يستعد المسلمون حول العالم لاستقبال شهر رمضان المبارك الذي يتقرب به العبد من ربه بالطاعات وكثرة العبادات، ففيه تتضاعف الأجور، وتصفد مردة الشياطين، وتفتح أبواب الجنان، وتغلق أبواب النيران، فهنيئًا لمن أحسن استثماره.

وينبغي للمسلم ألّا يفرط في مواسم الطاعات، وأن يكون من السّباقين لفعلها، قال الله تعالى: {وَفِي ذَلِكَ فَلْيَتَنَافَسِ الْمُتَنَافِسُونَ}، فهذه رسالة لكل مسلم أن يحسن استثمار هذا الشهر، وألا يذهب رمضان إلا وقد أحسن العمل مع الله وتقرب إليه بالدعاء وقراءة القرآن، أملاً بأن يغفر له ما تأخر من ذنبه وما تقدم.

وسخر الله للناس علماء ودعاء مشهود لهم بالحسن والصلاح؛ ليُذكروا الناس بالطاعات والعبادات، الداعية الإسلامي طاهر لولو وضع جدولاً إيمانياً للاستثمار الأمثل لشهر رمضان.

يقول الداعية لولو لـ"شمس نيوز": "شهر رمضان المبارك، شهر الخير والبركة والرزق وقبول العمل، حيث كان يقول الرسول محمد -صلى الله عليه وسلم- اللهم بارك لنا في شعبان وبلغنا رمضان، فترفع الأعمال في هذا الشهر الفضيل إلى الله عز وجل، وتفتح أبواب الجنة وتغلق أبواب النار وتصفد الشياطين".

وأوضح أن للمسلم فرحتان -كما أخبرنا رسولنا الكريم- فرحة عند فطره وفرحة عند لقاء ربه، مبيناً أن الله وصف خلوف فم الصائم أطيب من رائحة المسك، ما يدل على أجر وثواب الصيام لله عز وجل.

وأشار إلى أن العبد يجب أنْ يتصل مع خالقه بالعبادات السرية التي لا تكون مرئية للناس، ليكون الأجر بها مضاعف، مستشهداً بحديث الرسول محمد صلى الله عليه وسلم "ركعتان في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها".

وأضاف لولو "على المسلم في رمضان وبقية الأوقات التحلي بالأخلاق الحميدة التي حثَّ عليها ديننا الحنيف، فأهم مقاصد الإسلام العظيمة هو نشر الأخلاق الحميدة في المعاملات بين البشر، ورسولنا الكريم يقول إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".

وأوصى بضرورة استثمار الأيام القليلة المتبقية لرمضان بالاستعداد لاستقباله، بالتعود على قراءة القرآن وذكر الله، وصلاة قيام الليل، والدعاء لتكون هذه العبادات معتادة عند المؤمن، ليتقوى على العمل بها وتكثيفها في رمضان، لافتاً إلى أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يستعدون لاستقبال شهر الطاعات قبل 6 أشهر من قدومه.

وتابع لولو: "قال الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله، ألا وهي القلب"، ناصحاً المسلمين أن يطهروا قلوبهم من الغل والحقد ليستقبلوا رمضان بقلب طيب طاهر نقي، ليتقبل الله أعمالهم وطاعاتهم.

كما ونصح المسلمين إلى الالتزام بصلاة النوافل والتهجد قبل السحور، مشيراً إلى أن تلك اللحظات من أروع الأوقات لأسبابٍ عدة، أبرزها الهدوء والسكنية بعيداً عن ضوضاء النهار.

وهنأ الداعية الإسلامي الشعب الفلسطيني والأمة العربية والإسلامية بحلول شهر رمضان المبارك، سائلاً الله أن يجعله شهر خير وبركة ونصر على المسلمين، وأن يمن الله فيه على الأسرى بالإفراج.