غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

"عدنان بستان" قائد تتلمذ على يده المئات من مهندسي السرايا

الشهيد عدنان بستان.jpg
شمس نيوز - غزة

"الجهاد الآن.. ولا وقت للتأجيل" هكذا قال الشهيد الدكتور فتحي الشقاقي رحمه الله منذ بدأ طريقه، ففلسطين قضيتنا المركزية، ولا بد للإسلام أن يضَّلع بدوره الريادي والطليعي دوماً تجاه كل قضايا الأمة، ولا بد للحركة الإسلامية أن تكون في المقدمة، ففلسطين هي قلب العالم الإسلامي ورأس الحربة في مواجهة المشروع الغربي الاستعماري ضد أمتنا.

فمنذ أن تبدأ خطواتك الأولى مع الجهاد الإسلامي، فأنت تعرف أنك اخترت طريق الشهادة.. قد تبطئ نحوك.. لكنها تنتظرك، فأبناء الجهاد الإسلامي مجاهدون في كل المراحل.. صامدون كالجبال رغم الأعاصير.. هم الطليعة كانوا وسيبقون.

في مثل هذا اليوم وقبل 17 عاماً ودعت جماهير الشعب الفلسطيني الشهيد القائد عدنان محمد بستان "أبو جندل" قائد وحدة الهندسة والتصنيع وأحد أبرز قادة سرايا القدس في قطاع غزة، بعد أن أذاق العدو الويلات وجرعهم كأس المنون عبر تصنيعه وتطويره لصواريخ القدس والعبوات الناسفة وتخطيطه لعدد من العمليات الاستشهادية التي أدت لمقتل وإصابة العديد من الصهاينة.

ميلاد القائد

ولد الشهيد القائد "عدنان محمد بستان" "أبا جندل" في مخيم الشاطئ بمدينة غزة في تاريخ 21-11-1978م، وتربى في أسرة كريمة تعرف واجبها نحو وطنها كما تعرف واجبها نحو دينها، تلك الأسرة التي هُجرت كباقي الأسر الفلسطينية من بلدتها الأصلية "يافا"، وعاش شهيدنا مع عائلته بين أزقة مخيم الشاطئ منذ مولده، وفي عام 1999م انتقل مع عائلته للسكن في حي الشيخ رضوان.

تتكون أسرة شهيدنا القائد "عدنان بستان" من والديه وخمسة من الأبناء، وأختين، وكان شهيدنا "أبا جندل" يحتل الترتيب الخامس بين أخوته.

درس الشهيد "عدنان" في مدرسة "غزة الجديدة" فحصل على الابتدائية، وأكمل دراسته الإعدادية في مدرسة صلاح الدين، بعدها ترك الدراسة ليساعد أسرته في ظل الظروف المعيشية الصعبة، فعمل مع أخوته في مهنة الرخام والمزايكو.

ارتبط الشهيد عدنان بستان بعلاقات ممتازة مع أسرته، فكان محباً للجميع، ومحبوباً من الجميع. كان شهيدنا "أبا جندل" إنساناً عظيماً طيب النفس، محباً للأطفال ومُحباً لأصدقائه، بسيطاً ومتسامحاً، وكان دائم التفقد لإخوانه المجاهدين ويشعر تجاههم بالمحبة والأخوة الصادقة.

سجل الشرف الجهادي

منذ أن تفتحت عيناه على الحياة رأى الاحتلال الصهيوني جاثم على صدر شعبه وأمته فانخرط في العمل الوطني، وشارك بفاعلية في الانتفاضة الأولى عام 1987م، حيث أصيب خمسة مرات بجراح، لكن ذلك لم يضعف من عزيمته، وواصل مقاومته للاحتلال الصهيوني بشتى السُبل.

في العام 1994م تعلق قلب الشهيد "عدنان بستان" بحركة الجهاد الإسلامي، فأحب الشهداء "هاني عابد ومحمود الخواجا" من مؤسسي الجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي (قسم)، وزاد حبه واقتناعه بالحركة عندما قرأ كتاب الأعمال الكاملة للشهيد الدكتور "فتحي الشقاقي" الأمين العام المؤسس لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين.

ومع اندلاع انتفاضة الأقصى المباركة كانت أمنية شهيدنا القائد "عدنان بستان" الالتحاق بالجهاز العسكري لحركة الجهاد الإسلامي فتعرف على الشهداء القادة (مقلد حميد ومحمود جودة وشادي مهنا) وبدأ عمله معهم في سرايا القدس.

ونظراً لنشاطه المميز في العمل العسكري، كُلف من قِبل الشهيد القائد "محمود جودة" بقيادة المهام الصعبة، وقد نجح شهيدنا القائد "عدنان بستان" في ذلك، الأمر الذي أهله لأن يصبح قائداً ميدانياً لسرايا القدس في مدينة غزة.

عُرف الشهيد " عدنان بستان " بإقدامه وشجاعته الباسلة وتصديه المتواصل للقوات الصهيونية لدى اجتياحها لمدننا وقرانا الفلسطينية، وتشهد له بذلك أراضي بلدة "بيت حانون" والشجاعية، حيث كان الشهيد دوماً يخوض معارك باسلة ضد الجنود الصهاينة.

تدرب الشهيد القائد " عدنان بستان " على تصنيع وتجهيز الصواريخ والعبوات الناسفة على يد المهندس القائد " محمود الزطمة " أبرز قادة الجهاز العسكري والمهندس الأول للعمليات الاستشهادية في فلسطين، ومن ثم أصبح "أبا جندل" مهندساً بارعاً في صناعة وتجهيز الصواريخ الأمر الذي جعله يقود وحدة التصنيع والتطوير التابعة لسرايا القدس.

استطاع شهيدنا القائد "أبو جندل" خلال سنوات انتفاضة الأقصى تدريب جيل كبير من أبناء سرايا القدس على شتى أنواع الأسلحة وتجهيز العبوات والصواريخ.

استطاع الشهيد القائد "عدنان بستان" مع الشهيدين القائدين محمود جودة وشادي مهنا تطوير قذائف الهاون من عيار (60 و80 ملم) وتجريبها بنجاح على المستوطنات التي كانت تحيط بقطاع غزة، ومن ثم طوروا صواريخ القدس والتي أثبتت نجاحها في إصابة أهدافها بدقة.

كان للشهيد عدنان بستان شرف المشاركة في سلسلة عمليات خلال انتفاضة الأقصى لعل أهمها التخطيط والإشراف على عملية الجيبات المشتركة في حاجز إيرز بيت حانون شمال قطاع غزة بتاريخ 6-3-2004، والإشراف على عملية حاجز المطاحن المشتركة التي نفذها الاستشهاديان موفق الأعرج من سرايا القدس ومهند أبو حطب من كتائب الأقصى بتاريخ 19-2-2004، وعملية مفرق كسوفيم المشتركة التي نفذها الاستشهاديان أسامة الأفندي من سرايا القدس وأحمد غباين من كتائب الأقصى بتاريخ 22-3-2004، وعملية كسوفيم المشتركة بتاريخ 6-7-2004 والتي نفذها الاستشهاديان عمار الجدبة من سرايا القدس وإبراهيم عبد الهادي من كتائب الأقصى، وأدت جميع هذه العمليات إلى وقوع قتلى وجرحى في صفوف جنود الاحتلال.

كما شارك في عملية قنص جندي صهيوني شمال بيت حانون في عام 2004، وعملية معقدة تم خلالها إطلاق قذيفة هاون من على بعد عشرة أمتار من برج عسكري كان يحرس مستوطنة نتساريم وسط قطاع غزة، واستهداف باص صهيوني بقذيفة أر بي جي على خط كسوفيم الاستيطاني، وعملية استهداف بناية أبو خوصة القريبة من مستوطنة نتساريم والتي كان يتحصن فيها جنود الاحتلال بقذيفة أر بي جي أدت إلى مقتل جندي وإصابة خمسة آخرين، وكان له شرف تصنيع العبوة الناسفة التي دمرت ناقلة الجند في حي الزيتون بتاريخ 11-5-2004 والتي أدت إلى مقتل ستة جنود من وحدة الهندسة الصهيونية.

وبعد إشراف القائد "عدنان بستان" على سلسلة من الأعمال الجهادية أغاظ حكومة الاحتلال فوضعت اسمه على قائمة المطلوبين لديها لتصفيته، فتعرض لعدة محاولات اغتيال كانت على النحو التالي:

المحاولة الأولى كانت عند قصف منزل كان يوجد فيه في منطقة حي النصر حيث كان برفقة عدد من المجاهدين، وأدت تلك المحاولة حينها إلى استشهاد المجاهدين (ناصر ياسين وحسني الصرفيتي).

المحاولة الثانية كانت حين استهدفته طائرة استطلاع صهيونية بصاروخ لمنصة صواريخ في منطقة تل الزعتر شمال غزة حيث كان يجهزها الشهيدين "عدنان بستان وشادي مهنا" للإطلاق باتجاه مغتصبة سديروت الصهيونية.

وجاءت المحاولة الثالثة عندما كان برفقة الشهيد شادي مهنا يُجهز لإطلاق صواريخ باتجاه مستوطنة سديروت الصهيونية، فاستهدفتهم طائرة استطلاع صهيونية إلا أنهما تمكنا وقتها من النجاة بفضل الله.

وفي المحاولة الرابعة لاغتياله أقدم عملاء لقوات الاحتلال الصهيوني على زرع عبوة ناسفة أمام بيت الشهيد القائد "عدنان بستان" في حي الشيخ رضوان، إلا أن العبوة انفجرت قبل وصوله بدقائق.

موعد مع الرحيل

في مساء يوم الأحد 7 محرم 1427هـ ، الموافق 5/2/2006م، أقدمت قوات الاحتلال الصهيونية على عملية اغتيال جبانة للمهندس الشهيد عدنان محمد بستان " أبا جندل " القيادي البارز في سرايا القدس ومهندس صواريخ القدس، حيث قامت طائرات العدو الغاشم بقصف الشهيدين القائدين "عدنان بستان، وجهاد السوافيري" أثناء توقفهم بالقرب من عمارة " دولة " في حي الزيتون بمدينة غزة، فارتقى على إثر ذلك الشهيدين المجاهدين إلى علياء السماء، تاركين خلفهم فاجعة كبرى أحلت بمحبي الشهيدين وبحركة الجهاد الإسلامي وقطاع غزة بأكمله إذ فقدت الحركة أبرز مهندسي الصواريخ في قطاع غزة.