أصبح رئيس حكومة الاحتلال "الإسرائيلي" بنيامين نتنياهو أضعف رجل في تاريخ السياسة "الإسرائيلية"، بعد أن كان الأقوى، وذلك في أعقابِ إعلان وقف "التعديلات القضائية" في كيان الاحتلال. 

وقف هذه "التعديلات" جاء بعد يوم واحد من إقالة نتنياهو وزير حربه يوآف غالانت بعد دعوته إلى وقف "التعديلات" نفسها وتجميدها؛ لما تمثله من خطر على المجتمع "الإسرائيلي" –على حد قوله-، وهو ما يثير السخرية، ويشكل تناقضاً واضحاً وتخبطاً في قرارات نتنياهو المأزوم، وينذر بحرب أهلية "إسرائيلية".

ويرى المختص في الشأن الإسرائيلي، د. عمر جعارة، أن نتنياهو ارتكب خطأ استراتيجياً عميقاً، بإقدامه على إقالة غالانت، لأنه بذلك فقد صوتاً في ائتلافه الحكومي ليبقى معه ٦٣ صوتاً، مرشحة للتناقص حال استمرار نتنياهو في سياسة التخبط والتيه. 

ويقول د. جعارة، في حواره مع "شمس نيوز"، إن وقف "التعديلات القضائية" في كيان الاحتلال سيؤدي إلى صدام نتنياهو مع وزير القضاء ياريف ليفين، الذي يُعدُّ مهندس "الانقلاب القضائي" في الكيان، عبر خطته التي تحد من سلطات المحكمة العليا (أعلى سلطة قضائية) وتمنح الحكومة "الإسرائيلية" السيطرة على تعيين القضاة.

ويعتقد أن استمرار المظاهرات والاحتجاجات ضد نتنياهو وتهديدات ليفين وبن غفير بالاستقالة -إذا تم وقف التعديلات القضائية-، وضعت نتنياهو في مأزق كبير، وعليه أن يختار بين إرضاء المعارضة والمتظاهرين، أو انهيار حكومته وتفككها.    

ولا يستبعد المختص جعارة أن يذهب كيان الاحتلال إلى انتخابات سادسة حال جمَّد نتنياهو "تعديلاته"، "لأنه يعلم بأن استقالة بن غفير وعناصر العظمة اليهودية تفكك الإئتلاف"، مشيراً إلى أنه في حال حدوث ذلك فإنه "دمار لإسرائيل"، ونفيٌّ لصفة "دولة" عنها؛ إذ من غير المعقول أن تُجرى انتخابات أكثر من 5 مرات في أقل من 3 سنوات لاختيار منصب رئيس السلطة التنفيذية.

ويضيف: "يأمل نتنياهو من ليفين وبن غفير أن يتراجعا عن موقفهما هذا، ولكن في نفس الوقت أن يبقيا في الحكومة؛ لمنع انهيارها"، منبِّهاً إلى أنه "في حال الاستقالة، يبقى أمام نتنياهو التحالف مع حزب وزير الحرب السابق بني غانتس، ولكنه سيقدِّم تنازلات وسيرضخ لشروطهم". 

ويرى أن نتنياهو أدار ظهر للولايات المتحدة بإقدامه على إقالة غالانت، وهو ما سيُخَلِّف أزمة كبيرة في علاقات إسرائيل بأمريكا التي تعتبر حليفتها الاستراتيجية والداعم الأكبر لها، وسيغلق قنوات الحوار والتواصل مع محيطه الدولي، الأمر الذي يُعزز حالة الانقسام الداخلي والصراع الداخلي "الإسرائيلي".

ويختم د. جعارة حديثه بالقول: "بإقالة غالانت استجابةً لضغوطات بن غفير يثبت نتنياهو أنه أقرب إلى الصهيونية الدينية وأحزاب اليمين المتطرف، وهذا له عواقبه على المجتمع الإسرائيلي".