في الوقت الذي تتصاعد فيه المخاوف الإسرائيلية من التهديدات القادمة من جبهات إيران ولبنان وسوريا والأراضي الفلسطينية المحتلة، فقد حذرت أوساط الاحتلال من إضافة جبهة الأردن إلى هذه الساحات الساخنة، في ضوء التصريحات الصادرة عن وزرائه اليمينيين الفاشيين الذين لا يترددون في إعلان استهدافهم للمملكة، وعدم استدراك رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو على مواقفهم العدوانية ضد عمّان.
بنحاس عنبري المستشرق اليهودي أكد أن "تشديد التحالف بين نتنياهو ووزيريه بيتسلئيل سموتريتش وإيتمار بن غفير، اللذين يعلنان في كل مناسبة عن عدائهما للأردن، يفتح أمام الاحتلال جبهة أمنية جديدة تسمى الأردن، بجانب باقي الجبهات الأمنية الخطيرة خلال شهر رمضان الذي تحذر منه المؤسسة العسكرية، لأن ما يحدث في الجارة الشرقية يجب أن يقلق إسرائيل بما لا يقل عن قلقه في لبنان".
وأضاف في مقال نشره موقع "زمن إسرائيل"، أن "أهم التطورات الأردنية التي يجب أن تشعل الأضواء الحمر في تل أبيب هو اقتراب القبائل البدوية من جماعة الإخوان المسلمين، وتحذير زعيم في المملكة هو الشيخ مراد العضايلة من أن بنادق الجيش الأردني ستوجه إلى إسرائيل، وبعد شهر مضى يتعهد شيخ القبيلة العظيمة بني صخر بالدفاع عن المسجد الأقصى".
وأشار إلى أن "الجيش الأردني يتألف من أبناء العشائر المنتشرين على طول الحدود الطويلة مع فلسطين المحتلة، ويحمون دولة الاحتلال من الأخطار المحدقة بها، بزعم أن رجال القبائل لن يمنعوا التسلل إليها فحسب، بل هم أنفسهم سيطلقون النار على جنود الاحتلال، ناقلا عن أوساط أردنية أن كل الافتراضات التي قدمها الأردن على أساس اتفاقية السلام مع إسرائيل تنهار، لأنها لم تتخل عن رؤية دولة فلسطينية في الأردن باعتباره الوطن البديل".
وأوضح أن "الانطباع السائد في الأردن أنه عندما يكون سموتريتش وبن غفير قائدين في حكومة نتنياهو، فإن سياستها الحقيقية هي خلق نكبة جديدة، بموجبها سيتم طرد الفلسطينيين من الضفة الغربية إلى الضفة الشرقية، ما يجعل دوائر النخبة الأردنية يتساءلون بالفعل لماذا يجب أن يكون الأردن حرس الحدود لإسرائيل، ما يستدعي في حالة عدم احترام إسرائيل للوضع الراهن في المسجد الأقصى، وقيام الوزيرين المتطرفين بالترويج للنكبة، أن ينسحب الجيش الأردني من انتشاره على طول الحدود، بحيث يتم اختراقها في الواقع".
وأكد أن "هذا لن يحدث غدًا، ويرجع أساسًا إلى اعتماد الأردن على إسرائيل في الحصول على المياه والغاز الطبيعي، ولكن إذا قررت المملكة اتخاذ هذه الخطوة، فلن تتمكن إسرائيل من قطع إمدادات المياه والغاز عنها، بل ستصل إلى ذات الوضع مع قطاع غزة، الذي يشكل لإسرائيل جملة من المشاكل الأمنية لكنها مستمرة في توفير كل احتياجاته".
الخلاصة الإسرائيلية أنه فيما يخصص رئيس أركان جيش الاحتلال هآرتسي هاليفي كامل أوقاته لمواجهة توحيد جبهات لبنان وغزة والضفة الغربية، فإن رئيسه نتنياهو يفتح له جبهة جديدة من الشرق عبر الأردن، ما يعني توسيعاً لحجم المخاطر الأمنية والعسكرية، وزيادة أعباء التعامل معها، وتقديرا بإمكانية حدوث تصدع في اتفاق السلام مع المملكة، الأمر الذي يعني تحول مئات الكيلومترات من الحدود المشتركة إلى خطر أمني جديد لم يكن مدرجا على قائمة المخاطر التقليدية.