إعلام الضفة 21 – 2 – 2023م

إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

ميلاد فارس: بتاريخ 9 نوفمبر 1969م، كانت بلدة قيسارية قضاء نابلس على موعد مع فارسها راغب سليمان أبو عمارة، لعائلة مجاهدة ربته على حب الجهاد والمقاومة، وعانت قسوة التهجير القسري كغيرها من العائلات الفلسطينية، فوالده تعرض للاعتقال خلال النكبة عام 1948م، وقد تلقى تعليمه في مدارس البلدة.

في صفوف الجهاد: فتح فارسنا عينيه على الإرهاب والقتل والإجرام الصهيوني بحق أبناء شعبنا فما كان منه إلا أن يقاوم ويدافع عن شرفه وعرضه، فكان يشارك في المواجهات ضد الاحتلال على الرغم من صغر سنه، وتعرض للاعتقال وعمره 12 عامًا.

مع انطلاقة انتفاضة الحجارة عام 1987م، عمل فارسنا على مساعدة المطاردين والمقاومين الذين كانوا يقاومون الاحتلال وقد استشهد العديد منهم، كما وشارك في إلقاء قنبلة تجاه إحدى دوريات العدو.

شهيداً على طريق القدس: في صباح يوم 21 فبراير 1988م، قام المجاهد راغب ومعه أصدقاؤه بفتح البوابة الشرقية في البلدة القديمة التي كانت مغلقة بالبراميل الإسمنتية، وكان يومها قد أعلن عن زيارة وزير خارجية أمریکا آنذاك جيمس بیکر، حيث قال راغب: سوف نري هذا الوزير كيف يدافع الفلسطيني عن أرضه وبيته؟ حيث اندلعت المواجهات في البلدة القديمة ردًا على الزيارة، وأطلق أحد ضباط الاحتلال رصاصه تجاه صدر الشهيد، فصرخ شهيدنا مردداً: الله أكبر! لقد استشهدت. ورغم فرض منع التجوال إلا أن نابلس خرجت بمسيرة حاشدة لتشييع الشهيد الفارس راغب إلى علياء المجد والخلود.