أدان المؤتمر القومي - الإسلامي وشجب حرق نسخة من المصحف الشريف في السويد، مستنكرًا سماح السلطات السويدية الرسمية للمتطرفين بالقيام مثل هذا العمل الإجرامي الشنيع، تحت ذريعة حرية التعبير.
وشدد المؤتمر في بيان له، على أن هذه الذريعة فهم مغلوط وانتقائي لحرية التعبير، فهي مغلوط لأن حرية التعبير تنتهي عندما تضر بالآخرين، مضيفًا "فما بالك وأن مثل هذا الفعل يغضب الملايين من العرب والمسلمين في شتى بقاع العالم، ويستفز مشاعرهم بسبب الإهانة المتعمدة لهم من السلطات السويدية".
وقال: إن "سماح السلطات السويدية لمثل هذه الجريمة يعكس مدى صدقية احترام الحكومة السويدية للدول والشعوب الإسلامية في العالم، كما أنه مفهوم انتقائي في الثقافة الغربية لأن حرية التعبير تنتهي وتقمع عندهم إذا ما أساء أحد مواطنيها للسامية أو المثلية أو أضر بالمصالح العليا لدولهم".
وأبدى المؤتمر استغرابه من تكرار الإساءات للعرب والمسلمين في الدول الغربية بين فترة وأخرى، وكأن ذلك مقرر للاستفزاز تتناوبه الدول الغربية وتؤديه، منذ أن بدأ في القرن الماضي بكتاب (آيات شيطانية) في بريطانيا وانتهى بتصريحات الرئيس الفرنسي الحالي إيمانويل ماكرون عام 2020.
واعتبر أن مثل تلك الاستفزازات هي سياسة غربية لتغذية التوتر في المنطقة، واستخدام المتطرفين الغربيين لخلق مناخ متطرف مقابل في المنطقة الإسلامية، معربًا في ذات الوقت عن إدانته الشديدة لمثل هذه الجريمة المتكررة، والتي تتضمن إساءة بالغة لقيم الحرية التي ترتكز عليها المجتمعات بما تحمله من معاني للإنسانية، كما تعكس فعلا شنيعا يتعارض مع المبادئ الأساسية لحقوق الإنسان، وسلوكا بغيضا من شأنه أن يقوض الجهود الرامية إلى نشر قيم التسامح والحوار بين الأديان والعيش المشترك.
وأكمل المؤتمر بيانه "نرى أن هذا الاعتداء الآثم ليس إهانة للمسلمين وحدهم، بل هو إهانة لكل مؤمن، مما يستدعي من جميع المرجعيات الدينية والسياسية والثقافية والحقوقية أن تدينه، وتدعو إلى ملاحقة مرتكبيه، وإنزال أشدّ العقوبات بهم، والسعي لتطهير كل المجتمعات من هذا الوباء العنصري الطائفي الخبيث الهادف الى اغراق البشرية جمعاء بصراعات دينية مدمّرة".