غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

بعد أربعين عاماً.. المناضل الكبير ماهر يونس يعود إلى وطنه حراً

الأسير ماهر يونس2.jfif
شمس نيوز - إعلام الضفة

ينتمي المناضل وعميد الأسرى المحرر ماهر يونس لعائلة كريمة من عوائل شعبنا في بلدة عارة في منطقة المثلث المحتل، قدمت التضحية الكبيرة على طريق حرية فلسطين، فقد استشهد عمه الشهيد شريف يونس برصاص الاحتلال البريطاني في حيفا في الثلاثينيات لمساندته ثورة الشيخ الشهيد عز الدين القسام، فيما أقدم الاحتلال الصهيوني عام 1950م على إبعاد جده لأمه، الحاج: سليمان يونس إلى الضفة الغربية، واستقر في قرية رمانة قرب جنين، ثم في مدينة نابلس.

أقدم الكيان الغاصب مطلع حزيران 1967 على احتلال الضفة الغربية وقطاع غزة، والتقتْ والدة ماهر الحاجة وداد "أم نادر" بوالدها ووالدتها وأشقائها بعد 17 سنة من الإبعاد القسري لأفراد أسرتها عن بلدتها عارة، كما أعتقل الاحتلال والد ماهر "أبو نادر" سنة 1965م، سبع سنوات بتهمة مناصرة المقاومة الفلسطينية، وتحرر أثناء حرب تشرين أول 1973. وكان ماهر برفقة أخوته وأمهم يزورون والدهم الراحل طوال فترة اعتقاله في سجني الرملة والدامون.

سيرة نضالية:

ولد ماهر عبد اللطيف يونس سنة 1958م، في بلدة عارة، وأنهى دراسته الاعدادية في مدارس البلدة، والتحق في المدرسة الثانوية الصناعية في الخضيرة، واشتغل في مجال تخصصه المهني الحدادة قبل اعتقاله أواسط كانون ثاني 1983 بتهمة المقاومة، وأصدرتْ محكمة اللد العسكرية حكماً بإعدام ماهر ورفيقيه كريم وسامي يونس، وارتدى بدلة الاعدام البرتقالية طوال تسعة أشهر، قبل قرار المحكمة العسكرية باستبدال الإعدام بالسجن المؤبد مدى الحياة.

رفض الاحتلال الافراج عن ماهر في كل صفقات تبادل الأسرى، ومنع من رؤية والده عام 2011م على فراش الموت، وقد رحل دون وداع نجله الأسير، وحدد الاحتلال أواسط أيلول 2012م، حكم المؤبد بالسجن الفعلي 40 سنة بحق ماهر، وقد خاض أواخر شباط 2013 إضراباً عن الطعام لمدة عشرة أيام احتجاجاً على معاناة الأسرى في السجون.

أبرم الاحتلال والسلطة الفلسطينية اتفاقاً أواخر تموز 2013م، يقضي بإطلاق سراح 106 أسرى معتقلين قبل اتفاق أوسلو، وأقر الاتفاق الإفراج عن الأسرى على أربع دفعات بواقع 26 أسيراً، لكن الاحتلال لم يلتزم بإطلاق سراح الدفعة الرابعة والأخيرة "27 أسيراً" من ضمنهم الأسير ماهر يونس، وقد كانت مقررة صباح 28 آذار 2014م.

بعد 40 عاماً أشرقت الحرية:

واصل ماهر مسيرته النضالية في سجون الاحتلال منذ أربعين عاماً، قابضاً على جمر الصبر والأمل، صامداً تحت شمس حارقة في سجن النقب الصحراوي، رافضاً التنازل عن مواقفه ومبادئه الصلبة، متمسكاً بعناده التاريخي في حق شعب فلسطين بالحرية، وحق اللاجئين في العودة إلى الوطن المحتل، حتى حانت الآن لحظة الانتصار.

وفي محاولة للتنغيص على يونس وعائلته فرحة الحرية، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية، بأن وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير، أعطى تعليماته إلى الشرطة بنشر وتعزيز قواتها في وادي عارة ومحيط منزل عائلة الأسير يونس لمنع أي محاولة لتنظيم احتفالات بتحرر ماهر يونس.

ونشرت الشرطة عناصرها والوحدات الخاصة والمخابرات في محيط منزل عائلة يونس قبيل دقائق من وصوله لمنزله لمنع أي مظاهر احتفالية بتحرره من السجون، ورغم تهديدات الاحتلال، إلا أن جماهير غفيرة من البلدة والمجتمع العربي توافدت لمنزل عائلة ماهر يونس.

وكانت إدارة السجن قد اقتحمت القسم 10 في سجن النقب، وأخرجت الأسير يونس منه، دون فرصة وداع رفاقه الأسرى قبل أن ينال حريته. وخضع لساعات للتحقيق قبل الإفراج عنه، في محاولة لترهيبه، كما خضع أشقائه في خارج السجن لتحقيقات مماثلة.

ماهر يونس حراً:

عانق عميد الأسرى ماهر يونس اليوم شمس الحرية بعد أن قضى 40 عاماً في السجون الصهيونية، حيث أفرجت عنه قوات الاحتلال من سجن "أوهلي كيدار"، ليتوجه إلى منزله في بلدة عارة في المثلث الشمالي.

وفي مشهد مهيب وفرحة كبيرة بين أهالي بلدة عارة بالداخل المحتل، استقبلت والدة الأسير ماهر يونس نجلها بالدموع الممزوجة بالزغاريد وعناق شديد بعد غياب دام 40 عاماً، حيث قامت بالباسه العباءة ووضع أكليل من الزهور بعد ان منعت قوات الاحتلال المحتفلين من رفع علم فلسطين والكوفية الفلسطينية. كما توجه للفور للمقابر لزيارة ضريح والده الذي توفي خلال تواجده في معتقلات الاحتلال خلال الـ40 عاماً في سجون الاحتلال.

وقال ماهر يونس في أول تصريح له: أتمنى الحرية للجميع وإن شاء الله كل الأسرى يفرج عنهم، مضيفاً "أحلى هدية أن نكون على وفاق وطني.. أتمنى أن أرى وطني حراً كما أنا حر اليوم".