة المحتلة وصلوا إلى خيمة كريم بدون تصاريح دخول، وهذا متوقع ايضا عند استقبال ماهر.

يُشار إلى أن قوات الاحتلال الإسرائيلي ستفرج عن ماهر يونس يوم الخميس 19-1-2023 بعد اعتقال دام 40 عامًا بتهمة الانضمام إلى حركة فتح والمشاركة في عمليات مسلحة ضد قوات الجيش والمستوطنين أدت إلى وقوع قتلى وجرحى.