غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

محللان: الضفة على موعد مع انتفاضة جديدة والعمل المقاوم في تصاعد

مقاومون - جنين - نابلس.jpg
شمس نيوز -رام الله

احتلال واعتقالات وإعدامات بدم بارد وقصف ودمار، مشاهد لم تغب يوماً عن حال الفلسطيني، فمن غزة إلى جنين والقدس ورام الله ونابلس والخليل، المشهد يُعيد نفسه والمجرم واحد، يستبيح الدم الفلسطيني في ظل صمت دولي على الجرائم الصهيونية بحق الفلسطينيين.

وفي الجانب المشرق من هذه الحكاية هم المجاهدون المقاومون الذين لا يغيّرون ولا يبدّلون، سلكوا السبيل واختاروا بوصلتهم نحو القدس وقدموا دمائهم لتكون نوراً يضيئ طريق القدس أمام الثوار والمنتفضين، ولعنة تطارد الاحتلال أينما حل.

حالة الاشتباك

الكاتب والمحلل السياسي ثابت العمور قال: "إن ما يحدث في الضفة المحتلة له العديد من القراءات التي تسير باتجاه تغليب خيار المقاومة والمشاغلة والاشتباك مع الكيان الصهيوني، وأن حالة الاشتباك التي يقودها الشباب و الفتية بكتائبهم الممتدة في كل مدن الضفة المحتلة وعلى رأسهم كتيبة جنين تدفع باتجاه سيناريو أن المشهد في الضفة مستمر بحالة اشتباك عامة ستفضي لانتفاضة فلسطينية جديدة وشاملة".

وأضاف العمور خلال حديثه لموقع السرايا: "أن هذا السيناريو يعيد الذاكرة الفلسطينية للأمس القريب عندما تحركت كتيبة الشهيد مصباح الصوري من سجن غزة المركزي إلى الاشتباك من نقطة صفر مع الاحتلال ممهداً لاندلاع انتفاضة العام 1987م، واليوم الاشتباك من كتيبة جنين تعيد للذاكرة نفس الحيثيات وستكون نفس النتائج".

الجهاد الإسلامي ومشاغلة العدو

وبيّن العمور، أن حالة الاشتباك ومشاغلة العدو أخذتها حركة الجهاد الإسلامي على عاتقها منذ انطلاقتها بالاستمرار في حالة الاشتباك مع العدو الصهيوني حتى تحرير فلسطين كل فلسطين؛ وقد دفعت كثيراً من الدم والمقدرات من أجل ذلك، حيث قدمت الحركة أمينها العام والمؤسس الدكتور فتحي الشقاقي على هذا الطريق وقادة سراياها الذين قدموا أعمارهم ودمائهم من أجل استمرار القتال وإبقاء جذوة الصراع مشتعلة؛ وهنا يمكن التأكيد أن ما يُحسب لحركة الجهاد الإسلامي أنها حافظت على حالة الاشتباك والمشاغلة ولم تتغير ولم تتبدل أولوياتها في ذلك بتبدل الظروف والمتغيرات.

وحدة الساحات

وفي معرض رده على سؤال حول المنحنى الذي قد تأخده الأيام القادمة في ظل تشكيل حكومة صهيونية يمينية متطرفة، أوضح العمور، أن وصول حكومة نتنياهو المتطرفة لصناعة القرار في كيان الاحتلال له معنى واحد وهو الاشتباك والقتال؛ وهذا هو الخيار الغالب، فتصدير الوزير الصهيوني بن غفير للمشهد يعيدنا لمشهد ارئيل شارون الذي ظن أن زيارة الأقصى قد تمر، فانفجرت انتفاضة الأقصى عام 2000م.

وأردف لمحلل قائلاً: "إن هذا التطرف والتغوّل لن يروض حالة الاشتباك وأن الاغتيالات والاعتقالات والملاحقات والمداهمات التي ينفذها الاحتلال على مدار الساعة في الضفة الغربية لن تؤدي إلى وقف تمدد كتائب ومجموعات سرايا القدس، وأن ما يحدث في هذه الملحمة ليس اشتباك طارئ أو مجرد رد فعل على ممارسات الاحتلال بل هو منهج أصيل تقره سرايا القدس وقيادتها على كافة المستويات القيادية والجغرافية ما يُعني أن الاشتباك والقتال في الضفة تضلله مرابض الصواريخ في غزة وأنه لا يمكن للاحتلال أن يستفرد بأي مجموعة أو مدينة، فوحدة الساحات لم تكن مجرد معركة بل استراتيجية متكاملة.

من الدفاع إلى الهجوم

وحول الاستهداف الصهيوني لجنين، أكد العمور، أن جنين لها خصوصية فلسطينية فهي أيقونة المقاومة ولها خصوصية لدى حركة الجهاد الإسلامي كونها الرافد البشري لكتيبة جنين وأخواتها، فجنين أفسدت كل مخططات الاحتلال منذ ما يزيد عن عقدين وغيرت معادلات الردع والاشتباك؛ ويستذكر المحلل أحداث جنين قبل سنوات.

ولفت، أن جنين قبل عشرين عام وأكثر دكها الاحتلال ودمّرها وظن أنه أخرجها من المعادلة؛ فإذا بها اليوم تعود وتشتبك وتستنهض كل مدن الضفة الغربية.

وختم العمور حديثه، أن جنين علامة فارقة في عمر الصراع وإحداثياته، فهؤلاء الفتية الذين يقاتلون الكيان الصهيوني التي دفعت بنصف جيشها إلى الضفة الغربية لم يكونوا قد ولدوا اثناء اجتياح جنين، فانظر اليهم اليوم كيف يقاتلون ويشتبكون، جنين غيّرت المعادلة من التصدي للاجتياحات إلى الذهاب للاشتباك وإطلاق النار على الحواجز، يعني أنها انتقلت من مرحلة الدفاع إلى مرحلة الهجوم.

معادلات جديدة

بدوره قال الباحث والمختص في الشأن الصهيوني جمعة التايه: "إن الضفة المحتلة ومنذ معركة سيف القدس ووحدة الساحات بدأت تتطوّر على صعيد المقاومة المسلّحة رغم كل الأساليب التي استخدمها الاحتلال لقمع ظاهرة المسلحين، واستطاعت فرض معادلات جديدة منها المواجهة حتى الرمق الأخير ونفاذ الذخيرة فضلاً عن تطور ثقافة المقاومة وتنوع العمليات والالتفاف الجماهيري حول المقاومين".

وبيّن التايه خلال حديثه لموقع السرايا، أن عام 2022 شهد ارتقاء ما يقارب 230 شهيد ومقتل 40 صهيوني وتزينت هذه الأيام بـ 270 عملية مسلحة نفذتها المقاومة في الضفة وهذا دليل على أن المؤسسة الأمنية الصهيونية فشلت في القضاء أو قمع المسلحين الفلسطينيين وعلى رأسها كتيبة جنين.

دعم المقاومة

وحول حماية استراتيجية مشاغلة العدو الصهيوني، أوضح التايه، أن هناك عاملين أساسيين في هذه المرحلة، أولاً العامل الجماهيري وهو العامل الأساسي في احتواء هذه الظاهرة وجذبها وحمايتها ورفدها بالعناصر واستمراريتها، والعامل الثاني هي الفصائل الفلسطينية من خلال تبني استراتيجي وليس مرحلي لاستمرارها كون الشباب المقاوم يواجهون جيش مدجّج بكل أنواع الأسلحة المتطورة وبالتجربة العملية وبالوحدات الخاصة، لذلك الفصائل مطالبة بحماية هذه الكتائب والمجموعات بالقرار السياسي والوحدة الوطنية والدعم اللوجستي والمادي والإعلامي والمعنوي للاستمرار في مشاغلة العدو الصهيوني.

وقف التنسيق الأمني

وأكد التايه، انه وفي ظل فشل مسار المفاوضات والمعاهدات، يجب على السلطة الفلسطينية اليوم احتضان الشعب الفلسطيني واتخاذ القرارات السياسية التي تصب بصالح الشعب الفلسطيني ومقاومته وهو وقف التنسيق الأمني والعودة إلى الشعب الفلسطيني والتحالف مع الفصائل الفلسطينية وعدم ملاحقة المقاومين.