أكد عضو المكتب السياسي لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين، د. محمد الهندي، أن قضية الأسرى، "قضية إجماع وطني" والإضراب المفتوح الذي يخوضونه هو "اختبار مفتوح لكل من يتشدق عن حقوق الانسان والحرية والمواثيق للأمم المتحدة".
وقال د. الهندي، خلال برنامج "حتى القدس" عبر قناة الميادين: إن "الاحتلال يدير ظهره لكل هذه المسائل ويريد أن يبقى الأسرى في العزل الانفرادي ويأخذ كل حقوقهم التي كفلتها كل المواثيق المتعلقة بالأسرى".
وأضاف أن "هناك تواصل يومي مع الأسرى داخل السجون، كما ويوجد قيادة مشتركة من الفصائل وهي من تدير الإضراب وتضع أهدافه".
وتم الاتفاق على تعليق خطوة الإضراب بعد وقف الإجراءات العقابية والتعسفية من قبل الاحتلال بحق الأسرى، وفق هيئة الأسرى ونادي الأسير الفلسطيني.
جاءت هذه الخطوة ردًا على تصريحات ما يسمى بـ"وزير الأمن القومي الإسرائيلي"، إيتمار بن غفير، بفرض عقوبات وصفت بالقاسية على الأسرى.
وهم التسوية
وبشأن اللقاءات المتكررة من قيادة السلطة مع قادة الاحتلال قال د. الهندي: "هناك تغيرات كبيرة في العالم، الصراع في أوكرانيا يشير إلى التغيرات في المنطقة، لإعادة رسم التحالفات في المنطقة والعالم، وبكل تأكيد القضية الفلسطينية تتأثر بهذه التغيرات".
وأضاف "الأمريكان ودول إقليمية كمصر والأردن، والسلطة وبعض القوى لدى العدو، مع تقوية السلطة، وتهدئة المقاومة في الضفة، لذلك كانت العقبة وشرم الشيخ، المسألة هنا أنهم لا يريدون للمقاومة الفلسطينية أن تأخذ زمام المبادرة".
وأشار إلى أن المؤتمرين يدعون إلى إعادة تقوية السلطة، مستدركًا "إلا أن حلفاء نتنياهو لديهم خطة الحسم القائمة على إضعاف وإنهاء السلطة، وهم لا يعترفون بأي مسيرة سياسية، وتصريحات سموتريش وبن غفير واضحة، كما أن نتنياهو يقول إنه يعترف بحل الدولتين ولكن لا يطبقه على الأرض".
وأكمل د. الهندي "نتنياهو رغم تطرفه وعدم تطبيقه لأي شيء على الأرض أسير لدى سموتريش وبن غفير رغم محاولات خداعه للعالم أنه يطبق حل الدولتين على الأرض، ولكن شركاءه يقولون لا يوجد حل دولتين ولا سلطة فلسطينية، وعلى الفلسطيني أن يعمل أجيرًا عندنا، أو يرحل، أو يقتل".
وتابع "هذه معضلة تواجه الاحتلال اليوم في ظل أن العالم كله يتغير والتحالفات تتغير، والاحتلال منغلق في هذه الفاشية، وأيضًا استقطاب حاد لديها ليس فقط سياسي، وإنما قضائي أيضًا".
ومضى د. الهندي "في المشهد الكبير خلال العقد الماضي بعد 2011 حدثت تغيرات، الأمريكان مصالحهم الانسحاب من الشرق الأوسط باتجاه الصين المنافس الخطر لهم، كانوا يعملون على بناء تحالف تقوده إسرائيل، لتبقى المنطقة رهينة للمصالح الإسرائيلية، وهذا التحالف يضرب في الوقت الذي وقعت فيه إسرائيل بأزمة كبيرة داخلية".
وأردف حديثه "ربما يبنى تحالف جديد في المنطقة خاصة بعد الاتفاق السعودي الإيراني، الذي قد يتطور لرسم خرائط جديدة بالمنطقة، وهذا تأثيره على القضية الفلسطينية".
وأكد د.. الهندي على ضرورة تجنب الصراعات السياسية في الساحة الفلسطينية، رغم الخلافات، مشددًا على ضرورة صناعة الوحدة داخل الميدان.
وأضاف "الجهاد الإسلامي منفتح على كل قوى المقاومة في جنين ونابلس، وكل الضفة الغربية، لأننا مستهدفون، ونريد أن نصنع معادلات جديدة بالمنطقة بعيدًا عن الاستقطابات السياسية، التي أصبحت وهمًا عند الجميع".
وتابع "عند الحديث عن شرم الشيخ أو العقبة، نقول للسلطة الفلسطينية والأردن ومصر: أعيدوا قراءة المشهد فقط؛ لأنه في تحولات حقيقية؛ كون الاحتلال الذي كان مدخلًا لمن يريد التقرب من البيت الأبيض، ويعيد ترتيب سياساته، أصبحت لا تمثل على التحالفات القائمة في ظل تأثير كبير".
التقارب الإيراني السعودي
وقال د. الهندي: "العلاقات بين إيران والسعودية يمكن الحديث عنها من ثلاثة جوانب: أولها التوقيت؛ كون أهميته، في الوقت الذي يعاني فيه حكومة الاحتلال من النزاع الداخلي في ظل صورتها أمام العالم أنها واحد الديمقراطية الوحيدة في المنقطة والفلسطينيون هم الإرهاب، وهي تدافع عن السلام".
وأشار إلى أن الاحتلال يظهر أمام العالم بأنه حكومة فاشية تريد تهميش القضاء وبناء قضاء الحاخامات تكون لهم الكلمة العليا، مضيفًا "صورة إسرائيل مهتزة أمام العالم".
أما الأهمية الثانية كما يشير د. الهندي فهو الوسيط الصيني؛ كون الصين تبني التحالفات بين السعودية وإيران من بوابتها وتأثير الاحتلال عليها ضعيف جدًا فيها، وهو من يستفيد من التفكك في المنطقة، وكان الكل حريصا على أن تبقى الحروب والمنطقة مفتتة في اليمن والعراق وسوريا وفلسطين.
وأضاف "الاحتلال يدرك أهمية الصين، ويحاول أن يبني علاقات معها منذ نحو 20 عامًا، ولكنها تصطدم بالحساسية الأمريكية، وتخشى من مخاطر هذا التقارب على العلاقة مع الولايات المتحدة، ولذلك هي لا تستطيع أن تقدم خطوات غير محسوبة في اتجاه التحالف مع الصين".
وفي ثالث الأهميات كما يشير د. الهندي فهي التداعيات، سيما وأن السعودية كانت خلال الأعوام العشرة الماضية حلفًا ضد العدو الإيراني الذي يريد السيطرة على المنطقة والخليج.
وتابع "الآن تأخذ شرعية من الممكن أن تترجم تداعياتها في ساحات أخرى، قد تصل إلى علاقات مع مصر، وقد نجد تحالفات جديدة في المنطقة خلال السنوات القادمة".
وأكمل د. الهندي "استقرار الخليج كانت أمريكا تعمل نفسها الضامن له، الآن أصبحت مصلحة إقليمية ومصلحة للصين؛ كونها تأخذ موارد الطاقة من الخليج"، موضحًا أن استقرار الخليج أصبح مصلحة إقليمية بعيدًا عن أمريكا ومصلحة للصين، وهذه مسألة مهمة أيضًا للخليج، وأن الملف النووي قد يشهد تحركًا
لقاءات فصائل المقاومة
وبشأن اللقاءات التي جمعت قيادة الجهاد الإسلامي بالأمين العام لحزب الله قال د. الهندي: "نحن حركات مقاومة، في فلسطين حركة الجهاد الإسلامي والشعب الفلسطيني موجود منذ قرن وهو يقاتل".
وأضاف "التوتر مثلًا في جنوب لبنان، نحن هنا شعب فلسطيني لاجئ موجود في لبنان، والعدو إذا تغيرت المعادلات سيتبدد وهمه، وبالتالي تمسكنا بالمقاومة وحرصنا على وحدتها باتجاه العدو مسألة أساسية".
وشدد د. الهندي على أن لقاءات المقاومة الفلسطينية، واللقاءات مع السيد حسن نصر الله لقاءات مهمة ورسائل للعدو أن المقاومة ستزداد قوة ومتانة حتى تحرير القدس".
شاهد حوار الدكتور محمد الهندي على قناة الميادين في برنامج حتى القدس:
