إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

ميلاد فارس: بتاريخ 9 مارس 1986م، كان مخيم جنين على موعد مع فارسه محمود إبراهيم عبيد لعائلة مجاهدة ربته على حب الجهاد والمقاومة، فبين جنبات وأزقة المخيم عاش حياته وترعرع على إجرام الاحتلال بحق أبناء شعبه، والذي شكل دافعًا له للالتحاق بطريق الجهاد والمقاومة، وقد تلقى تعليمه في مدارس المخيم.

في صفوف الجهاد: انتمى فارسنا إلى صفوف حركة الجهاد الإسلامي مطلع انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، ثم انضم لسرايا القدس، فأتقن تصنيع العبوات الناسفة وبرع فيها حيث تتلمذ على يد الشيخ الأسير القيادي علي الصفوري ولقب بمهندس العبوات الناسفة.

على إثر نشاطه العسكري ومشاركته في إحدى العمليات من خلال تفجير عبوة ناسفة قرب إحدى مستوطنات العدو في جنين أصبح من المطاردين لقوات الاحتلال، حيث تعرض منزله للمداهمة أكثر من مرة بهدف اعتقاله لكنّها باءت بالفشل، وظل ملازماً لقادة سرايا القدس في مخيم جنين خاصة الشهيد القائد حسام جرادات. وربطته علاقة وثيقة بالشهيدين المجاهدين أشرف السعدي ومحمد أبو ناعسة اللذين استشهدا بعده بأيام قليلة في 28 فبراير 2007م في عملية اغتيال جبانة.

شهيداً على طريق القدس: بتاريخ 21 فبراير 2007م، كان فارسنا على موعد مع الارتقاء نحو السماء بعد حياة حافلة بالجهاد والتضحية حيث قامت قوات خاصة صهيونية باعتراض السيارة التي كان يستقلها على دوار الشهيد يحيى عياش بمدينة جنين وقامت باستهداف فارسنا بوابل كثيف من الرصاص بشكل مباشر ليرتقي مقبلاً غير مدبر ملتحقًا بركب من سبقه من الشهداء.