سألني أحد الزملاء.. لماذا تكتب وتتعب نفسك ولا أحد يقرأ.. قلت:

أولا .. أنا لا أكتب بل أدق مسامير وجودي في هذه الأرض وعليها.. أنا لا أكتب .. بل أوثق  افظع جريمة ارتكبتها أوروبا وأمريكا ضد شعبي .. أوثق أثار وجودي وأثار  مجازرهم .. أنا لا اكتب كي تقرأني أنت أو غيرك الآن .. أحفر في سماء الوطن كي تعرفني الأجيال القادمة في كل العالم .. أحفر بشلال دمي القاني آثار مجازرهم ..

ثانيا .. أنا شاهد العصر .. شاهد المجازر ..شاهد على قباحة حكام أوروبا وبشاعتهم  أمام التاريخ .. هم من صنعوا النازية القديمة.. وصنعوا نازية جديدة ضد بلادي .. أنا لا أكتب بالحبر الفاتح .. بل  أحفر اخاديد الزمن في وجه الكون والتاريخ بحبر من دم شباب فلسطين  ولحم شعب فلسطين..

أوثق كل آهات شعبي وضحكات هستيرية للنازية الجديدة.. أنا احفر وأوثق تجارب شعبي في كل خطواته نحو التحرر والحياة الآمنة..

ما أنجزته هو تاريخ شعب لا زال يعيش تحت جنازير الدبابات الأمريكية والصواريخ الأوروبية.. ويحفر أدبا رائعا تحفظه ذاكرة الانسانية..

سنبقى نحفر ونحفر حتى آخر آهات ووجع من طفل فلسطيني..