إنهم الشهداء، فوارس فلسطين، يولدون في أجمل الأزمنة والأمكنة، يعطرون البلاد بروحهم وريحانهم، ويسيرون في صفوف الجهاد، قافلة من العاشقين لا تنتهي، ويرتقون شهداء على طريق القدس.

بتاريخ 11 يناير 1973م كانت مدينة بيت لحم على موعد مع فارسها أسامة محمد العسعس، لعائلة مجاهدة ربته على حب الجهاد والمقاومة وقد تلقى تعليمه في مدارس المدينة.

التحق فارسنا أسامة بحركة الجهاد الإسلامي عام 1988م، واعتقل لمدة خمسة أشهر، وفي عام 1990م، اعتقل للمرة الثانية، وحكم عليه بالسجن أربع سنوات بسبب المشاركة في فعاليات الانتفاضة الأولى، وبعد أن أمضى ثلثي الحكم أفرج عنه، كما شارك أسامة في إحياء العديد من فعاليات الإطار الطلابي لحركة الجهاد الإسلامي في جامعات الضفة.

برز دوره من خلال المشاركة في المواجهات مع قوات الاحتلال خلال انتفاضة الحجارة 1987م، وأنشطة الحركة من كتابة الشعارات على الجدران وتوزيع البيانات والمشاركة في مسيرات الشهادة بشعاراته المعبرة.

مع انطلاقة انتفاضة الأقصى المباركة عام 2000م، التحق فارسنا أسامة بصفوف سرايا القدس الجناح العسكري للحركة، وشارك في الكثير من عمليات إطلاق النار على المواقع الصهيونية.

بدأت القوات الصهيونية بمطاردته، بعد كشفها أنه يقف خلف العديد من العمليات، وأهمها وضع سيارة مفخخة في شارع يافا داخل فلسطين المحتلة، وكذلك المشاركة في تجهيز استشهاديين.

بتاريخ 6 مارس 2003م اقتحمت قوات الاحتلال مدينة بيت لحم بعدد كبير من الآليات العسكرية والجنود وحاصرت المنزل الذي كان يتواجد به فارسنا أسامة وفرضت طوقًا كاملاً حوله حيث طالبه جنود الاحتلال بتسليم نفسه إلا أنه رفض وخاض اشتباكًا عنيفًا معهم إلى أن نفذت ذخيرته وارتقى شهيدًا مقبلاً غير مدبر.