غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

المقاومة فرضت معادلاتها

المفكر الروسي كوركودينوف في حوارٍ مع "شمس نيوز": الأوضاع في فلسطين تتجه نحو انتفاضةٍ مسلحةٍ

رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ دينيس كوركودينوف
شمس نيوز - خاص

يرى رئيس المركز الدولي للتحليل السياسي والتنبؤ دينيس كوركودينوف أَنَّ المقاومة الفلسطينية تمكنت في الآونة الأخيرة من فرض معادلات جديدة في الضفة المحتلة في سياق الصراع مع الاحتلال الإسرائيلي.

وأوضح دينيس كوركودينوف في حوارٍ مع "شمس نيوز" انَّ المقاومة الفلسطينية المتصاعدة باتت تشكلاً خطراً حقيقياً على (إسرائيل)، وانَّ التشكيلات المسلحة التي يتلف حولها الشباب الفلسطيني -المؤطرين أو غير المؤطرين- باتت تدق ناقوس الخطر لدى المستوى الأمني والعسكري الإسرائيلي، وتشير بشكلٍ واضحٍ أن المقاومة فرضت معادلة المشاغلة في الضفة.

ويشير دينيس كوركودينوف أنَّ استجابة الشباب الفلسطيني لفكرة القتال تعودُ لاسبابٍ عدة، أولها فقدانهم الأمل بشكلٍ مطلق في حلٍ مع الاحتلال الإسرائيلي عبر طرق التسوية والمفاوضات، ولسببٍ آخر يتعلق بالاعتداءات الإسرائيلية المتزايدة، التي من بينها العدوان بالحصار الاقتصادي، والملاحقات والاعتقال اليومية، واقتحام المدن.

ولفت إلى انَّ الشعب الفلسطيني في الضفة أمام نهضة تحريرية حقيقة من الاحتلال الإسرائيلي، مشيراً إلى أنَّ ثمة أسباب موضوعية ومنطقية باتت تجبر جميع الأطراف الفلسطينية -على اختلاف ايدلوجياتهم- للتوحد والقتال، مستشهداً بالوحدة الميدانية الحاصلة في الضفة المحتلة.

وذكر أنَّ ما يجري اليوم في الضفة المحتلة يعطي انذاراً للقوات الإسرائيلية بضرورة التوقف عن نهج وسياسة الاغتيالات، والاستيطان، وإلا فإن القادم اقله سيكون "انتفاضة فلسطينية مسلحة" في كل الساحات.

وذكر أنَّ الشباب الفلسطيني لم يعد يرى أملاً في أي مفاوضات، قائلاً: الشباب الذين يقاتلون الآن، يطرحون تساؤلاً: ماذا حققت المفاوضات؟، هل توجد دولة فلسطينية؟، هل انتجت عملية التسوية أي جوانب إيجابية على المستوى السياسي؟، لذا يرى الشباب أن من واجبهم مواصلة القتال ومشاغل (إسرائيل).

وذكر أنَّ عملية تطور المقاومة الفلسطينية في الضفة يشابه ما كانت عليه الأوضاع في بداية السبعينيات، مع إشارته إلى أن إمكانية تصاعد اعمال المقاومة بشكلٍ أكبر على المستوى التكتيكي والعملياتي.

وفيما يتعلق بلقاء العقبة الأخير، أشار إلى انَّ الولايات المتحدة ما تزال عنصر دعم واسناد للكيان الإسرائيلي، وتحاول السيطرة على الأوضاع في الضفة المحتلة، من خلال الزج بأطراف محلية (فلسطينية) وعربية (الأردن).

ويشير كوركودينوف انَّ واشنطن تحاول أنْ تقنع المملكة الأردنية أنَّ نشاط المقاومة في الضفة المحتلة قد يقوِّضُ الأمن في الأردن، مشيراً إلى أنه مسعى تحريضي من قبل الولايات المتحدة لإشراكها في مواجهة القوى الفلسطينية المسلحة التي تهاجم "إسرائيل".

ورجَّحَ أنْ تكون المملكة الأردنية متيقظة تماماً تجاه المساعي والنوايا التحريضية من محاولة الزج بها في مواجهة التشكيلات العسكرية، خشيةً على الاضرار بالمصلحة القومية الأردنية.

وأشار إلى أنَّ الجرأة للشباب الفلسطيني في الخروج والمواجهة وعدم الاستكانة والتسليم بالأمر الواقع تشابه إلى حدٍ كبير الجرأة الروسية في استهداف كييف التي باتت تهدد روسيا، مع فارق التشبيه في الأداء والقوة.

واختتم كوركودينوف حديثه، بالقول: "إن المقاومة الفلسطينية في تصاعد، وأنَّ استمرارها سيضع إسرائيل بمأزق امنيٍ، يفرض عليها اتخاذ قرارات عسكرية تجاه الضفة، سواءً من خلال قواتها المباشرة، أو من خلال الزج بالأجهزة الأمنية الفلسطينية وتفعيل سياسة التنسيق الأمني، وفي كل الأحوال ستكون الأوضاع ناضجة لنشوب انتفاضة مسلحة لن تكون في مصلحة الجانب الإسرائيلي".