لا يظن الاحتلال باغتياله المجاهدين صباح اليوم الأحد 13. 3. 2023 في نابلس أنه حقق إنجازا يُفتخر به، بل هو يعجل في كتابة السطر الأخير من كيانه.
عملية الاغتيال الجبانة التي نفذها الاحتلال عبر كمين للمجاهدين ستزيد المجاهدين إصرارا على المضي في طريق الجهاد والمقاومة والعمل على توسيع رقعة المواجهة جغرافيا ونوعيا باستخدام أدوات جديدة وفتح جبهات متعددة كان الاحتلال يظن أنها بعيدة عن تفكير المقاومة، وخير دليل على ذلك عملية الشهيد الخواجا في أهم وأكبر شارع في تل ابيب المحتل؛ شارع ديزنغوف، والعملية الأخرى التي لم يكتب لها النجاح في حافلة للمستوطنين بالقرب من بيت لحم.
على الاحتلال أن يدرك أن المقاومة بات تفكيرها أكثر اتساعا وأكثر استخداما للأدوات المختلفة في مواجهة الاحتلال، ولم يعد هناك خطوط حمر أو موانع فكل الأهداف والأماكن مشروعة، واليوم أصبحت أكثر شرعية وملحة بعد مجازر الاحتلال وعدوانه المستمر من تعدي على الأقصى والأسرى التي يمارسها على مدار الساعة بحق الشجر والحجر والبشر.
الاحتلال يعجل بالمواجهة ويفتح الباب على مصراعيه للمقاومة للعمل على كل الساحات حتى يذيق الاحتلال ما يُذيقه للشعب الفلسطيني ويمهد لمرحلة أوسع تمهيدا لمرحلة التحرير وكنس الاحتلال.
مجزرة نابلس اليوم ما كان الاحتلال أن يقدم عليها وينفذها لولا التعاون الأمني والذي يشكل خنجرا في صدر المقاومة، ولذلك هذا التعاون الأمني مجرم كما الاحتلال مجرم، وعليه من يقوم بالتعاون الأمني مع الاحتلال ومراقبة المقاومين وتقديم المعلومات عن تحركاتهم حتى يسهل استهدافهم والكمن لهم كما حدث فجر اليوم؛ أن يحذر من غضبة الجماهير قبل غضبة المقاومة، والذي لن يطول صبرهم على هذا الإجرام التي تمارسه أجهزة السلطة.
اليوم الذي سيعلن فيه الشعب ومقاومته غضبتهم على هذا التعاون الأمني المجرم لن يطول وسيتم التعامل مع الأجهزة التي تسهل للاحتلال مهامه كما يتم التعامل مع الاحتلال ذاته، وسيشارك جزء كبير من رجالات هذه الأجهزة في العمل على كبح ما تقوم به بعض أجهزتهم من تعاون وعمالة مع المحتل، فالشعب لم يعد مخدوعا بالتضليل والكذب، وباتت الحقيقة أمامه أكثر وضوحا.
ونقول لهم عودوا قبل فوات الأوان وكونوا إلى جانب شعبكم ومقاومته.