غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بالصور الشهيد المجاهد "سائد القطناني" فارس الميدان الحامل للواء الجهاد والمقاومة

الشهيد القطناني (3).jpg
شمس نيوز - غزة

الشهداء هم روعة المشهد والحضور، الحديث في حضرتهم يدخلنا ممرات الشهادة، فتحتشد الأحداث والمواقف، وتقف الكلمات صامتةً أمام هذا الحضور لنبصر مآذن القدس عبر حدود دمهم وطهارتهم.

هم من حملوا فلسطين همًا يوميًا في حياتهم فرفعوا أكفهم في وجه الطغيان، فناطحوا المخرز، وقلبهم ينبض عشقًا وثورة، فصبروا وصمودا وسلكوا درب الصادقين، درب الأمين المؤسس الدكتور فتحي الشقاقي لنيل إحدى الحسنيين "النصر أو الشهادة".

الميلاد والنشأة

لعائلة فلسطينية مجاهدة معطاءة جادت بأبنائها دفاعًا عن الأرض والتاريخ والهوية، اتخذت من مخيم جباليا مكانا مؤقتا لحين العودة بعد أن هجرت قسرًا من قرية يازور قضاء مدينة يافا المحتلة، ولد الشهيد سائد بتاريخ 12 أكتوبر 1986 فترعرع على الأخلاق الحميدة والالتزام في المساجد، وزرعت فلسطين حبا وقضية في قلوب أبنائها، عرف شهيدنا بانتمائه الصادق لدينه وقضيته فكان من أصحاب الأخلاق العالية، عرف بحبه لوالديه وإخوته وأبناءه، وقف بجانب أصدقاءه وجيرانه في أفراحهم وأحزانهم، وكان انسان يألف ويؤلف، أحبه الجميع وبكاه الكثير عند رحيله.

درس الشهيد المرحلتين الابتدائية والاعدادية في مدارس وكالة الغوث وتشغيل اللاجئين في مخيم جباليا وتحديدًا في مدرسة الفاخورة، أما المرحلة الثانوية فكانت بمدرسة أبو عبيدة بن الجراح، ليلتحق بعدها بكلية الحقوق في جامعة الأزهر بغزة حيث حصل على درجة البكالوريس في المحاماة، واجتاز الشهيد دورات مزاولة المهنة للحقوق.

وتزوج شهيدنا المجاهد من زوجته الصابرة ورزقه الله بثلاثة من الأبناء " فادي وأيهم وإيلاف" حيث حرص على تعليمهم التعاليم الاسلامية واصطحابهم الى المسجد لأداء الصلوات الخمس في مسجد الخنساء غرب بيت لاهيا شمال قطاع غزة.

صفاته وأخلاقه

عزيز القطناني شقيق الشهيد سائد قال لموقع الإعلام الحربي: "إن أخاه الشهيد سائد كان نعم الأخ والسند والانسان والصديق، لم يرى منه إلا كل خير فكان بارًا بوالديه ويؤاثر إخوانه وأصدقائه على نفسه مرضاة لله عز وجل، كما أنه تميز بعلاقاته القوية مع الأصدقاء والجيران والمجاهدين السالكين درب الشهداء على طريق القدس والتحرير.

ويتابع حديثه: " نشأت شقيقي سائد كانت في جلسات العلم بالمساجد وموائد القرآن الكريم، حيث كان من الملتزمين بالصلاة في المسجد فكان أحد أبرز رواده، حيث تلقى العديد من الدورات في القرآن الكريم وعلومه، حيث تمكن من حفظ كتاب الله العظيم".

ويضيف شقيقه، أحب شقيقي الشهيد، الجهاد والمجاهدين وتأثر كثيرًا باستشهاد شقيقيه فادي وعلي، فكان مجلسه مليء بذكر مآثر الشهداء والمجاهدين ويحث على الجهاد مستذكرًا ما له من أجر ونعيم عند الله ، كما كان حريصًا على أن تكون علاقته مع الأصدقاء والأحباء والأقارب علاقة قوية يبتغي فيها رضى الله عز وجل.

البحث عن الجهاد

ويتابع شقيق الشهيد حديثه، أحب سائد الجهاد في سبيل الله، فكان حلمه منذ صغره هو مقارعة الاحتلال والانتقام لدماء شقيقيه الشهيدين وأعمامه أيضا، فانتمى لمدرسة الايمان الوعي والثورة، سالكًا بهذا الانتماء طريق القدس والتحرير، حيث انتمى لحركة الجهاد الإسلامي في ريعان شبابه، مشاركًا إخوانه في الحركة الفعاليات الحركية في منطقة بيت لاهيا، حيث عمل في العديد من المراكز واللجان التنظيمية في منطقته، لتبدأ مرحلة جديدة بالبحث على الالتحاق بصفوف الجناح العسكري سرايا القدس ليتسابق مع المجاهدين في ميدان التضحية والفداء على إيلام العدو الصهيوني وايقاع الخسائر في صفوف جنوده ومستوطنيه.

مشواره الجهادي

فارس الميدان والمجاهد الصلب سائد القطناني بدأت حياته الجهادية في عام 2006م ، خلال الانضمام لصفوف سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين حيث تلقى العديد من الدورات العسكرية والقتالية، مشاركًا إخوانه المجاهدين الرباط على الثغور وصد الاجتياحات الصهيونية لشمال قطاع غزة، فكان نعم الفارس الذي يتقدم الصفوف الأولى بين المقاتلين والمجاهدين دفاعا عن الأرض والهوية والتاريخ.

حيث شارك الشهيد المجاهدين في التصدي للحرب الصهيونية التي شنت على قطاع غزة في عامي 2008-2009 ، كما عمل الشهيد في وحدة الهندسة التابعة لسرايا القدس وكذلك حفر الأنفاق الهجومية للسرايا، كما شارك الشهيد وخلال مشواره الجهادي في تربيض الصواريخ وإطلاقها خلال معركة السماء الزرقاء والبنيان المرصوص وصيحة الفجر وسيف القدس ووحدة الساحات، ويذكر أن الشهيد أصيب في عام 2020 خلال الإعداد والتجهيز أيضًا.

الرحيل إلى العلا

استشهد فارس الميدان وصاحب الأثر الطيب سائد القطناني بتاريخ 4 يناير 2023م، متأثراً بإصابته بعيار ناري عن طريق الخطأ، ليمضي إلى ربه بعد رحلة عطاء في سبيل الله مدافعا عن أبناء شعبه ومتحديا الظلم والاستكبار الصهيوني الذي توغل بدماء الشعب الفلسطيني، لتعانق روحه أرواح شقيقيه الذين سبقوه الى العلا يرقبون نصر شعبنا المؤزر على الاحتلال الصهيوني.