نظمت الجبهة الديمقراطية لتحرير فلسطين في محافظة شمال قطاع غزة، اليوم السبت، مسيرة جماهيرية حاشدة بمناسبة ذكرى انطلاقتها الـ54، حيث حملت شعار «التمسك بالأونروا وتطوير خدماتها، واستدامة تمويلها حفاظاً على قضية اللاجئين وصوناً لحق العودة».
وانطلقت المسيرة من أمام مستشفى اليمن السعيد وصولًا إلى مقر وكالة الأونروا وسط مخيم جباليا شمال القطاع، بمشاركة حشود غفيرة من جماهير شعبنا، وبحضور قيادات وكوادر الجبهة، وممثلي القوى الوطنية والإسلامية، وذوي الشهداء والأسرى، والوجهاء والمخاتير والشخصيات الوطنية واللجان الشعبية وحشد نسائي كبير.
ورفع المشاركون في المسيرة الأعلام الفلسطينية ورايات الجبهة الديمقراطية على وقع أغاني الجبهة، كما شهدت مسيراً عسكرياً لمقاتلي كتائب المقاومة الوطنية «قوات الشهيد عمر القاسم» الجناح العسكري للجبهة.
بدوره، أكد مسؤول محافظة الشمال وعضو اللجنة المركزية للجبهة الرفيق عطية صالحة أن الجبهة الديمقراطية على مدار 54 عاماً تواصل نضالها الدؤوب في قلب الجماهير في مخيمات اللجوء والشتات وبلدان المهاجر، وفي أزقة المخيمات والمدن والقرى في الضفة والقدس وغزة، تحمل البندقية بيدٍ وباليد الأخرى البرنامج الوطني المرحلي «برنامج العودة والدولة وتقرير المصير».
وأضاف صالحة معاهداً شعبنا أن تضحيات شهداء جبهتنا وشعبنا وقادته العظام تضعنا أمام المزيد من الواجبات الكفاحية حتى نحقق الأهداف التي رفع عناوينها برنامجنا الوطني المرحلي بقيادة منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد لشعبنا.
وأكد مسؤول الجبهة في محافظة الشمال، رفض كل الحلول البديلة الهادفة لإسقاط صفة اللاجئ عن الذين ولدوا بعد العام 1948 وإسقاط حق العودة عنهم، مشدداً على محورية دور وكالة الأونروا في تأمين الخدمات للمخيمات، مضيفاً: «نحن على ثقة أن حركة اللاجئين في أقاليم عمل الأونروا ستبقى رأس حربة في مواجهة المشاريع التصفوية».
وطالب صالحة بتعميق خطوة وقف التنسيق الأمني وحمايتها من الضغوط الأميركية واستكمال تطبيق قرارات المجلس المركزي بوقف العمل بالمرحلة الانتقالية لاتفاق اوسلو وملحقاته السياسية والأمنية والاقتصادية، محذرًا من خطورة مشاركة القيادة السياسية للسلطة الفلسطينية في الاجتماع الأمني المقرر يوم غدٍ مع الولايات المتحدة ودولة الاحتلال وأطراف أخرى، كون هذه المشاركة تعد صك براءة لدولة الاحتلال عن جرائمها ضد أبناء شعبنا.
وشدد القيادي في الجبهة على ضرورة تشكيل قيادة وطنية موحدة للمقاومة الشعبية وتأطيرها على محاور المجابهة والصمود وتوفير كل أشكال الدعم والاسناد السياسي والمعنوي والمادي لها، منوهًا لضرورة دعم صمود الأسرى في معاركهم النضالية في مواجهة القوانين العنصرية وإجراءات ما تسمى «مصلحة السجون».
ودعا صالحة إلى توفير مقومات صمود لشعبنا على أرضه في مواجهة الاحتلال والفصل العنصري، ما يتطلب خطوات وسياسات من الحكومة الفلسطينية وسلطة الأمر الواقع في غزة لوقف التدهور المريع في كافة مناحي الحياة، بمعالجة قضايا الفقر والجوع والبطالة والغلاء، وإيجاد حلول لمشاكل الخريجين والفقراء، ووقف الضرائب بأشكالها المتعددة.
وأكد مواصلة النضال لإنهاء الانقسام واعادة بناء النظام السياسي الفلسطيني، مثمنًا المساعي المصرية والجزائرية لإنهاء الانقسام، كما أكد أن مبادرة الجبهة لإنهاء الانقسام ما زالت مطروحة على طاولة النقاش والحوار.
وفي الختام، توجه صالحة بالتحية إلى الرفاق القادة المؤسسين وعلى رأسهم الرفيق الأممي الكبير الأمين العام نايف حواتمة، وعموم الرفاق والرفيقات في كافة أماكن تواجد شعبنا الفلسطيني داخل الوطن وخارجه، كما حيا أسرانا الأبطال وعوائلهم وعوائل الشهداء والمناضلين على بوابات المدن والمخيمات والقرى، أبطال المقاومة الشعبية والقوات الضاربة في الضفة الغربية بما فيها القدس المحتلة. وتوجه بالفخر إلى المقاتلين على خطوط التماس في قطاع غزة وفي مقدمتهم ابطال كتائب المقاومة الوطنية «قوات الشهيد عمر القاسم» التي أكدت في كل المعارك جدارتها النضالية وكفاءاتها العسكرية والقتالية.