غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

احذروا هذه المباني..

بروفيسور في الهندسة المدنية يجيب عن السؤال الأصعب: هل تصمد مباني غزة أمام الزلزال؟!

زلزال يضرب غزة.jpg
شمس نيوز - مطر الزق

مشاهد دمار المباني وناطحات السحاب في تركيا وسوريا نتيجة الزلزال العنيف، أثارت مخاوف لدى الفلسطينيين، وتركت تساؤلات كبيرة عن مدى قدرة صمود المباني أمام الزلازل، وبخاصة في قطاع غزة، الذي تعرض لهجمات صاروخية إسرائيلية شديدة تسببت (بخلخلة) أساسات المباني، سواء التي أصيبت بضرر جزئي أو طفيف.

وكان وزير البيئة التركي مراد قوروم أكد أن عدد المباني التي انهارت أو تضررت بشدة بسبب الزلزال يبلغ (24921 مبنى)، وذلك استنادا إلى تقييم أكثر من (170 ألف) مبنى، إذ أرجعت بعض وسائل الإعلام التركية إلى أن انهيار آلاف المباني كانت بسبب الغش وعدم تشييد المباني وفقًا لمعايير البناء المقاومة للزلازل، فهل مباني قطاع غزة مقاومة للزلازل؟.

البروفيسور في الهندسة المدنية الدكتور زاهر كحيل طمأن سكان قطاع غزة بإمكانية صمود مبانيها أمام الزلازل، قائلًا: "إن طريقة البناء، وزيادة تسليح المباني، وطبيعة التربة في قطاع غزة، جميعها عوامل تساهم في قوة وصمود المباني أمام الزلازل التي تصل درجتها إلى 7 درجات على مقياس ريختر".

وأوضح د. كحيل لـ"شمس نيوز" أن بناء العمارات السكنية في قطاع غزة لا تزيد عن 5 طوابق وفق معايير هندسية دقيقة، وهذا عامل مهم في مقاومة العمارات للزلازل، إضافة إلى أن تربة القطاع تربة رملية مستقرة، لا تتحول من صلبة إلى لينة أثناء الزلازل كما حدث مع التربة في تركيا وسوريا.

وقال: "إن معايير قوة وصمود المباني أمام الزلازل يحكمها عاملان مهمان، وهما قوة ومدة وقوع الزلزال؛ فكلما كان الزلزال قويًا ومدة وقوعه استمرت أكثر من دقيقة (60 ثانية) فإن طاقة حركة المباني ستكون أكبر، بالتالي النتيجة خسائر أكبر في المباني".

وأشار د. كحيل إلى أن زلزال تركيا كان قويًا؛ إذ وصلت قوته 7.6 درجة على مقياس ريختر، واستمر لمدة تصل إلى 80 ثانية، وهذا الأمر تسبب في حركة كبيرة للمباني، أدى إلى انهيارها، لافتًا إلى أن مدة الزلزال الطبيعية تستمر 20 ثانية فقط.

احذروا هذه المباني

ورغم الطمأنينة التي أكدها د. كحيل من وجود مجال للأمان في مباني قطاع غزة، إلا أنه استدرك خطورة المباني الأثرية القديمة والمباني التي تعرضت للقصف الإسرائيلي لا سيما التي أصيبت بضرر جزئي أو طفيف.

وأضاف: "المباني التي تعرضت للقصف الإسرائيلي تصدعت أساساتها منذ الضربة الأولى، فهذه مبانٍ غير آمنة، نحن لا نطمئن بوجودها قائمة بيننا، فلا نعرف مدة تأثير الضربة الأولى لقوة الخرسانة؟، معتبرًا المباني التي تعرضت للقصف أو للدمار الجزئي مشكلة كبيرة بحاجة إلى انتباه وإعادة تقييم من الجهات المختصة.

ومن الواجب الوطني والديني وفقًا للبروفيسور كحيل، تشكيل مجموعة من المهندسين بالتعاون بين وزارة الأشغال العامة ونقابة المهندسين والجهات الدولية؛ لإعادة تقييم جميع المباني في قطاع غزة لا سيما التي تعرضت للقصف الإسرائيلي والأثرية القديمة.

إن عملية التقييم كما ذكر البروفيسور كحيل، يجب أن تتم عن طريق برامج تكنولوجية حديثة تعتمد على تغذية المعلومات بشأن جميع المباني التي تتأثر من الزلازل، قائلًا: "نستطيع وضع علامات محددة على المباني التي قد تتعرض للدمار من زلزال قوته (8 ريختر)، أو المباني التي قد تتعرض لأضرار كبيرة من زلزال قوته (7 ريختر) وهذا يُسهل تحديد المباني المعرضة للانهيار في أي وقت.

ودعا كحيل إلى تشكيل جهاز طوارئ يعمل على تحديد المباني التي قد تتعرض للانهيار بشكل علمي؛ باستخدام مخططات موثقة دقيقة، وإبلاغ الجهات المختصة بضرورة العمل على ترميمها قبل وقوع الزلزال.