يرى مراقبون ومحللون أن الاحتلال نفذ عملية الاغتيال لعدد من المقاومين في مدينة جنين، بهدف التغطية على فشله وحالة الارباك التي عاشها خلال الأيام الماضية بعد قضية العبوة الناسفة في مجدو، ورسالة للمراهنين على لقاء شرم الشيخ المرتقب
واغتالت قوة خاصة لجيش الاحتلال، اليوم الخميس، 4 شبان فلسطينيين في مدينة جنين، وأبرز الذين اغتالتهم القوة القائد المجاهد: نضال أمين زيدان خازم (28 عاماً) من أبرز قادة كتيبة جنين في سرايا القدس، والشهيد القائد: يوسف صالح بركات شريم (29 عاماً)، والشهيد البطل: لؤي خليل الزغير (37 عاماً)، والشهيد الفتى: عمر محمد عوادين (16 عاماً).
مطلوب وضع خطط للرد
لكاتب والمحلل السياسي قسام الزعانين، ذكر أن الجريمة متعمّدة مخطط لها مسبقاً هدفها القتل المباشر، وبقرار من حكومة الكيان الإجرامية.
وقال الزعانين: "هذا الأمر يعني أن مسار الاغتيال هو خيار استراتيجي صهيوني، لوقف المقاومة المتسارعة الانتشار والتطور، وأن الخطوات السياسية الأخرى كلقاء العقبة الماضي ولقاء شرم الشيخ المرتقب، حجة صهيونية لحشد مزيد من الإجراءات التي تخدم نفس الأهداف الصهيونية".
وأضاف "هذه الجريمة تتطلب منّا كمقاومين العيش في حالة طوارئ دائمة، واتخاذ أقسى وأشد الإجراءات الأمنية حيث اليقظة كالصقور والنوم كالذئاب، والعمل على نقل المعركة باستمرار إلى الداخل المحتل كل ما أمكن ذلك".
ودعا الزعانين الفصائل المقاومة للعمل بكافة الوسائل لوضع خطط الرّد المناسبة التي تردع الاحتلال، وتجبره على وقف سياسة الاغتيال الإجرامية، مضيفًا "قد يكلفنا ذلك في بداية الأمر تضحيات، لكن مشهد الاغتيال والتصفية والتنكيل بالمقاومين في الضفة لن يتكرر كما يحدث الآن".
لن تثني المقاومة
من ناحيته الكاتب والمحلل السياسي ياسر الخواجا قال: "المجازر لن تنتهي ما دام الاحتلال موجود على أرضنا والصراع قائم ومستمر".
وذكر أن الاستمرار في ارتكاب المجازر والقتل، خيار العدو للبقاء والتواجد على أرضنا، مبينًا أن خيارات المقاومة الدفاع عن شعبنا من خلال الاشتباك والمواجهة الدائمة للاحتلال، واذابت ونسف أي حالة استقرار له.
وأضاف "المجازر لن تنتهي، والرد عليها لن ينتهي من خلال المقاومة والشباب الفدائي الصادق".
وذكر أن المجزرة التي ارتكبت في جنين بوضح النهار، وفي ظل حالة من الارتباك والتخبط الأمني الداخلي والخارجي، لحكومة نتنياهو، تهدف لمحاصرة وكسر إرادة المقاومة، والنيل منها من خلال أبشع الجرائم اليومية.
وأرجع الخواجا الهدف من كسر إرادة المقاومة هو أنها تقض مضجع العدو، واستقراره على أرضنا، وتعطى كل يوم دليلا ومساحة أكبر على صدقها وجدواها من خلال توسع رقعتها وتمدد مشاغلتها، واستمرار جذوتها.
وأضاف "المقاومة تحيي صراعًا يجب أن يبقى حيا من خلال مداد ودماء الشهداء، مرورًا من غزة والضفة والقدس وصولا إلى جنوب لبنان ،ليكتمل مشهد الاشتباك والمقاومة من خلال ترابط ساحات وميادين الفعل المقاوم".
وتابع الخواجا "في ظل حالة التآكل وبدء التفكك الذاتي للكيان الاحتلال، ارتكب مجزرة جديدة، التحمت فيها كل معاني التضامن والوحدة الميدانية المقاومة بالسرايا والقسام وعرين الأسود، ليؤكدوا على معنى واحد وحقيقة واضحة للوحدة من خلال البندقية والبارودة، التي لم تترك، استجابة لوصية القافلة الطويلة والممتدة من الشهداء، منذ أن وطأ الاحتلال أرضنا.
صبر المقاومة نفذ
قال الكاتب والمحلل السياسي مصطفى الصواف: "الاحتلال يتمادى في إجرامه، وصبر المقاومة على ما يبدو قد نفذ وهي تزيد من استعدادتها لمواجهته".
وأوضح أن ذلك بدا جليًا في حديث القيادي في كتائب القسام مروان عيسى، وتأكيده على أن المقاومة ترتقب بكل دقة ما يجري في فلسطين المحتلة والقدس وغزة.
وأضاف الصواف "تصرفات الاحتلال على الأرض، وآخرها ما حدث اليوم في جنين يعجل في اشعال فتيل الانفجار، وهو قادم بلا شك".
وتابع "المقاومة تحذر من أن تمادي الاحتلال في غيه سيحول المنطقة إلى بركان كبير لن يتمكن الاحتلال من تحمله، ولن يقتصر على غزة والقدس والضفة بل سيشمل كل الجبهات".
رسالة للمراهنين
وفي سياق آخر أشار الصواف إلى أن عملية الاغتيال في جنين رسالة إلى السلطة للتفكير بجدية أكثر في الامتناع عن المشاركة في لقاء شرم الشيخ الأحد القادم.
وأكمل "هذه الجريمة تؤكد على عدم التزام الاحتلال بأي هدوء أو بالتوقف عن جرائمه، وأن المشاركة في لقاء شرم الشيخ يعني إعطاء الضوء الأخضر للاحتلال لمواصلة جرائمه".
وبيَّن أن ما حدث في جنين يؤكد للمرة الألف أن المقاومة مستمرة وممتدة وأكثر صلابة وإصرارا على مجابهة الاحتلال، وكل المؤتمرات بل المؤامرات، سواء تلك التي حدثت بالعقبة - وكانت جريمة حوارة نتيجة لها - وما سيجري في شرم الشيخ.
ورجّح الصواف أن جريمة اليوم هي مقدمة وعنوان للقاء شريم الشيخ، مضيفًا "اللقاءات لن توقف المقاومة، والمقاومة هي من ستؤسس للمرحلة القادمة".