غزة

19°

وكالة شمس نيوز الإخبارية - Shms News || آخر أخبار فلسطين

فلسطين عقيدة أُمة

مفكر نيجيري لـ"شمس نيوز": أخطار التطبيع مع العدو الصهيوني "كارثية" وفيه تجاوز سافر لثوابت الأمة وعقيدتها

المُفكر النيجري الدكتور إسماعيل أدرامولا مدير كلية السياسية والاقتصاد في جامعة سليمان الدولية في تركيا
شمس نيوز - مطر الزق

يرى المُفكر النيجري الدكتور إسماعيل أدرامولا مدير كلية السياسية والاقتصاد في جامعة سليمان الدولية في تركيا، أنَّ تطبيع الدول العربية والإسلامية لعلاقاتها مع الكيان الصهيوني يؤذنُ بأخطارٍ كبيرةٍ على مستوياتٍ عدةٍ في جسدِ الأمة الإسلامية والعربية، فينشر الفتن في دولها، ويشتت جمع المسلمين.

وأوضح المفكر النيجيري في حوار مع "شمس نيوز" أنَّ فكرة التطبيع تتجاوز الخطوط الحمراء، وتمس بثوابت العقيدة الإسلامية، على اعتبارِ أنَّ قضية فلسطين ليست قضيةً سياسية أو اقتصادية، أو صراع على فكرةِ أرض؛ إنما فلسطين هي جزء أساسي من العقيدة الإسلامية، والتخلي عنها بمثابةِ تخلي عن القرآن والسنة.

ويرى د. إسماعيل، بأن تطبيع الدول العربية والإسلامية مع الكيان الصهيوني لن يجلب لهم الأمن والاستقرار، ولن يساهم في خفض التوترات في العالم، كون اليهود لن يكفوا عن مواصلة جرائمهم، مستحضرًا قوله تعالى: " وَلَن تَرْضَىٰ عَنكَ الْيَهُودُ وَلَا النَّصَارَىٰ حَتَّىٰ تَتَّبِعَ مِلَّتَهُمْ".

وقال: "إن هرولة بعض الأنظمة العربية والإسلامية لتطبيع العلاقات سياسيًا واقتصاديًا مع (إسرائيل) فيه مخالفة للعقيدة، ويُضعف قوة ووحدة المسلمين، لا سيما أن قوة العدو ستزداد بشكل كبير على المستوى السياسي، والاقتصادي، والعسكري، وهو سيدفعهم لمواصلة ما يدفعهم لارتكاب جرائم ضد المسلمين في فلسطين دون أي رادع".

ولامَ المفكر النيجيري، الدول العربية والإسلامية لاستمرار حالة التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي، إذ أوضح انَّ التطبيع فيه مخالفة لأوامر النبي صلى الله عليه وسلم الذي حث على نصرة المسلمين لبعضهم البعض، فالنبي قال في حديث شريف: "انصر أخاك ظالمًا أو مظلومًا"، وفي حديث آخر قال: "لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"، مشدداً على أنَّ النص الديني يشير بشكلٍ واضحٍ إلى أنَّ التطبيع مرفوض جملةً وتفصيلاً.

ويرى أن التطبيع مع الاحتلال الإسرائيلي أدى إلى إضعاف المسلمين في جوانب تتعلق بالعقيدة والجوانب العسكرية والاقتصادية، قائلًا: "علينا أن نعود إلى الله ونلتمس طريق الحق لمساعدة إخواننا في فلسطين ونصرة مسرى النبي صلى الله عليه وسلم".

وعن الأسباب التي تدفع بعض أنظمة الدول العربية والإسلامية لتطبيع العلاقات مع الكيان الصهيوني، يعتقد المفكر النيجيري أن هناك أسباب متعددة، منها ضعف الإيمان بالله تعالى والابتعاد عن سنة النبي صلى الله عليه وسلم، وحالة الاحتراب الداخلي في الأمة، إضافة إلى النزعة القومية والعنصرية، إذ أراد بعض العرب أنْ يذهبوا الى الحضن الإسرائيلي طناً أنها يمكن ان توفر لهم الحماية والأمن والأمان، بعيداً عن فكرة توفير الامن من خلال التعاضد مع جسد الأمة الواحدة.

وبين د. إسماعيل أن أحد الأسباب للتطبيع مع الكيان، هو السعي الأعمى وراء الحضارة الغربية، والارتهان لقادتها، قائلاً: "إن السعي وراء تعزيز الحضارة الغربية، والارتهان لها، في مقابل التخلي عن السمت الإسلامي، والحضارة الإسلامية يتنافى مع القرآن والسنة"، مؤكدًا أن تعزيز الحضارة الإسلامية يمنح المسلمين قوة اقتصادية وسياسية لمواجهة أعداء الدين.

وأضاف: "أمدنا الله سبحانه وتعالى بخيرات كثيرة وميَّزنا عن جميع الدول بخيراتٍ عديدة، منها نعمة البترول لذلك علينا الاستفادة من ذلك لتقوية أوضاعنا السياسية والاقتصادية بعيدًا عن الاعتماد على الأعداء الذين ينهبون ثوراتنا وخيراتنا".

وعن طريقة الخلاص من حالة الضعف والارتهان العربي والإسلامي في أحضان الغرب قال المفكر النيجيري: "علينا أولًا العودة إلى الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، والاهتمام بأمر المسلمين والدفاع عن فلسطين"، مشيرًا إلى أن المشكلة الرئيسية لحالة الضعف الإسلامي تكمن بالرؤساء الذين ينتهجون سياسة خطيرة لا توافق الكتاب والسنة.

والأمر الثاني وفقًا للدكتور إسماعيل أدرامولا -لتعزيز قوة الأمة في مواجهة اعدائها- هو وحدة الصف العربي والإسلامي والفلسطيني، قائلًا: "يجب أن يكون شعب فلسطين وجميع المسلمين موحدين ليتمكن من مواجهة أعداء الدين والإسلام، لأن في الوحدة قوة الجماعة".

ودعا المفكر النيجري الدول العربية والإسلامية على حدود فلسطين أن يقدموا المساعدة الاقتصادية والسياسية والاجتماعية لأبناء فلسطين ليتمكنوا من مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، لافتًا إلى أن الوحدة في الموقف والعمل يحتاج إلى إخلاص النية الصادقة بين الأخوة.

كما، حثَ الدكتور إسماعيل أدرامولا المسلمين والعرب بضرورة الاهتمام بالجوانب الإعلامية، لنصرة الشعب الفلسطيني، والتعريف بالقضية الفلسطينية، والتعريف بحقيقة الصراع الدائر.